لكني حين شرعت في تقسيم الأعمال التي تحتاج مني الإنجاز ، بين ” مستعجل ” و ” قابل للتأجيل ” ، فوجئت بأن معظم المشاريع التي تعنيني حقاً مستعجلة . لعلّه العمر ، كلّما تقدّم بنا ، ما عدنا نثق في الغد ، خوف أن يسبق الأجل ما هو مؤجّل .
سألت مؤخرا ، الروائي الجزائري الكبير واسيني الأعرج الذي يُصدر منذ فترة رواية كل ّ سنة ، وأحيانا روايتين ، لماذا لا يتأنّى في النشر ، وما الذي يجعله في عجلة من أمره ؟ . صمتَ قليلاً ثمّ أجاب بكلمتين ” إنه الموت ” . واسيني تعرّض أكثر من مرّة لذبحة قلبيّة ، آخرها وهو يحاضر في السوربون ، وككلّ مرة كان يشعر فيها باحتمال الرحيل ، كان يبعث لي رسالة ” عزيزتي أكتبي ” . أولى رسائله ، كانت في التسعينات ، يوم كان مهدداً بالقتل من قبل الإرهابيين ، الذين اغتالوا آنذاك أكثر من سبعين مثقف وكاتب جزائري . قال لي في رسالة مطوّلة تحكي تفاصيل محنته ، وهو يغيّر عناوين إقامته كل مرّة ” إن قتلوني إثأري لي… إثأري لنا فدمنا حبرك ” وكتبتُ ” فوضى الحواس ” وبعدها “عابر سرير ” . وما زال دم الرفاق يمتزج بحبري كلّما كتبت عن الجزائر . [ يتبع…
الكاتبة : أحلام مستغانمي