بين عشية وضحاها حولت الصحافة السودانية شقيقي ” محمود ” إلى مجرم خطير وألصقت به التهم يمينا وشمالا، وحاكت حوله قصصا وروايات لا وجود لها إلا في الأفلام الهندية، و في مخيلة كتابها من صغار الصحفيين الباحثين عن الإثارة والسبق، على حساب انسان لم يثبت أدانته لدى القضاء، وإنما من أول لدى إكتشاف الجريمة التي وقعت بإحدى الشقق في شمبات بمدينة بحري، حتى انتفضت الصحافة ضده موجهة له تهمة القتل والهروب ونشرت صورته فانتشر الخبر في السودان كالنار في الهشيم، أن مجرما ليبيا قتل سودانيين ثلاث وهرب نحو ليبيا وثمة مروحية للسلاح الجو تبحث عنه في شمال السودان في المنطقة الحدودية، وكل ذلك أعزائي القراء كان محض افتراء وقلة خبرة أو علم بأسس الصحافة السليمة.
أولا : المتهم برئ حتى تثبت ادانته، فلا يجوز أن تصف الصحافة أو أي جهة، شخصا بأنه مجرم ، أو بأنه قاتل، هذه وظيفة القاضي، هنا سأسأل هل احتلت الصحافة موقع القضاء؟
ثم ليست الصحافة وحدها بل وللاسف حتى رجال القانون من محاميين وغيرهم ويمكنني ذكرهم بالأسماء، تناولوا موضوع محمود وقالوا بأنه قاتل ، دون أن يملكوا دليلا واحدا على كلامهم، وراحوا يطالبون بإعدام محمود في الساحة العامة أمام الناس، للأسف الشديد هذه تعكس النزعة الانتقامية العمياء التي تتحكم برجال القانون ممن ذكروا محمودا بالسوء، وروح التشفي من الأجانب الكامنة في أنفسهم، يؤسفني أن أقول ذلك ، كان من المفترض أن الرجل القانون، أول عبارة يجب أن يتعلمها من القانون هو :” أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته ” ، يبدو أنهم لم يقرأوا ذلك وهذا شيء مؤسف ومخجل حقا، هنا اريد أن أنوه أنني سأذكرهم بالإسم في مقالاتي المقبلة، حيث إنني شرعت في كتابة سلسلة مقالات حول قضية شمبات البحري.
ثانيا : الشرطة السودانية لعبت دورا كبيرا في شيطنة أخي محمود ، فأول وآخر صورة لمحمود سربتها للصحافة العمياء، هي صورة يرتدي ملابسا تشبه الملابس العسكرية، حتى تضفي عليه الصفات الحربية والقتالية لغاية في نفسها ، ولم تسرب حتى يومنا صورا أخرى من بين آلاف الصور لمحمود في هاتفه التي هي بحوزة الشرطة الآن، هناك صورا له طالبا في الجامعة فهو طالب في قسم العلوم السياسية ، هناك صورا له وهو يلقي المحاضرات على الملأ، فهو محاضر نابغة في مجال التنمية البشرية رغم صغر سنه، كما لم تنشر صورة له وهو يمارس نشاطه في منظمات المجتمع المدني كونه عضو فعال فيها في ليبيا وشاب مشهود له بحسن السيرة والسلوك، لماذا تجاهلت صوره في الحدائق والمعاهد وفي المطارات وأثناء حضوره الندوات، ولم تختر الشرطة السودانية سوى صوره واحدة لتنشره كصورة وحيدة لمحمود ، هذا الانتقاء ورائه سر وغاية تعرفها الشرطة نفسها ونعرفها نحن أسرة محمود جيدا ، والله رقيب حسيب.
ثالثا : هناك سؤال يطرح نفسه : ” أين باقي التهمين ؟ ” ، لماذا تشبثت الصحافة السودانية ب” محمود ” ولا تذكر أسماء باقي المتهمين، حتى جعلت الجريمة مقترنة باسمه هو فقط، مع أن هناك أكثر من عشر متهمين آخرين تتفاوت تهمهم بين القتل والتستر ؟
انا أقول لكم ، في عقل الباطني للرواة القصص دائما يبحثون عن بطل للقصة، وكان شيئا مثيرا أن يكون بينهم أجنبيا يعلقون عليه التهم وينفسون عن غضبهم من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وقد استغلته المعارضة السودانية أيظا في تصوير الحكومة أنها تجلب الاجانب ليقتلوا أبنائنا، والشرطة تحت الضغط شيطنت محمود في الصحافة وافرغت عليه غلها، فعذبته عذابا شديدا لا يرضي ربنا ولا رسوله وحسبنا الله ونعم الوكيل، سأنشر ما تعرض له محمود من تعذيب بشع بالتفصيل في المقالات القادمة.
رابعا : من قال لكم أن محمود قد ارتكب الجريمة ، عفوا نسيت أن كثير منكم قد لعب دور الإدعاء و قال بشكل أو آخر أن محمود قد ارتكب أو قتل أو خطط أو دبر لجريمة شمبات، ما دليلكم؟ ما الدليل؟ أنا أقول لكم : ” الدليل قالو لو ” .
رابعا : سأنشر سلسلة من المقالات بدء من اليوم، لتوضيح ماهية قضية شمبات بحري، وكيف اقحموا أخي محمود فيها ظلما وبهتانا وبأدلة واهية بإملاء وانتزاع أقول منه تحت التعذيب الشديد غير الآدمي، فقط لأنه ينتمي إلى عرق ليس عربي ، ومن دولة أجنبية، أخي محمود له رب يحميه، تذكروا دائما سورة يوسف أعزائي القراء : وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب، وأوحينا أليه لتنبئنهم بأمرهم هذا ولا يشعرون “. صدق الله العظيم
بقلم
حسن أوشي
*شقيق الليبي “محمود” المتهم في قضية شمبات
ملحوظة
الصورة أعلاه ل”محمود” المتهم في قضية شمبات