ظن سكان ولاية الخرطوم، أنهم يقضون عيداً سعيداً بلا مشاكل في الخدمات خاصة الخبز الذي أصبح من الصعب الحصول عليه، بسبب الأزمة الكبيرة التي شهدها قبل العيد، فظن مواطنو الخرطوم أن مواطني الولايات الذين دائماً يقضون العيد الكبير مع أهلهم ستنفرج الأزمة وتقل الصفوف، بعد حديث السيد الوالي الذي قال إن أزمة الخبز ستحل خلال ثمان وأربعين ساعة، فجاء العيد والكل يمني النفس بعيد هادئ كل الخدمات في متناول اليد، ولكن أفسدوا علينا تلك الفرحة فازدات المعاناة ولم تنفرج أزمة الخبز، بعد أن أصبح الخبز الطعام الوحيد لسكان الخرطوم والولايات كمان، ولكن الخرطوم لا بديل لها إلا الخبز، فعاش سكان الخرطوم اسوأ أيام العيد، فبعد أن كان الخبز متوفراً قبل صلاة الصبح أصبح المواطن لا لامي في صلاة الصبح ولا في الخبز، وتزايدت الصفوف، وأصاب المواطنين الهلع فإذا قدر لك أن تصل الشباك تشوف العجب من المواطنين الذين يشترون الخبز بكميات كبيرة، فهل يصدق أحد أن أسرة مكونة من سبعة أفراد يمكن أن يأكلوا رغيفاً بستين ألف في اليوم أو بمية جنيه، لا تجد مواطناً واحداً يشتري كفايته من الخبز، فالكل أصابه الهلع والخوف من تمدد الأزمة لأطول فترة ممكنة، ولذلك دخل قلوب الناس الخوف من المجهول على الأقل لو أصبح الرغيف ناشفاً يمكن معالجنه بالسخينة أو الفتة أو أي طريقة أخرى طالما عظم الرغيف موجود ناشفاً أو ليناً المهم يكون في البيت، وهذه الروح تملكت الجميع والحكومة في تيهها ودلالها كل فترة تطلع علينا بكذبة، مرة الأزمة سببها أن الهيئة القومية للكهرباء لم تف باحتياجالت المخابز من الكهرباء، ولمن الكذبة تنكشف يقولوا ليك إن الأزمة سببها أن مطاحن الدقيق قللت حصتها وكل فترة تطلع علينا حكومة الولاية بكذبة جديدة، فما عارفين المرة الجاية الكذبة شنو، بعد ما انتهت كل الكذبات التي تعلق الحكومة فشلها فيه، قبل العيد قالت الحكومة إن سين للغلال تتحمل (50%) من الدقيق، بينما بقية المطاحن الخمس أو الأربعة الآخرين يتحملون الخمسين الباقية، وطالبت تلك المطاحن بزيادة فرق السعر إلى خمسمائة ألف جنيه عن الجوال الواحد، ولكن توصلت الحكومة معهم إلى (250) ألف للجوال الواحد، وظننا أن المشكلة خلاص اتحلت، ولكن بعد تلك الزيادة الأزمة أصبحت أكبر من الأول.. فالعيد الذي كان يستمتع فيه المواطنون بالهدوء ومتابعة الفضائيات المختلفة أصبح الكل مهموم بكيف يوفر الخبز له وللضيوف الذين يأتون لتناول أي وجبة معهم، خاصة وأن عيد الضحية عيد لمة الأهل والأصحاب والجيران، ولكن للأسف العيد أصبح ركضاً مع رحلة البحث عن الرغيف، فلا ندري متى تصدق الحكومة مع شعبها، ومتى تبادله الصراحة حتى ولو لم يوجد دقيق خالص، على الأقل المواطن يعرف أن هناك مشكلة تتطلب مضافرة الجهود مع بعض، إن أزمة الخبز الحالية أشك أنها بسبب انعدام الدقيق أو مشكلة بين أصحاب المطاحن ووزارة المالية، ولكن المشكلة خفية فلابد أن تبحث الحكومة عن تلك الأسباب الخفية لحلها وإلا ستكون المشكلة أكبر إذا استفحلت ولم يجد تلاميذ المدارس خبزاً للإفطار.. فقبل أن تصل إلى تلك المرحلة على الحكومة أن تبحث عن الحلول العاجلة بدلاً من ترك الأمر للظروف أو للأعذار.
صلاح حبيب – لنا رأي
صحيفة المجهر السياسي