من مدينة “الجمال” إلى مكة “الجلال”.. نجاح الحج بدرجة الكمال

من أرض الحرمين الشريفين: عطاف محمد مختار

موسم حج استثنائي بكل المقاييس، تفوقت فيه المملكة العربية السعودية؛ على نفسها، ونجحت نجاحاً باهراً؛ منقطع النظير في تنظيم أفضل مواسم الحج على الإطلاق – بحسب المراقبين -؛ إذ لم تُسجَّلْ أيُّ حالات وبائية؛ أو حوادث وفيات نتيجة لتدافع أو تزاحم؛ وذلك بفضل مجهودات جبارة وتخطيط عبقري، والاهتمام بكل التفاصيل كبيرها وصغيرها، بإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وكافة حكومة المملكة؛ التي كانت تقف على أطراف أصابعها طوال أيام الحج؛ من أجل تسهيل كافة الإجراءات وتذليل العقبات أمام الحجاج؛ حتى يتموا مناسكهم بكل يسر وسهولة. هذه شهادة حق نقولها لوجه الله تعالى لا نبتغي من ورائها جزاءً أو شكوراً، يسألنا منها الله يوم الحساب.

نهضة المملكة
لقد نهضت المملكة، وقفزت قفزات كبيرة في سلَّم التطوُّر والرقي والتقدم، وأثبتت أنها الأولى على مستوى العالم في كيفية إدارة الحشود، إذ تستقبل سنوياً عشرات الملايين من الحجاج والمعتمرين، تتحمَّل فيه المسؤولية الكاملة عن أمنهم؛ وتنظيم إقامتهم وتحركاتهم، وحسن التخطيط الذي بدا واضحاً وجلياً في عمليات التصعيد والتفويج للحجاج منذ وصولهم وحتى مغادرتهم، وفي علاجهم كذلك، بصورة نسبية بلغت حد الكمال، والكمال لله تعالى.
لقد سلكت المملكة في دروب الحج الطريق الأعظم إلى المجد؛ عبر العمل والجد والنظام، وهو سبيل الأنجع للنجاح، ووضعت كل شيء في موضعه. فزرعت وحصدت، وصبرت فظفرت، وثبتت ونبتت، وسدَّت بذلك الطريق أمام الدعاوى السياسية التي تطلق بين الحين والآخر التي تُنادي بضرورة أن يتدخل البعض في تنظيم وإدارة الحج مع المملكة، وهي دعاوى كالزبد تذهب جُفَاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

تركيا تُشيد بالمملكة
وزير الشؤون الدينية التركي د.علي أرباش، قدم شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده، على ما يقدمانه لحجاج بيت الله الحرام من كريم الرعاية وحسن الاهتمام وبذل الجهود والطاقات الآلية والبشرية كافة لتوفير سبل الراحة لهم طيلة رحلتهم الإيمانية، وأعرب عن اعتزازه بالنجاح الباهر لأعمال الحج التي عاش من خلالها ضيوف الرحمن رحلة إيمانية مُيسَّرة ومريحة محفوفة بمظلة الأمن والأمان والاستقرار، مؤكداً أن تضافر الجهود وتوحيد العمل والأداء بروح الفريق الواحد بين جميع الأجهزة المعنية بشؤون الحج والحجاج والمشروعات العملاقة التي سُخِّرَتْ لخدمة الحجيج في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة والعطاء السخي من الجميع أسهم بعد توفيق الله عز وجل في تحقيق موسم حج ناجح ومميز بكل المقاييس.

دعوة ملكية من خادم الحرمين الشريفين
في ثاني أيام التشريق أقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في الديوان الملكي بقصر منى، حفل الاستقبال السنوي لأصحاب الفخامة والدول، وكبار الشخصيات الإسلامية، وضيوف خادم الحرمين الشريفين، وضيوف الجهات الحكومية، ورؤساء الوفود ومكاتب شؤون الحجاج الذين أدوا فريضة الحج هذا العام. الحفل حضره صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز. الوفد الإعلامي السوداني حضر الحفل بدعوة خاصة من خادم الحرمين الشريفين؛ قدمها رئيس المراسم الملكية.
وقد ألقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود كلمة بهذه المناسبة قال فيها: الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم “ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب”. ورحب خادم الحرمين الشرفين بإخوانه من حجاج بيت الله الحرام، والمسلمين في كل مكان، وهنَّأهم بعيد الأضحى المبارك، سائلاً المولى عز وجل أن يكتب لحجاج بيت الله الحرام حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً.
وقال: لقد شرف الله المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين، ورعاية أمور قاصديهما، والسهر على أمنهم وسلامتهم وراحتهم، ولقد أعطته كل العناية والاهتمام، منذ أن أسس أركانها الملك عبد العزيز رحمه الله، ومن بعده ملوك هذه البلاد، رحمهم الله جميعاً، وسنواصل ذلك بإذن الله، لإيماننا العميق بأن خدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار، والقيام على شؤونهم وتيسير أدائهم لمناسكهم واجب علينا وشرف عظيم لنا نفخر ونعتز به.
وأضاف: أن المملكة العربية السعودية التي تضم في جنباتها قبلة المسلمين، ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم وانطلاقاً من مكانتها الإسلامية ودورها الإقليمي والدولي تؤكد موقفها الثابت من محاربة الإرهاب والتطرف واجتثاثه بكافة أشكاله وصوره والتمسك برسالة الإسلام السمحة والحرص على لم الشمل الإسلامي وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع.

صحبة أماجد
الوفد السوداني ترأسه وزير الإعلام د.أحمد بلال، الذي قدم لفتةً وجدت الإشادة والاستحسان من الجميع، حيث نزل مع الوفد الإعلامي في مقر إقامته، وترك مكان إقامته مع الرؤساء والوزراء. وتواضع وافترش الأرض في منى.
الأسبوعان اللذان لازمنا فيهما الوزير، كشفا الجانب الآخر من شخصيته الحبلى بالإنسانية والود والتواضع والطرفة، فكان خير رفيق. وكما قال الإمام الشافعي: “… وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ: تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍ، وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَةُ مَاجِد”. فلقد كان الوزير وجميع الوفد المرافق رجالاً أماجد لا تُمَلُّ صحبتهم، فهم أصحاب علم وأدب وشهامة؛ فكانت نعم الصحبة.

قلادة شرف
لقد أبهرت حكومة المملكة العالم لما قدمته من خدمات جليلة للتيسير على الحجاج حجهم، حيث قدمت المملكة العديد من المبادرات والتقنيات التي أسهمت في نجاح موسم الحج، إضافة لوجود أكثر من 240 ألف فرد من مختلف الجهات الحكومية، التي سخّرت كافة الإمكانات والقدرات البشرية والمادية لخدمة ضيوف الرحمن وقاصدي الحرمين الشريفين.
أكثر ما يلفت نظرك في الحج هم الجنود السعوديون بمختلف وحداتهم النظامية، والمتطوعون من الشباب والشابات السعوديين فلقد سارعوا، وسابقوا، وجاهدوا، وصابروا، ورابطوا، يساندون الكبير؛ ويحملون الصغير، ويردون الضائع إلى أهله، ويسقون العطاشى، ويرشون رذاذ الماء على وجوه الحجاج في الحر القائظ على صعيد عرفة، حيث يتزاحم الملايين على جبل الرحمة، وفي كوبري رمي الجمرات. وفي الحرمين الشريفين.. يوجهون ويرشدون بكل لطف ولين وطيب خاطر. قلادة شرف على صدور أولئك المرابطين الذين يحرسون في سبيل الله؛ وأولئك الشباب في خدمة ضيوف الرحمن.

