يجب على هيئة الإيقاد والوساطة السودانية تدارك ما يمكن تداركه، وإلحاق المعارضة الجنوبية بقيادة د.رياك مشار بالتوقيع النهائي بعد رفض هذا الفصيل وهو الرئيس بين أطراف المعارضة الترقيع على الاتفاقية النهائية بالأحرف الأولى التي اختتمت مفاوضاتها أمس بالخرطوم، وانفض السامر دون توقيع تجمع أحزاب (سوا) وفصيل مشار .
> نقاط الخلاف واضحة وليست ذات قيمة كبيرة ولا يمكن أن تقود الى تقويض الاتفاقية برمتها، فمن الأفضل إكمال هذا العمل الضخم الذي تم وإنهاء المهمة بنجاح وسلام دون أية تعقيدات إضافية وهي بالقطع ليست في صالح كل الأطراف، وما إثاره ممثلو المعارضة لا يغير في جوهر ومضمون ما تم الاتفاق عليه في مجالي تقاسم السلطة والترتيبات الأمنية، خاصة أن هذه الجولة التي انتهت أمس مخصصة لقضايا تكميلية أخرى وما خرجت به اللجان التي انبثقت من الاتفاقية لبحث القضايا المعلقة وهي اللجنة القضائية ولجنة الحدود واللجنة الأمنية ولجنة الولايات فضلاً عن جداول التنفيذ وصلاحيات نواب الرئيس وحجم الحكومة وعدد الوزارات والدستور والخدمة المدنية والقضاء والعدالة الانتقالية ..
> إذا كانت الخلافات التي نشبت أمس هي حول لجنة إعداد الدستور ولجنة الحدود والولائية فهذه قضايا يمكن الوصول فيها الى اتفاق بالحوار والتفاهم وتقديم تنازلات هنا وهناك، ومن واجب الوساطة السعي بكل جهد الى تقريب وجهات النظر للحيلولة دون العودة للمربع الأول ..
> وليس بعيد عنا أن هناك جهات في الإقليم وأخرى دولية تعمل على إجهاض الاتفاق وإفشال مبادرة السيد رئيس الجمهورية، ستجد هذه الجهات سوانح ذهبية في حال نشوب خلاف واسع لضرب ما تم من اتفاق في مقتل، وليس من الحكمة لإتاحة مثل هذه الفرص .
> على الوساطة السودانية والإيقاد رغم أن الحزم والوضوح واجبين، عدم التعجل في رفع الاتفاقية منقوصة الى قمة الإيقاد القادمة، فالأفضل إنهاء المهمة كما ينبغي عليها أن تكون وتجنيب دولة الجنوب والاتفاقية نفسها أي منزلق آخر..
> ومن العسير في ظل الظروف التي دهمت المنطقة والإقليم، ثم الانفراج الذي حدث في الأوضاع، إيجاد حالة من التوافق والتفاهم بين القوى المؤثرة في المنطقة وخاصة في جنوب السودان لإبرام مثل هذا الاتفاق، فالخلاف ليس جوهرياً كما نرى، وتكمن نقاطه في فروع ثانوية يمكن لملمتها بسهولة وإقناع كل طرف للتنازل قليلاً حتى لا يقع في مصيدة الجهات التي تريد استمرار حالة النزاع والحرب في دولة الجنوب ..
> وما يوجب هذا القول، إن كل الأطراف الجنوبية لديها مخاوف موضوعية من التفاصيل الدقيقة وما يتصل بالتنفيذ. فالاتفاق السابق الذي أبرم من قبل في 2015م ويعاد أحياؤه من جديد، تم خرقه وإفشاله بسبب ترك الأمور دون الغوص في تفاصيلها وحل الخلافات في مهدها وعدم تركها تتفاقم وتتوالد وتتكاثر ثم تنفجر في وجوه الجميع..
> ولَم يسبق في تاريخ دولة الجنوب القصير، أن اجتمعت كل هذه الفصائل والمجموعات وتوحدت إرادتها من أجل السلام، فهذه الفرصة إن فلتت من بين الأيادي فلن تعود مرة أخرى ولن تتمكن أية جهة كانت في الإقليم أو العالم من لملمة شظايا الجنوب إن اشتعلت فيه النيران مرة أخرى.
> على السودان واجب لابد أن يؤديه، وكما قال السيد الرئيس البشير إن لديه التزام أخلاقي تجاه شعب جنوب السودان، علينا أن نُبقي الآمال منتعشة والرجاء قريب، من أجل أن تهدأ منطقتنا كلها ويسودها الأمن والاستقرار والسلام ..
الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة