جاهزية المدخل الغربي والطريق الذي يربط شارع صالحة مع الكبري
محلية الخرطوم التزمت بتكلفة رفع الحديد والصب وأموال المقاول
جميع الحديد الموجود مطابق للمواصفات والمقاييس
اعمال الكبري تمضي بعمالة وخبرات سودانية خالصة
اكتمال تركيب الحديد فوق الجسم الخرصاني بنسبة 52%
مشروع كبري الدباسين من المشروعات التي تعمل على انجازه حكومة ولاية الخرطوم، ويمتاز بأهمية كبرى إذ أنه يكمل حلقة الطريق الدائري الداخلي ويعتبر معبراً يربط المطار الدولي الجديد بوسط الخرطوم، فضلاً عن أنه يساعد في فك الاختناق المروري اليومي للمارة ولهذه الفوائد وغيرها بادر المركز السوداني للخدمات الصحفية (smc) بتسجيل زيارة للوقوف على آخر التطورات للكبري بمنطقة العزوزاب مع استصحاب المتغيرات من خلال هذا التحقيق لعكس خطوات العمل فيه..
في البداية أكد مدير إدارة الجسور د. منتصر مأمون مصطفى لــ(smc) على أهمية الكبري اذ أنه يعتبر أحد الطرق المؤدية لمطار الخرطوم الدولي الجديد ويربط محليتي أمدرمان وجبل أولياء، وأيضاً يمثل جزء من الطريق الدائري الثاني، وسيسهم في فك الازدحام المروري لكبري الإنقاذ والمنطقة حوله. وأوضح مأمون أن طول الكبري يعادل 1670 متر وبمقتربات ” المساحة بين العلبة الداعمة للكبري والشاطئ” 400 متر وطرق رابطه 5 كيلومترات جانب أم درمان، 1.5 كلم جهة الخرطوم، الكبري بعرض 18.5 متر وبعدد 4 (حارات) ومسارات للحركة 2 لكل اتجاه، والكبري مكون من 29 باكية بطول 60 متر.
وقد اكتمل تصنيع وتوريد 23 باكية من جملة (29) وبنسبة 80% لتتبقى فقط 6 بواكي 3 منها بالصين و3 بمصر، أما تركيب الكمرات الحديدية فوق الجسم الخرصاني قد اكتمل عدد 60 كمرة من جملة 116 بنسبة 52%، أما الخرصانة فقد اكتملت بعدد 5 بواكي من جملة 29 بنسبة 17 %، لافتاً لمواصلة إكمال العمل بالمشروع وفق المخطط لإكمال جسم الكبري مطلع العام.
بينما تحدث المدير العام لهيئة الطرق والجسور بوزارة البنى التحتية الصافي أحمد آدم قائلاً: إن بداية العمل في الكبري كانت منذ العام 2005م، ومر بعدد من المقاولين والشركات الإستشارية، ولكن توقف نتيجة لبعض المعوقات الإدارية بعيداً عن المشاكل الفنية، وذكر آدم ان اكتمال العمل بالكبري مطلع العام 2019م ومبيناً أنه تمت معالجة جميع الإشكالات بالمشروع الذي بدأ في العام 2005م وعزا تأخيره إلى تعقيدات إدارية وصعوبات في التحويلات المالية في ظل الحصار الاقتصادي حيث أنه يتم تصنيع الحديد للكمرات بالصين ومصر وهذا الأمر اضطر المقاولين السابقين للمشروع من التعاقد مع طرف ثالث للتحويلات المالية مما انعكس سلباً على وتيرة العمل وأدى إلى تأخيره.
وقال الصافي في العام 2016م قمنا بإجراء تعديلات على العقد وإعادة حصر العمل في أركان الهندسة والمشروعات الهندسية المعلومة مقاول واستشاري ومالك، وبذلك انحصرت مهام المقاول في مهام تنفيذ المشروع بالسودان وعبر مقاولين في كل من مصر والصين، فيما تكفلت وزارة المالية بسداد الإلتزامات المالية والتحويلات الخارجية بالنقد الأجنبي، وأضاف أن هذه الإجراءات مكنت من تجاوز التعثر بالمشروع ليتم تصنيع 12 باكية بالصين ومثلها بمصر تم اكمالها بنسبة 75% حتى الأن.
