نشرت شبكة “سي أن أن” الأمريكية تقريرا عن الشعبية الجارفة لرئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بعد زيارته إلى واشنطن.
قبل نحو شهر، وفي غضون ساعات، احتشد نحو 20 ألف إثيوبي في ملعب مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية.
ونقلت “سي أن أن” عن إثيوبي يدعى غوتاما هابرو، قوله: “كان الناس من حولي يبكون”، متابعا: “رؤية هذا المشهد كان حلما فأصبح حقيقة”.
وبحسب “سي أن أن”، فإن تفاؤل الإثيوبيين في الولايات المتحدة تضاعف بشكل غير مسبوق بعد وصول آبي أحمد إلى السلطة، وذلك بعد سنوات من إقامتهم في المنفى الاختياري بعيدا عن الحروب والخلافات والمشاكل التي كانوا يرون أن “لا حل لها” في بلدهم.
ونجح آبي أحمد (42 سنة) في لم شمل الإثيوبيين من حوله، فبالإضافة إلى كونه ينحدر من أب مسلم وأم مسيحية، أطلق آبي أحمد سراح آلاف السجناء السياسيين، وأوقف الرقابة التي كانت مفروضة على مئات المواقع، وأنهى حالة الحرب التي استمرت 20 عاما مع إريتريا، ورفع حالة الطوارئ، وخطط لفتح قطاعات اقتصادية رئيسية أمام مستثمرين من القطاع الخاص، بما في ذلك الخطوط الجوية الإثيوبية المملوكة للدولة.
وشهدت البلاد العديد من مظاهر الاحتفاء برئيس الوزراء الجديد. ففي العاصمة أديس أبابا، يتم لصق الزجاج الأمامي لسيارات الأجرة بملصقات آبي أحمد، في حين يقوم المواطنون بتغيير صورهم الشخصية على “واتس آب” و”فيسبوك” لشعارات موالية لآبي أحمد، وينفقون أموالهم على شراء قمصانه. ويقول إلياس تسفاي، وهو صاحب مصنع للملابس، إنه باع خلال الأسابيع الستة الماضية 20 ألف قميص (تي شيرت) يحمل وجه أبي أحمد بقيمة 10 دولارات للقطعة الواحدة.
في يونيو/ حزيران الماضي، حضر نحو 4 ملايين شخص مسيرة تقدمها أبي أحمد في ساحة ميسكيل في العاصمة أديس أبابا. ويقول توم غاردنر، الصحفي البريطاني الذي يعيش في أديس أبابا، إن هناك حماسة دينية تقريبا لما أطلق عليه اسم “الهوس بآبي أحمد”، موضحا: “الناس يتحدثون بصراحة عن رؤية ابن الله أو نبي”، وفقا لتعبيرهم.
الجدير بالذكر أن آبي أحمد هو أول رئيس وزراء إثيوبي ينتمي لأكبر مجموعة عرقية في البلاد، وهي الأورومو، التي تشكل ثلث سكان البلاد البالغ عددهم 100 مليون نسمة. ولدى إثيوبيا أكثر من 90 مجموعة عرقية، ولعقود من الزمان تم تنظيم سياسات البلاد على طول هذه الخطوط المثيرة للانقسام.
يقول أبيل وابيلا، وهو مهندس سابق في شركة الخطوط الجوية الإثيوبية، الذي سجن بسبب قيامه بالتدوين عن الديمقراطية في ظل الإدارة السابقة: “كان الجميع يخافون من أنه إذا لم تحصل إثيوبيا على زعيم أورومو، فإن الأمة ستنهار بسبب حرب أهلية”، و”لحسن الحظ، لدينا آبي أحمد”.
وتقول “سي أن أن” إن “آبي لا يشبه أولئك الذين جاءوا قبله. فهو يعانق السياسيين في الأماكن العامة، ويأخذ صورًا ذاتية (سيلفي) مع المعجبين، ولا يبتسم فقط أمام الكاميرات. وكانت رسالته إلى الجماعات العرقية في إثيوبيا: “انزل الجدار، وبناء الجسر”.
ونقلت الشبكة عن أديمو الذي انضم إلى جولة آبي في الولايات المتحدة مستشارا في الشتات الأمريكي: “إنه يتحدث بلغة يفهمها الناس”. واحتضان أعداء الحكومة السابقة هو تحرك آبي الكلاسيكية، فيما يقول أديمو: “يبكي الناس لأنهم يرون الضوء لأول مرة في نهاية النفق. لقد وجد الناس أخيرا الزعيم الذي ينتظرونه”.
عربي21