لايذكر التوائم الا وتصحبهم حكايات ونوادر وربما مقالب وذلك للتشابه الكبير بينهما حيث من الصعب التمييز بينهما في كثير من الاحوال، سواء كانوا اطفالا او كبار، (ولله في خلقه شؤون) .
هنالك توائم متماثلة واخري غير متماثلة ، هنالك توائم اكثر من اثنين ، ثلاثة فما فوق وهنالك عائلات اشتهرت بانجاب التوائم رغم ان العلم يقول ان العامل الوراثي ضعيف ، ويرجع ذلك لاسباب بيولوجية ،لايقف عندها الناس كثيرا ، انما يقفون علي الطرائف والنوادر التي تحدث لهم او المواقف الحرجة في التعامل مع احدهما كأنه المعني ، او المقالب التي يقومون بها للتمويه ، فيتضح فيما بعد ان المقصود ليس هو، خصوصا فيما يختص بالقضايا القانونية والتعاملات المالية وغيرها .
للتوأم وضع خاص في المجتمع السوداني و يمثل انجابهم فألا حسنا وبركة خفية كما يبشر بسعة في الرزق ، وتكون اسمائهم دائما متشابهة في الحروف والصوت الموسيقي للاسم مثلا(حسن وحسين، احمد ومحمد، سامر وتامر والبنات ، ام الحسين وام الحسن، سهام والهام، ترتيل وتنزيل )وهكذا .
للتوأم مكانة وحب خاص لدي افراد الاسرة وحتي بقية الاهل والجيران والتوائم منذ طفولتهم يتميزون بالجرأه والشجاعة الادبية وغالبا ما يكونوا محبوبين من قبل مجتمعهم والبيئة التي تحيط بهم . وربما الشجاعة ناجمة عن شعورهم بان كل توأم سند وحماية للتوأم الآخر . كذلك ملاحظة اخرى ان التوائم لا يغيرون من بعضهما بعكس الاخوة ( الطردة ) اي المولودون ورا بعض أو في سن متقاربة .
كما ان التوائم الاناث اكثر ملاحة ( جمالا ) من سائر المواليد ، ومن المتعارف عليه ايضا ان التوم يكن مودة خاصة ومشاعر جميلة لتوأمه ، ويظهر ذلك في كثير من الاغاني السودانية التي يوصف فيها المحبوب (بالتوم) لقوة الرابط بينهم ، كأغنية فنان كردفان الكبير عبدالرحمن عبدالله (ياتومي طرينا دقات النقار) وكثير من اغاني التراث واغاني البنات (ياتومي هوي ) وغني مبارك حسن بركات (جن مارات تلاتة اعرفوا تومتي ياته)واغنية (تومتي البريدة انا في الحلة الجديدة هنا جوبا مالك عليي ) وغيرها كثيرا .
للتعرف عن قرب على هذه الشريحة كان لسوداناو سياحة في عالم التوائم الملئ بالطرائف والنوادر والغرائب ،البداية كانت مع دكتوراسامة محمد احمد ، اختصاصي النساء والتوليد باحدي المستشفيات الريفية ، الذي تحدث عن الطرائف التي تحدث لحظة ولادة التوأم سواء كانت الطرفة للطبيب او الام أوالاب .
يقول اسامة في لحظة الولادة لاحدي النساء وكانت حامل بثلاثة توائم ولم تكن متابعة مع المستشفي وليس لها ملف وقد تم احضارها بعد ان فاجأها الم المخاض ، ولم تكن تعلم بذلك ولا زوجها الذي كان واقفا بجوار غرفة الولادة ، وكانت الولادة طبيعية وبما ان ولادة التوأم تكون دائما تحت اشراف الاختصاصي ،عندما علمت القابلة ان المرأة حامل بثلاث توائم استدعت دكتور اسامة الذي كان حاضرا والكل في حالة من الارتباك والخوف من ولادة ثلاثة بولادة طبيعية وتمت العملية بسلام ، وعندما نزل الطفل الاول قامت الممرضه باعطائه لوالده وقبل ان يذهب فرحا ومسرعا ليبشر افراد الاسرة، اخبروه ان هنالك طفلا ثانيا فازداد فرحا ثم فاجأه دكتور اسامة بالثالث ، لم يستطيع ان يتمالك نفسة ومن فرط الدهشه صار يتكلم بكلام غير مفهوم وكانت الدهشة الممزوجة بالفرح تغمر الجميع الاهل وأسرة المستشفي بصورة يعجز السان عن وصفها .
وقصة اخري لسيدة ظهر في التشخيص انها حامل بثلاثة ولكن لحظة الولادة تفاجأوا بأنهم اثنين فقط فما كان من والدهم الا ان يقدم شكوي ضد المستشفي بأنهم سرقوا ابنه الثالث وبعد جلسات تم تبرئة المستشفي بعد ان ثبت ان هنالك خطا في التشخيص .
اما بالنسبة للتوأم وخصائصم واهم ما يميزهم عن غيرهم من الاطفال ، كانت البداية مع التوأم أحمد وايثار خليفة علي (سته سنوات) من ابناء مدينة عطبرة بولاية نهر النيل والدتهما الاستاذة ايمان ابشر تقول انهما مرتبطينا ببعضهما ارتباطا وثيقا جدا منذ ميلادهما حتي في المرض اذا مرض احدهما يلحق به اخيه في نفس اللحظه ، وكثيرا ما يصادف ان تذهب للعيادة باحدهما وتترك الآخر بالمنزل سليما وعند رجوعها للمنزل تجد عليه اعراض المرض، بعد ماكبرا قليلا صارا اكثر جرأة وشغب ، لهما امكانات عالية في التفكير وتقليد الكبار ومحاكاتهم ، كما يقلدا بعضهما في اي شئ حتي اللبس ودخول الحمام والاكل .
وتقول الأم انها وفي ذات مره ذهبت في زيارة للجيران ومعها احمد وعندما قدموا له شيكولاته وقبل أن يأخذها ، سأل جارتهم ( أين شيكولاتة ايثار) فضحك الجميع وتعجبوا من أمر طفل يسأل عن نصيب توأمه قبل ان يأخذ نصيبه ، ومن الاشياء الغريبة والملاحظة تقول الاستاذة ايمان انه كثيرا ما يدور بينهما حوار وبكلام مفهوم ومسموع وهم نيام، حيث يسأل أحدهما اخيه عن شئ ما فيجيب عليه بكلام واضح وهما في نوم عميق ، ولو بكي احدهما يسال الآخر عن سبب بكاء توأمه ، ويمكن للتوأم أن يتناقشا ويصلا لمرحلة الضرب مع بعضهما لكن اذا تعرض احد اخوتهم لأحدهما لايقبل الآخر ويمكن أن يضرب اخته الكبيرة لاجل توأمه .
مروة ومحمد يس (عشرة سنوات) تقول امهم الاستاذة سناء شيخ ادريس انهما مترابطين لدرجة كبيرة ، يحبا بعضهما لدرجة المبالغة وعندما يكونا نائمين اذا تحرك احدهما او استيقظ فجأة نجد الاخر بحركة لا شعورية استيقظ هو الآخر وعندما يستقيظا أول شئ يفعلانه هو ان يحضنا بعضهما كانهما كانا في سفر واذا تالم احدهما او اشتكي او توتر من شئ ينتقل هذا الشعور مباشرة للآخر حتي المرض والتعب .
سناء تشترك في الرأى مع ايمان والدة توأم اخر ، ان التوم الولد يكون اكثر حساسية وغيرة علي اخته ويقوم بدور ولي امرها والوصي عليها ويغير عليها من الاطفال خصوصا الاولاد، ومن ملاحظاتهما ايضا ان التوأم يتمتعون بذكاء وقوة ملاحظة وتفسير وتحليل للاشياء اكبر من سنهم بكثير ويختلفون كثيرا عن بقية الاطفال في سنهم وحتي اخوانهم يمتازون عليهم بهذه الصفات ، كما يشاركهن الرأي الاستاذ عثمان محمد صالح والد التوأم رهف ورتاج.
(ست سنوات) بمرحلة الاساس تقول والدتهم الاستاذة سوسن السر ان رهف ورتاج منذ سن مبكرة ظهر عليهما علامات الذكاء والتميز عن اقرانهم وحسن التصرف وتحليل الاشياء بطريقة يعجز عنها الكبار احيانا ، اضافة الي ذلك اجادة التقليد والمحاكاة ،و بعد رجوعهما من الروضة كانتا تقومان بتمثيل كل ما حدث خلال اليوم بان تقوم احدهن بدور المعلمة والاخري بدور التلميذة وتحكي كل ماحدث في شكل حوار ، كانهن يقمن بتلخيص احداث اليوم مما يجعل الأم محيطة بكل احداث اليوم .
