السودان: نقد لاذع للحزب الحاكم بسبب توزيع لحوم الأضاحي

حظيت مبادرة أطلقها الحزب الحاكم في السودان، لتوزيع لحوم الأضاحي على الأسر الفقيرة، بجدل واسع على منصات التواصل الاجتماعي. وانتقد سودانيون على “واتساب” و”فيسبوك” المبادرة لأنها “تحصيل حاصل”، مشيرين إلى أن المجتمع يبادر في هذا المجال منذ مئات السنين.

وأطلق حزب المؤتمر الوطني الحاكم على حملته اسم “أشعريون”، والهدف منها تبرع كل صاحب أضحية بفخذ خروف أطلقت عليه الحملة اسم “ذراع”، وتجمع التبرعات وتوزع على الفقراء والمساكين والأسر المتعففة في اليوم للعيد.

وظهر عدد من مسؤولي الحزب في صور، كل منهم يمسك بقائمة خروف، ويسلمها لمن يعتقد أنهم ممن يستحقون المكرمة.

وقال نائب رئيس الحزب بولاية الخرطوم، محمد حاتم سليمان، في تصريح صحافي اليوم الأربعاء، إن الحملة نجحت في يومها الأول(أمس) بذبح 658 ثوراً و1003 خراف، لافتاً إلى توزيع 31966 فخذاً على الفقراء والمساكين بالولاية، مؤكداً أن الحملة وجدت تجاوباً وتفاعلاً كبيرين من مواطني الولاية.

وأضاف سليمان، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب نائب والي الخرطوم، أن الحملة تمت برعاية حزب المؤتمر الوطني “لأنه حزب في خدمة الشعب وأن الحملة ستستمر طيلة أيام التشريق بغرض التقرب إلى الله”. وتعهد بإطلاق 49 مبادرة جديدة لتخفيف أعباء المعيشة عن كاهل مواطني الولاية.

وفي مدينة أم درمان، أوضح مسؤولو الحملة أنهم نظموا حفلات شواء لنحو ألف مشرد، في عدة أماكن تم إطعامهم وإسعادهم.

لكن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هاجموا بشدة تصوير الفقراء والمساكين والتكسب بصورهم سياسياً. وطالب بعضهم الحزب الحاكم بتبني مبادرات أكثر شمولاً لحل الضائقة المعيشية، عبر تبني سياسات تخرج البلاد من أزمتها الاقتصادية، بدلاً من المعالجات اللحظية.

وكتب عوض أبو شعيرة على صفحته في “فيسبوك”:”حملة أشعريون التي ينادي أصحابها بجمع أذرع الأضاحي بحضور كاميرات التصوير هي حملة سخيفة ومستفزة”.

في حين رأى الصحافي خالد البلولة أن الإسلام مدح الصدقة الخفية، متسائلاً من أين أتى هؤلاء؟

واعتبر أحمد نصر أن “الصور التي نشرت خلال الحملة هي صور صادمة تعبر عن سلوك غير إنساني وقبيح، وأنه ليس من الإنسانية أن تصور بعض الناس وأنت تمنحهم أي شيء كبر أو صغر، ليس من الإنسانية أن تستغل حرمان الناس وحاجتهم على هذا النحو البشع غير الكريم” بحسب ما جاء في تعليقه.

إلا أن رئيس قطاع الإعلام بالمؤتمر الوطني، إبراهيم الصديق، دافع بشدة عن الحملة بوجه ما تعرضت له من هجوم وسخرية. وأكد أنه لم يتم تصوير أي فقير أو مسكين، مشيراً إلى أن الذين ظهروا ممسكين بـ”أذرع” الخراف هم كوادر الحملة.

ولفت إلى أن الأصل في الإنفاق السر والعلن لأنه قيمة تتطلب المثال والنموذج، ولا يعيب التصوير أو الحديث عنها إنما المحظور هو المن والأذى في الصدقات، بحسب قوله.

واتهم الصديق منتقدي الحملة بتجاوز الرفض للوسيلة للهجوم على الفكرة في أصلها، مؤكدا أن ذلك قصد المنتقدين الذين يريدون نسف ثوابت المجتمع في الإنفاق والتعاطف.

العربي الجديد

Exit mobile version