أشعريون..لماذا لا تتحول إلى مؤسسة

حبسنى حابس قوي من أن أحضر اللقاء الذي أعلن فيه نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم الأخ الكريم الأستاذ محمد حاتم سليمان (مبادرته) الجريئة والتي حملت اسم (أشعريون) وهو اسم لامع وله (رنين) خاص في قلب كل مسلم بل في قلب كل انسان يحب الخير للآخرين ويوثرهم على نفسه. و أشعريون سبقوا بفراسخ كثيرة المنظمات الخيرية والطوعية التى نشأت فى العصر الحديث. هذه المبادرة ملأت الدنيا وشغلت الناس وهى لما تكمل شهرها الأول.

تلك من سمات الأعمال الخيرة. وعلى أية حال فبالنسبة لي فقد كنت واثقا من ان الأستاذ محمد حاتم سليمان هو انسان (خير) ولا يأتى (من تالاه) الا الخير. كما كنت واثقا من أن الذين قابلوا تلك المبادرة بتلك الحملة المعادية هم أناس جبلوا على كراهية الخير. هم أناس ما دعا داع للخير الا أعطوه ظهورهم وما دعا داع للشر الا هرعوا اليه ولو حبواً! وكما خلق الله أناساً من أمثال محمد حاتم سليمان يعرف الخير بهم, كذلك خلق الله أناسا يعرف الشر بهم.

هذا يدل على الخير وأولئك يدلون على الشر. لكن الخير له دائما الغلبة والشر له الخسران. يكفي (أشعريون) أنها حققت نجاحا باهرا فى أول (منشط) قامت بتنظيمه وهو جمع لحوم الأضاحي وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين والذين لا يجدون ما يضحون به. لقد ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء, وعندما تقوم (أشعريون) بذلك العمل فانها تسيرعلى (درب) رسول الله صلى الله عليه وسلم. تقول الاحصائيات ان (أشعريون) وتحت عنوان (ذراع خروف) تمكنت من جمع ما يقرب من ستمائة ألف ذراع خروف خلال أيام عيد الفداء, وذبحت أكثر من تسعمائة عجل وأكثر من ألف خروف وجمعت (14) ألف كيس لحمة. بلغ وزن هذه الكمية من اللحم مليونا وستمائة وأربعة عشر ألفا و مائة و خمسة وأربعين كيلو. القيمة السوقية لهذه الكمية هى مائتي مليار جنيه (بالقديم). انه عمل ضخم وعظيم. هذا يعكس مكنونات الخير المركون فى هذا الشعب.

ان هذا النجاح يجب أن يكون (محفزا) للأستاذ محمد حاتم سليمان أن يطور هذه المبادرة ويحولها الى (مؤسسة أشعريون) تكون مثلها مثل (منظمة الشهيد) أو منظمة الأشخاص ذوي الاعاقة وغيرها من المؤسسات الخيرية الاجتماعية التي تعنى ببعث القيم الفاضلة من جديد وتطبيقها فعلاً لا قولاً وذلك من أجل اشاعة قيم التكافل فى المجتمع. و (مؤسسة أشعريون) عندما تنطلق من نطاق جمع لحم الأضاحي الى آفاق أرحب فانها لن تستطيع أن (تحك رأسها) من كثرة أبواب البر ومظان الخير. يمكن لهذه المؤسسة أن تقسم عملها الى (ادارات) حسب عمل الخير المطلوب القيام به. لنأخذ مثلا موضوع المواصلات وما بات يعرف بـ (فضل الظهر). هذا عمل كبير لكنه يحتاج الى تنظيم فالمواطن السودانى, خاصة النساء يجدن حرجا من ركوب أية مركبة خاصة, مع العلم أنهن أكثر تضررا من انعدام المواصلات.

أشعريون يمكنها أن توزع (بطاقات خاصة) مثل كلمة (تاكسي) لكل صاحب سيارة يريد أن يشارك في عمل الخير. وهؤلاء يعملون تحت ادارة (فضل الظهر) بمؤسسة أشعريون وقس على ذلك. من الممكن ان يمتد عمل المؤسسة الى النطاق الصحي حيث تقوم المؤسسة بانشاء سلسلة (مستشفيات أشعريون) يعمل فيها الأطباء والأطقم الطبية بالمجان طلبا للأجر والثواب. المؤسسة يمكن أن يكون لها ادارة تعليمية حيث تقوم بجمع الأموال لمساندة الطلبة الفقراء و هى بذلك تطبق مبدأ أنه لا يحرم تلميذ بسبب عدم دفعه للرسوم المدرسية. هذه مجرد أمثلة وعندما يتم تنفيذ الفكرة فان هنالك العديد من أعمال الخير ستأتي من نفسها وتهبط على (مجلس الادارة) لمؤسسة أشعريون, كما أن أهل الخير سيهرعون اليها من كل حدب وصوب يدعمونها وسيكون لها شأن. ان العمل الذى قامت به (أشعريون) في جمع لحوم الأضاحي سيكون حينها جزءا بسيطا و قطرة فى بحر العمل الذي ستقوم به (أشعريون) وسوف ترون.

بقلم : عبدالرحمن الزومة
صحيفة الانتباهه.

Exit mobile version