وعن حسن التصرف تقول بعد انتقالهما للمدرسة وفي ذات يوم كانت احدي التلميذات تبكي بشدة خوفا من المعلمة لانها لم تقم بكتابة الواجب اليومي ، فلما عرفت رتاج سبب بكاء صديقتها قالت لها (عندي لك حل لكن فيه كذب والكذب حرام ، لكن حتي تخرجي من هذه الورطة يمكن ان تخبري المعلمة انك قمتي بعمل الواجب لكنك نسيتي الكراسة في البيت ) فهذا يدل علي ان للتوأم فهم متقدم جدا مع حسن التصرف والخروج من اصعب المواقف .
حالة أخرى من التوائم لتوأم أولاد وهم حسن وحسين يتشابهان لدرجة كبيرة ولما تقدما للقبول بالمدرسة الأولية في ذلك الوقت و كان القبول لعدد محدود لكل مدرسة ، قبلت اللجنة حسين ولم تقبل حسن ..بكى حسن كثيرا لكن حسين طيب خاطره وقال له يوم أمشى انا المدرسة ويوم تمشى إنت وكان كل واحد يأتى ليشرح لأخيه درس اليوم ..
وذات يوم جاء المفتش وفى ذلك اليوم كان موجود حسن ولما اذاعوا الأسماء وسألوا عن حسين قال لهم حسن بكل براءة أن حسين فى البيت لأنه اليوم دورى أنا فى الحضور للمدرسة وحكى لهم القصة ..فماكان من المفتش إلا أن طلب منه أن يذهب مسرعا إلى البيت ويأتى بأخيه حسين وتم قبولهما معا، هنالك فعلا إرتباطا روحيا بينهما .
سوداناو تجولت في عالم الكبار البداية كانت مع التوأم حسن وحسين محمد علي ، من ابناء ام درمان ، متشابهين لدرجة يصعب معها تمييزهما عن بعض حتي امهما وابوهما في كثير من الاحيان يصعب عليهما التمييز بينهما كما أنهما مترابطين لدرجة كبيرة حيث يحس احدهما بالاخر في ابسط الاشياء .
كبر هذا التوأم وكانت مسيرة حياتهم متشابهة ، سافرا للعمل خارج السودان معا ورجعا معا ايضا ، والتحق كلاهما بوظيفة بأحد المؤسسات الحكومية بالخرطوم ، حسين موظف ينتهي دوامه عند الساعة الرابعة عصرا وحسن فني بقسم الطواري دائما يعمل بالورديات المسائية ، يرجع للمنزل بعد العاشرة مساء .
تقول والدتهم الحاجة عائشة ، في ذات يوم وبعد المغرب مباشرة شعر حسين بقلق شديد وسخونة في جسمه ، ثم دخل المطبخ واحضر كيسا وضع عليه كمية من السكر وكوب شاي وعصير وملعقة ، ثم اخذ ملاءة ومخدة وبيجامة ووضعهم في الكيس الي جانبه في السرير وبقي جالسا كأنه ينتظر احدا ، فكانت والدته قلقة لتوتره فسألته عن اسباب التوتر فأجابها ان لديه احساسا ان هناك شئا جري لحسن وتم نقله للمستشفي فأراد ان يجهز نفسه لذلك ،علي الرغم من ان مواعيد رجوعه للمنزل لم تحن بعد ،وقبل ان ينتهي الحوار بينه وامه سمعوا صوت سيارة الترحيل بصوتها العالي تقف امام المنزل ، فلم ينتظر حسين فأسرع نحو الباب حاملا امتعته فعندما رأي زملاءه اخيه استعداده وحمله للآغراض ، سألوه (عرفتوا الحصل ؟؟؟؟) فأجابهم ما الحصل ؟ فأخبروه ان حسن تعرض لحادث اثناء عمله والآن في حوداث مستشفي ا درمان ، فذهبوا جميعهم وصار ملازما لحسن الي ان شفاه الله ..
حسن وحسين توأم ايضا ومتشابهين لدرجة كبيرة ، حسن يعمل عسكري تعلمجي ومدرب ضباط وحسين كان موظف بالخدمة المدنية ولا يفهم عن العسكرية شيئا ، حسن سافر لدولة الامارت العربية للعمل في الشرطة ، لخبرته ومؤهلاته واستقر مع اسرته وترك حسين بالسودان في وظيفته ولم يطب لحسن المقام بعيدا عن توأمه وفي اول فرصة عند فتح باب التقديم لوظائف مجندين في دولة الامارات ، قام حسن بالتقديم لحسين بعد ان سجل له أشرطة في شكل محاضرات ودروس فيها معلومات عن الجيش من صفا وانتباه إلى أخر شئ فى التعليمات ، وارسلها لحسين طالبا منه مذاكرتها وفهمها جيدا حتي تمكن من حفظها واستيعابها تماما ثم ذهب في موعد المعاينة للسفارة واجتازها بنجاح وسافر ولحق بأخوه التوأم هناك، وفعلا التيمان أو التوائم نعمة .
أيضا من طرائف عالم التوأم ما حدث فى مروى فى فترة الستينيات – فقد كان هناك رجل ترجع أصوله الى صعيد مصر – و كان صاحب أكبر واشهر مطعم فى مروى فى تلك الفترة – و تزوج احدي بنات الشايقية وفى كل ولادة يأتى بتوأم من الابناء الذكور حتى أجتمع له اربعة عشر أبنا من سبعة ولادات – وفى الولادة الثامنة وهى الولادة الوحيدة التى حملت فيها زوجته بطفلة واحدة -توفت الزوجة من عسر الولادة ، والطريف أن هذا الرجل كانت له حمارة بيضاء كبيرة الحجم وجميلة المنظر – وفى كل ولادة بالتزامن تماما مع ولادة زوجته كانت تلك الحمارة تلد توأم من (الدحيشات) – و هو امر يعد نادرا فى عالم الحيوان أن تنجب الحمارة توأم الا أن تلك الحمارة الولود سقطت من سقالة البنطون فى النيل وغرقت فيما بعد .
الفنان أبو داوؤد كان طريح الفراش بمستشفي أم درمان . الثنائي تيمان عطبرة حسن وحسين كان من الصعب التفريق بينهما . ويحبون المقالب . حسن كان وقتها بام درمان و ( حسين بعطبرة ).ذهب حسن لزيارة أبو داوؤد بالمستشفي وعرفه بنفسه وسأله ابو داوؤد عن أخبار حسين وأحواله فقال له أنه بخير و (تركته في البيت ) وقال له سيزورك بعد قليل وجلس قليلا وانصرف ثم رجع مرة أخري ، واعاد التحية والسلام علي ابو داوؤد وعرفه بنفسه علي أنه حسين فشكره واخبره ان حسن كان معه قبل قليل بذلك قام بواجب الزيارة نيابة عن توأمه .
أشهر التوائم في السودان حسن وحسين أولاد سايح بالدويم. كانوا من لاعبي كرة القدم المميزون وفي إحدى المباريات المهمة وكان يديرها الحكم أحمد الضو الشهير بجوي، وكانت آنذاك الفنايل بدون أرقام، وارتكب أحدهما مخالفة استحق عليها كرت أصفر وتم تسجيل اسمه، وبعد مدة حدثت مخالفة أخرى فأخرج الحكم الكرت الأصفر ثم أتبعه بالأحمر فاحتج اللاعب بأن المخالفة الأولى لم تكن هو واحتج بقية اللاعبون وحتى من الفريق المنافس “ياخ دا ما ياهو” والكرت الأحمر ما زال مرفوعا واختلط الأمر، فحسم الحكم الموضوع قائلا: أولاد سايح واحد فيكم يطلع بره.
من مقالب التيمان الشهيرة هو ماعجزت عن كشفه الشرطة عندما ادين حسن في قضية ما وحكم عليه بالسجن ثلاثة اشهر ، فحزن حسين علي فراق توأمه كل هذه المدة وسرعان ما هداه التفكير الي حيلة وانتظر حتي المساء وحمل العشاء وذهب للسجن وبعد ان سمحوا له بالمقابلة قام مسرعا بتغيير ملابسه ولبس ملابس السجن بدلا عن أخيه وخرج حسن للمبيت في بيته بين افراد اسرته وبقي حسين لينام الليلة في السجن وتكرر هذا المشهد الى أن تمت المدة المحددة ،حيث تقاسما الفترة يوما بيوم دون ان ينكشف امرهما .