تكلفة الكبري
وقال أن التكلفه النهائية التي يشملها الكبري لم تقدر وذلك لعدم ثبات الدولار، مبيناَ أن التكلفة الأولى قدرت بحوالي (9) ملايين دولار وأن تصنيع الحديد كلف حوالي (7) ملايين دولار من خارج السودان، مضيفاً أن محلية الخرطوم تكفلت بتكلفة رفع الحديد والصب وأموال المقاول والخرصانات والكرينات والإنارة، وتم ترحيلها إلى الموقع وبعضها في إجراءات الشحن بدولتي مصر والصين وبهذا قد يكون اكتمل العمل بالكبري بنسبة 63% ومن المتوقع أن يتم الإفتتاح الرسمي في العام 2019م .
وكشف الصافي أن معظم الأعمال تتم بخبرات وعمالة سودانية وقال عملنا على توطين صناعة الجسور واضاف أن جميع العمالة بالكبري سودانية ماعدا عامل أجنبي واحد، وذكر خلال حديثه أن هناك إشادة بالدور الكبير لشركة “نيوتك” التي تشرف على العمل الفني بالمشروع بالإضافة إلى شركة “BV” الفرنسية المشرفة على حدادة الحديد وأعمال التصنيع خارج السودان.
الجهات الداعمة
ويقول آدم إن وزارة المالية الولائية هي من تدعم هذا المشروع في الوقت الذي رمى باللوم فيه على الشركة التي آتت بمقاول اجنبي فشل في مواكبة العمل بالمشروع لأن الحديد الذي أتى به بعد الفحص عليه اتضح انه غير مطابق للمواصفات والمقاييس وتم إرجاع الحديد لدولة المنشأ، وقال إن الحديد الموجود الآن مؤمن وهناك شركة فرنسية تشرف عليه، وأوضح الصافي في حديثه لــ(smc) أن الحديد يمر بثلاث مراحل والجودة تشكل عنصر مهم جداً في نوعية الحديد، بداية يشترى من موسكو وتشرف عليه شركة (BV)الفرنسية، وهي التي تستخرج الموافقة النهائية باعتبارها طرف ثالث، مشيراً إلى أهمية الطريق باعتباره دائري، مشدداً على عدم المجاملة في سلامة المواطن.
وزارة المالية
من جهتها قالت المدير المالي للتنمية بهيئة الطرق والجسور آمنة بخيت محجوب أن الكبري ممول من وزارة المالية الولائية لهئية الطرق والجسور، مبينة عدم وجود أي دعم أو تمويل مصرفي أو غرض خارجي وأضافت أن أي دعم يأتي لهذا الكبري يأتي مباشرة كل شهر من وزارة المالية ونحن بدورنا نقوم بتحويله للمقاولين بالكبري، كاشفة عن وجود اتفاق مع بداية العام 2019م ووضع خطة لإنسياب مبالغ للكبري.
وأرجع الخبير الاقتصادي د. عبدالله الرمادي تأخير اكتمال الكبري إلى عدد من الأسباب يأتي في مقدمتها الحصار الاقتصادي الذي تشهده البلاد، فضلاً عن الظروف الاقتصادية التي مرت بها البلاد، مما أثر على توقف عدد من المشروعات ككبري الدباسين، موضحاً أن شح العملات الأجنبية كان له بالغ الأثر في عدم اكتمال الكبري.
وذكر نائب الدائرة (36) الكلاكلة شرق، رئيس كتلة نواب جبل أولياء عصام ماهر قائلاً: إن كبري الدباسين من أكبر المشاريع التي تعرضت لإشكالات مع الجهات التنفيذية والمشكلة شبه انجلت بجلب جزء من الحديد من دولتي الصين ومصر عن طريقي (السكة حديد من دولة مصر – والبر من دولة الصين)، وبدأ العمل بصب البواكي العلوية للكبري “المسافة بين الدعامة والأخرى” بطول 60 متر، وأضاف ماهر سوف يكون هنالك جانب من التعويضات لأهالي صالحة والكلاكلة ولا توجد أي اشكالات تعيق سير العمل من الأهالي.
تحقيق : ثويبة الأمين المهدي (smc)