وزارة الإعلام تحتفل بالإعلاميين
أقامت وزارة الإعلام السعودي بقيادة وزيرها الهمام د.عواد بن صالح العواد حفلها الختامي لموسم حج 1439هـ، حيث احتفت بالإعلاميين من مختلف أرجاء المعمورة. ورفع د.عواد التهنئة للقيادة الرشيدة بمناسبة نجاح موسم حج هذا العام نيابة عن الوفود الإعلامية. وقال: إن النجاح الكبير لموسم الحج والانتشار العالمي للتغطية الإعلامية انعكاساً للجهود الجليلة التي بذلتها المملكة في خدمة الحجيج؛ أسقط أجندة التسييس وأخرس أبواقها وأحبط مكائدها. وأكد أن الوزارة حققت في حج هذا العام نقلة نوعية، من خلال العمل مع شركائها في الجهات الحكومية ووسائل الإعلام، لتنفيذ الخطة الإعلامية الاستراتيجية الشاملة لتغطية موسم الحج، مضيفاً أن التخطيط المسبق والتعاون وتكامل الجهود والتنسيق، كل ذلك أسهم في تحقيق إنجازات ملموسة في تغطية أعمال الحج على المستوى الدولي والإسلامي والوطني.
وأوضح الدكتور العواد أن وزارة الإعلام بادرت إلى تصميم هوية بصرية ولفظية موحدة لحج هذا العام بعنوان: “العالم في قلب المملكة”، وقامت بتجهيز موقع إلكتروني مخصص للنشر عن أعمال الحج بعنوان “بوابة الحج الإعلامية”، مبيناً أن الهوية اللفظية الموحدة للحج المتمثّلة بهاشتاغ (#العالم_في_قلب_المملكة) حققت 18 ملياراً و233 مليوناً و192 ألفاً و272 ظهوراً (impressions) في تويتر.
وبين أن الوزارة دشنت مركزاً إعلامياً موحداً للجهات الحكومية بالحج في منطقة مكة المكرمة، كأحد برامج ومبادرات تنفيذ الخطة الإعلامية الشاملة لوزارة الإعلام لتغطية موسم حج 1439هـ، حيث عمل على نقل وإبراز جهود الأجهزة الحكومية في خدمة ضيوف الرحمن وتنسيقها، وتوحيد الرسالة الإعلامية، وخدمة الإعلاميين والصحفيين المحليين والدوليين، موضحاً أن 168 صحفياً سعودياً و818 صحفياً دولياً استفادوا من الخدمات الإعلامية التي قدمتها وزارة الإعلام في الحج.
وقال: إن الوزارة أنتجت ألفاً و419 مادة إعلامية ما بين مقاطع فيديو وقصص إنسانية مصورة وأخبار ومعالم تاريخية وزمانية ومكانية وانفو جرافيك وموشن جرافيك، بالإضافة إلى إصدار 58 بياناً صحفياً، بُثَّتْ جميعها عبر 19 قناة إعلامية رقمية وتقليدية، بعدد 62 لغة؛ من بينها العربية والإنجليزية والأوردو والملاوية والفرنسية والألمانية، استطاعت الوصول إلى 100 دولة، محققة 32 مليوناً و717 ألفاً و328 مشاهدةً حول العالم، كما استطاعت وزارة الإعلام تسليط الضوء على 57 جهة حكومية مشاركة في موسم الحج، وإبراز جهودها المبذولة في خدمة ضيوف الرحمن.