اما البنات فلهم طرائف ومقالب من نوع آخر ، سوداناو التقت التوأم ترتيل وتنزيل محمد شمس الدين (16)سنة وهما متشابهتان لدرجة كبيرة حتي لبسهما كله مثل بعض ، لذا كل افراد الاسرة لايستطيعون التمييز بينهما عدا امهما وابوهما ،لذا هما دائما في حالة مقلب معهم تحكي امهم الاستاذة انعام ان ترتيل تحب عمل المنزل عكس تنزيل وفي ذات مره طلبت والدتي من ترتيل الحضور لها في منزلها لمساعدتها في بعض اعمال المنزل فذهبت تنزيل بديلا لاختها فلما رأتها جدتها رحبت بها وصارت تمدح في همتها ونشاطها عكس اختها الكسلانة تنزيل وكانت تستمع لها وهي غارقة في الضحك ولما انتهت من حديثها قالت لها يا حبوبة انا تنزيل ذااااتا فدخلت جدتها في حرج شديد وأصابها الخجل والكسوف .
مقلب آخر حدث لعمهما المقيم خارج السودان الذى كان كل ما حضر للسودان في اجازته يحاول جاهدا التمييز بينهم لكنه يفشل في كل محاولة وعندما يفشل تقومون باجباره علي دفع مبلغ من المال كغرامة ، وفي يوم جمعة وعمهما ذاهب للصلاة سمع والدهم ينادي تنزيل ولاحظ انها تلبس قميص يختلف عن قميص ترتيل قال لهما بعد رجوعي من الصلاة سأستطيع التمييز بينكما هذه المرة علي ان تدفعوا لي الغرامة فوافقتا وبذكاء التوأم أدركتا انه عرفهما من خلال اختلاف القميص وقامتا مسرعتين بتبديل القمصان وعند رجوعه جاء بكل ثقة ليخبرهما حسب لون القميص فانفجرتا ضاحكتين واخبرتاه انهما بدلتا القمصان .
ترتيل وتنزيل مرتبطتان ببعضهما ارتباطا شديدا ،و متشابهتان في كل شئ في الموهبة والهوايات والاحساس وحتي المرض .
ام الحسن وام الحسين توأم من مدينة ام درمان ، في بداية الستينيات من العمر متشابهتان لدرجة كبيرة يصعب معها تمييزهما وهما مرتبطتان لدرجةالمبالغة فى حركاتهم وافعالهم دائما مع بعض في مناسبات الاهل والجيران لدرجة انهن يجلسن في كرسي واحد من شدة الارتباط ،عندما كبرن وتزوجن استقرت ام الحسن في ام درمان وانتقلت ام الحسين للخرطوم بحري ، وبحكم المسئولية وتربية الاطفال قمن بتوزيع المجاملات بينهما بالتناوب ،كل مجاملة علي واحدة حسب جدول اتفقن عليه بحيث تذهب ام الحسن للمناسبة فرحا كانت او حزن وتحمل معها( ثوب وفستان ) في حقيبة اليد الخاصة بها وبعد ان تقوم بالواجب تذهب سرا لاحد بيوت الجيران عندما تتأكد ان اهل المنزل موجودين بمكان المناسبة وتقوم بتغيير ملابسها بسرعة وترجع لبيت المناسبة وتقوم بمصافحة الجميع علي انها ام الحسين وتقوم بواجب المجاملة وتجلس وتسأل عن ام الحسن هل وصلت ام لا ؟ فتأتيها الاجابة بانها حضرت قبل قليل ، وقالت انها في بعض الاحيان تضطر الي تناول الوجبة مرتين حتي لا ينكشف امرها وفي ذات مره شكت في امرها احدي قريباتها وسألتها عن ام الحسين فقالت لها انا ام الحسين تقول كاد قلبي ان يقع من الخوف لو كان لها موضوع مع ام الحسين وسألتني عنه بماذا اجيبها ، فتحايلت عليها بالانشغال مع بعض النسوة وفي اول فرصة خرجت مسرعة الي الشارع وهى ترتعد خوفا و استقلت اول حافلة مواصلات من غير ان تسال عن اتجاهها ومر الموقف بسلام .
