لازال رواد مواقع التواصل الإجتماعي في السودان يتوشحون الحُزن بفقد التلاميذ الغرقى في مياه النيل الأسبوع الماضي، بينما كانوا في طريقهم صباحاً إلى مدارسهم، وعبر رواد مواقع التواصل الإجتماعي عن ألمهم الشديد ومشاعرهم الحزينة لفقدهم ، في مشهد يعكس توحد مشاعر الرأي العام السوداني مع آلام بعضهم البعض، وإمتد هذا الحُزن من الخليج إلى المحيط لتعكسه وسائل إعلام عربية ودولية على شاشاتها وصفحات صُحفها .
وكان لافتاً جداً رمزية بعض الصور التي تحكي عن الماسأة وتعبر عنها والتي تبادلها رواد مواقع التواصل من السودانيين بشكل كثيف، منها صورة الشجرة اليابسة التي تتوسط البحيرة والتي تشبست بها أيادي التلاميذ الغضة، وهم يحاولون النجاة قبل أن تنهار قواهم ليسقطوا في قاع البحيرة مُفارقين للحياة، وكان أعمق حزناً ما روُي عن نجاة طالبة الثانوي الشقيقة الكُبرى للفقيدات الأربع، وعندما سمعت مُناداتهن لها بأصواتهن المخنوقة، عادت لإنقاذهن فلحقت بهن لتفقد أسرة “علي البصير” جميع أطفالها الخمس.
كما كان لافتاً بحسب رصد “كوش نيوز” الأشعار الحزينة في رثاء التلاميذ من قبل شُعراء السودان الذين ألهبت الحادثة قريحتهم حتى ذرفت أصدق ما يُوثق في شعر الرثاء.
وتشير “كوش نيوز” إلى مُفاجأة وزير الدولة للاتصالات “إبراهيم الميرغني” بوضع صورة الأم “حليمة بابكر” التي فقدت جميع طفلاتها الخمس في الحادثة كـ”بروفايل” بصفحته بمواقع التواصل، وتفاعل مع صورتها الجميع في مواساة حزينة وألم جماعي، وقد بدأت فيها حزينة تذرف الدمع على ضفاف النيل أثناء إنتشال جثامين فلذات كبدها .
فيما سيطرت صورة والدهن وهو يطرق برأسه إلى الأرض، جالساً في سرداق العزاء وقد كسى الحُزن والشيب ملامحه.
ومن التعليقات التي تعبر عن الحزن وتوحد مشاعر السودانيين ما دونه كاتب سوداني قائلاً : ” وربما ولأول مرة أنتظر مناسبة العيد بحالة توهان غريبة ورغبة ملحة في الانقطاع في ركن بعيد طوال أيام العطلة، أقسم بالله أمس كلما أغفو أهب مفزوعاً ، أشعر كأني كنت أحادث شبح عنهن ، أو بشأنهن ، ولا أعرف هل جننت أم سأجن، أم أن ذنبهن توزع على الجميع وأختبر نصيبي فيه.
ويُذكر أن الـ 22 تلميذاً كانوا قد لقوا حتفهم غرقاً صباح الأربعاء 15 أغسطس الجاري بمحلية البحيرة بولاية نهر النيل في حادث غرق مركب كان يقلهم من منطقة الكنيسة بالوحدة الإدارية بكبنة، حيث كانوا في طريقهم إلى المدارس”.
وتبعد المنطقة نحو 750 كيلومتراً شمال العاصمة الخرطوم، ووقع الحادث نتيجة توقف ماكينة المركب وسط النيل مع اشتداد التيار وإصطدامها بجذع شجرة، وكان المركب يقل أكثر من 40 تلميذاً، بينهم مجموعة من الأشقاء لقى أكثر من نصفهم حتفهم .
ابومهند العيسابي
الخرطوم (كوش نيوز)