أناب عن الإعلاميين حول العالم..
(أب أحمد) يخطف الأضواء

تشرف الوفد الإعلامي السوداني، بأن يكون أحد أفراده هو من يلقي كلمة إنابة عن الإعلاميين من مختلف أرجاء العالم، حيث تم اختيار الصحفي اللامع د.مزمل أبو القاسم رئيس تحرير صحيفة (اليوم التالي) لكتابة وإلقاء الكلمة، التي حصدت الإعجاب من الجميع وأولهم وزير الإعلام السعودي د.عواد الذي أشاد بمضمون الكلمة ورصانتها وقوة مفرداتها. كما أشاد وزير الإعلام السوداني د.أحمد بلال عثمان بالكلمة د.مزمل أبو القاسم الشريف إنابة عن أكثر من 800 إعلامي من مُختلف أنحاء العالم شاركوا في تغطية فعاليات الحج. وقال بلال إن مزمل ألقى كلمة مميزة عبَّر فيها عن ثقافة ووعي الإعلام السوداني، وأضاف أن خطاب مزمل حمل تلخيصاً وافياً لكل مشاعر الإعلاميين المشاركين وتميزاً بلغة واضحة لم يشبها خطأ في النحو ولا التعبير.
وأعرب وكيل الوزارة د.خالد الغامدي عن إعجابه بكلمة د.مزمل أبو القاسم، وقال إنه ليس بغريب عن الإعلام السوداني هذا النبوغ والمهنية، وأكد على أن الوفد الإعلامي السوداني شرَّف بلده، وقدم تغطية إعلامية مهنية محترمة تليق بمكانة السودان وسمعة أبنائه الطيبة.
وتقدم الدكتور مزمل في كلمته بالشكر الجزيل، والثناء الوفير لحكومة المملكة، ممثلةً في وزارة الإعلام، وقال إنها جعلت هذا الجهد الضخم في تغطية فعاليات الحج ممكناً ومثمراً، وأضاف: (نشهد لها بالإجادة والتفاني في خدمة الإعلاميين، كما نهنئ أنفسنا لأننا شاركنا في هذا النجاح الباهر بجهد سخي، وعمل متقن، يليق بأكبر وأهم مؤتمر إسلامي، يجمع في رحابه السمحة، ومشاعره العامرة بالطمأنينة والسلام الروحي أكثر من مليوني حاج، حصلوا على ما يستحقونه من رعاية وعناية واهتمام، في مملكة الخير).
وأكد مزمل أن النجاح الباهر، والفلاح الظاهر، والسعي الطاهر الذي شهدته التغطية الإعلامية لموسم الحج الحالي تعد جزءاً مهماً من نجاحٍ أشمل، وفلاحٍ أكمل، وجهدٍ أفضل، نال به ضيوف الرحمن اهتماماً دافقاً من المسؤولين في مملكة الخير، التي سخرت كل إمكاناتها البشرية والمادية والفنية والأمنية واللوجستية لإراحة الحجيج، وتمكينهم من أداء مناسكهم في أجواء روحانية مثالية، ظللتها الراحة، وتوجتها الطمأنينة، وحفها الأمن السلام.
وأثنى رئيس مركز التواصل الإسلامي ومستشار وزير الإعلام السعودي الأستاذ/ فهيم بن حامد الحامد، على كلمة الدكتور مزمل وقال إنها (حبرت تحبيراً) وجاءت وافية لكثير من القيم والمعاني الكبيرة.

أكثر من (41) مليون رسالة نصية توعوية لضيوف الرحمن
أفادت إحصائية نهائية للجنة البرامج التوعوية الإعلامية في موسم الحج والعمرة بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد أن إجمالي عدد رسائل مناسك النصية SMS الموجهة لضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة بلغ 41.822.104 مليون رسالة.
وأضافت أن إجمالي عدد المكالمات الواردة على الهاتف المجاني الآلي لأكاديمية مناسك 8002488888 بـ 8 لغات عالمية بلغ 29.533 ألف مكالمة، فيما بلغ إجمالي عدد اللقاءات التلفزيونية والإذاعية التوعوية 43 لقاءً، وعدد متصفحي أكاديمية مناسك بلغ 276.872 ألف متصفح، بينما بلغ عدد الزيارات لموقع مناسك على الإنترنت 30.574 ألف زيارة، حتى اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة 1439هـ. وقال رئيس لجنة البرامج التوعوية الإعلامية في موسم الحج والعمرة بالوزارة عبد العزيز العسكر: أن الهدف العام للجنة من تنفيذ تلك البرامج والرسائل هو توعية الحجاج وإرشادهم لأداء فريضة الحج وفق المنهج النبوي، والمساهمة في نشر المعلومات الواضحة لمناسك الحج والعمرة والزيارة وأحكام العقيدة، والشريعة عبر مختلف وسائل الإعلام والاتصال.