و لشدة ارتباطهم قامت ام الحسن بتزويج ابنها من بنت ام الحسين وحضرت لتقيم معها في المنزل فكانت عندما تصاب بمرض ما تقول لزوجة ابنها اذهبي لامك ستكون مريضة ايضا وفعلا تذهب وتجد امها كذلك ،وعندما تطمئن علي امها وتشفي ترجع لتجد خالتها قد شفيت ايضا.
ولمعرفة الجوانب العلمية لانجاب التوأم التقت سوداناو البروفيسور عبدالله التوم علي استاذ الكيمياء الحيوية السريرية ،عميد كلية المختبرات الطبية بجامعة الزعيم الازهري الذي تحدث قائلا يطلق لفظ توأم على الذريتان الناتجتان من فترة حمل واحدة داخل رحم الأم. وعادة ما يكون الفرق بين زمن الولادة هو بضعة دقائق أو سويعات لا أكثر.
وهناك صنفين من التوائم، التوائم المتشابهة في الشكل والتوائم المختلفة في الشكل. ويرجع ذلك إلى مرحلة تلقيح البويضة في رحم المرأة (الأنثى)، حيث تنشأ التوائم المتشابهة من بويضة واحدة لقحها حيوان منوى واحد في طريق انقسامها، مما أدى لتكون أكثر من جنين . بينما تنتج التوائم المختلفة شكلا من أكثر من بويضة ملقحة بأكثر من حيوان منوي.
في المقابل، يُسمى الجنين الذي يتطور وحده في الرحم جنين مفرد، والمصطلح العام للذرية الواحدة من الولادة المتعددة (متعددة) ويشار إلى الأفراد المتشابهه في الشكل كالتوائم ولكن لا تربطهم أي صلة باسم الشبيه.
يحدث الحمل بالتوأم نتيجة لبعض الأسباب التي لم يستطع العلماء تحديدها بشكل قاطع في الوقت الحالي، لكن هناك بعض الأسباب التي يعزى إليها الحمل بتوأم، وهي على سبيل المثال فرط الطول أو الوزن عند بعض السيدات، فقد لوحظ زيادة احتمالية ولادة التوأم في هذه الحالات ، وجود المرأة في مرحلة الإرضاع، حيث تزداد بشكل كبير احتمالية حدوث الحمل بتوأم، وجود عوامل وراثية تزيد من فرصة ولادة التوأم بشكل كبير، الحمل في سن كبير (بعد سن الخامسة والثلاثين) ، بعض الأطعمة التي تزداد مع تناولها فرصة حدوث الحمل بتوأم بشكل كبير جدًا،عند حدوث الحمل بتوأم لمرة واحدة، تزداد الفرصة لحدوث ذلك في المرات القادمة.
عند نهاية الاسبوع الاول من اغسطس يحج الآف التوائم من كل حدب وصوب الى توينسبورغ مدينة التوائم بولاية اوهايو واطلق عليها هذا الاسم قبل نحو قرنين توأمان متطابقان كانا يعيشان فيها من أجل الاحتفال بمهرجان ايام التوائم حيث يكون المشاركون على مدى ثلاثة أيام على موعد مع برنامج طويل وممتع يشمل نزهات في الهواء الطلق وعروض للمواهب ومباريات للظفر بلقب التوأم الاكثر تطابقا فيما بات يعرف بواحد من اكبر تجمعات التوائم في العالم.
ويجري فريق علماء تجارب بحثية على التوائم طيلة ايام المهرجان برعاية من مكتب التحقيقات الفيدرالي وجامعة نوتردام وجامعة ويست فرجينيا.
ويشكل التوائم لهؤلاء العلماء والباحثين في مجال الطب الاحيائي عبر العالم، فرصة ثمينة لفك طلاسم تأثير الجينات والبيئة المحيطة في الانسان او ما يصطلح عليه بالطبيعة والتنشئة او الطبع والتطبع. ولكون التوائم المتطابقة مصدرها بويضة واحدة مخصبة تنقسم الى شطرين فانهم يشتركون تقريبا في نفس الشفرة الوراثية واي اختلاف بين توأمان كأن يكون لاحدهما بشرة انضر من الاخر انما مرده الى عوامل تتصل بالبيئة المحيطة مثل تعرض بشرة هذا او ذاك لاشعة الشمس لمدة اطول.
الخرطوم – سونا.