أخصائي القلب د. ياسر حنفي يروي حكاية (أغرب مريض)!

قال الدكتور ياسر حنفي أخصائي أمراض القلب، إنّ هناك الكثير من المواقف التي يتعرّض لها الأطباء بشكلٍ عامٍ من خلال العَمل منها الطريف والمُحزن والمُحرج والمُؤثِّر، لكنه لن ينسى مَوقفاً تَعرّض له وهو يُداوي أحد المرضى كان يُعاني من مشكلة في القلب وفشل كلوي، وكان من الصعب إجراء عملية له لأنّ نسبة نجاحها ضعيفة جداً، وقال: (بدأنا نتعامل معه بالعلاج البديل، وذات مرة أثناء مُتابعتي لحالته وجّه لي سؤالاً مُباشراً وهو لماذا لا أريد أن أجري له العملية؟ وبَعد تردُّدٍ واجهته بالحَقيقة وقلت له إنّ نسبة نجاح العملية ضَعيفٌ نسبة لتعقُّد حالته الصحية وقتها، فأصرّ على أن نجري له العملية وبعد التّحضير الكامل من الفريق الطبي تَمّ إجراء العَمليّة وهي عملية كبيرة جداً.

وبعد الفراغ من العملية وأنا أجلس في غُرفةٍ مُجاورةٍ لغرفة العملية جاءتني طبيبةٌ تمشي بسُرعة وتبدو عليها علامات القلق الشديد وقالت لي: حَصِّلنا يا دكتور، وعُمُوماً عندما تحدث مثل هذه الحالة يعرف الطبيب أنّ هُناك مُضاعفات خَطيرة لحالة المَريض ربما تؤدي إلى المَوت، وقُمت بمُعاينة المريض وأجرينا اللازم وفجأةً استقرّت حالته وهذه حالة نادرة، بعدها بفترةٍ اكتمل شفاؤه بحمد الله وعاد إلى بلده بالشمالية، ولكنه كان يحتاج لعملية زراعة كُلى.

وبعد فترةٍ قابلت أحد أقربائه وطَمأنني عليه، وقال إنّه بخير وفي أتمّ الصحة، وقال لي إنّ قريبه هذا يعمل في دكانٍ داخل الحي الذي يسكن به ويتعامل مع الناس بصُورةٍ حَسنةٍ، وإنّ قريبه هذا سَبقَ أن وجد إحدى نساء الحي قبل سنواتٍ طويلةٍ وهي حَزينة، فسألها فقالت إنّها لا تَملك مَا تشتري به ما يَفرح أبناءها وقد تبقّت أيامٌ على العَيد، وهو يَعلم أنّ زوجها مُتوفٍ، فقام معها بالواجب كاملاً وفرح الأطفال، ومَرّت الأيام وعندما اشتدت به مُعاناة الكُلى، اتصلت الأم بابنتها التي كانت قد تزوّجت وسكنت بالعاصمة، فسألت الابنة والدتها عن أحوال منطقتهم، فأجابتها الأم بأنّ حاج (فلان) يُعاني من الكُلى وظُروفه صَعبة، فبكت الابنة لحال الرجل الذي وقف إلى جانبهم في صغرها ولاحظ زوجها الذي يقيم بإحدى دول الخليج بكاء زوجته فأخبرته بالسّبب، وفاجأها بأن طلب منها أن تتّصل بوالدتها وترسل جواز سفر الشخص المريض ومُرافقه وتكفّل بتكاليف السفر والعملية كَافّة خارج السُّودان وسافر المريض وأجرى العملية وعاد إلى السُّودان وهو الآن في أتَمّ الصحة والعافية.

صحيفة السوداني.

Exit mobile version