ضبط ومصادرة (1.3) مليون سلعة غذائية واستهلاكية
نفذت الفرق الرقابية بوزارة التجارة والاستثمار أكثر من (23) ألف جولة تفتيشية على المنشآت التجارية ومنافذ البيع في منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة خلال موسم حج هذا العام. ووقفت الفرق الرقابية بالوزارة على (20.801) منشأة تجارية ومنفذ لبيع المنتجات الغذائية والاستهلاكية.
وأسفرت الجولات خلال موسم حج هذا العام عن ضبط ومصادرة (1.3) مليون سلعة غذائية واستهلاكية، وإيقاع العقوبات النظامية على المخالفين، كما تم تحرير (1.737) مخالفة تجارية فورية.
واشتملت الضبطيات على (93.066) منتجاً مخالفاً للمواصفات و(1.1) مليون منتج مغشوش و(147.873) سلعة منتهية الصلاحية، و(4.866) منتجاً مخالفاً لنظام العلامات التجارية.
ودعت وزارة التجارة والاستثمار عموم المستهلكين للتواصل معها في حال وجود شكاوى أو ملاحظات عبر مركز البلاغات على الرقم (1900) أو عبر تطبيق “بلاغ تجاري” أو الموقع الرسمي للوزارة على الإنترنت.

ذوو شهداء الجيش في عاصفة الحزم ضيوف على خادم الحرمين
غادر ضيوف برنامج خادم الحرمين للحج والعمرة من ذوي شهداء الجيش السوداني البالغ عددهم قرابة 750 حاجَّاً وحاجة، المدينة المنورة بعد رحلة إيمانية لأداء فريضة الحج، قضوها في ضيافة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، في خمس محطات رئيسة عاشوا تفاصيلها في صعيد عرفات وأرض منى مروراً بمشعر مزدلفة ليتموا حجهم بطواف الوداع والاتجاه بعده إلى آخر المحطات في المدينة المنورة وسط عناية ورعاية واهتمام من قِبَلِ القائمين على البرنامج.
وكانت “رحلة العناية” كما سمَّاها الحجاج أفضل رحلة مرَّت بهم من حيث الفضل والقداسة، فضلاً عن تفاصيل العناية التي وصفوها بالفائقة والمميزة، مُعربين عن امتنانهم البالغ لاستضافة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – لهم، مؤكدين أن تفاصيل “رحلة العناية” وما حملته من حفاوة وتكريم وعناية ورعاية شاملة ستسكن في ذاكرتهم وتغتبط لها نفوسهم وتنفرج به أساريرهم، موضحين أن هذه الاستضافة جمعت في طياتها ما لا يجتمع في رحلة أخرى من العالم.
وبين ضيوف خادم الحرمين أن المملكة العربية السعودية تجاوزت خدمة ضيوفها إلى جلب المسلمين الذين لا يجدون إلى تكاليف الحج وسيلة أو سبيلاً، مؤكدين أن هذه المبادرة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين؛ ليست بغريبة فقد شمل بعطفه وإحسانه جميع المسلمين، وحمل في فؤاده شؤون العالم الإسلامي، لافتين إلى أن هذه المبادرة النبيلة اختصرت مشروعات أعوام مديدة وحققت رغبات لم تكن لتتحقق، إلا بعد سنوات طوال إن كتب الله لها ذلك.
وأشاد ضيوف خادم الحرمين، بالجهود الكبيرة التي بذلها منظمو أعمال الضيافة بدءاً من الاستقبال والتسكين والمواصلات إلى غيرها من التجهيزات في المخيمات وترتيب الزيارات وبقية تفاصيل الخدمات المتسلسلة منذ وصولهم حتى مغادرتهم عبر مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة، داعين الله عز وجل أن يجزل الأجر والمثوبة لخادم الحرمين الشريفين ويجعله ذخراً للإسلام والمسلمين، ويطيل في عمره ويمده بعونه ونصره وتأييده.

صحيفة السوداني.

Exit mobile version