تضج الجهة المُحاذية لشارع الهواء الذي يقع جنوب الميناء البري والسوق المحلي في الخرطوم بالبهائم، وهو المكان المُخصّص لبيعها، حيث يضم أعداداً من تُجّار المواشي ببهائمهم المُختلفة الأنواع والأحجام، إلا أنّ هذه الأيام يشهد ذلك المكان حركة غير عادية لعددٍ من الغاشين والغادين ممن يودون شراء خراف الأضاحي ومن يتفحصونها ومنهم من يسألون عن الأسعار فقط ويُغادرون.
(1)
سجّلت (كوكتيل) زيارة لذلك المكان لمعرفة المزيد من تُجّار الخراف أنفسهم عن مدى الإقبال لشراء خروف الأضحية والأسعار، وأجود أنواع الخراف، وكَثير من الأمور التي تَرتبط بترحيلها ومَعيشتها والأمراض التي يُمكن أن تُعاني منها، وابتدر الحديث العَم محمد من أشهر تُجّار الخراف بالمُنطقة عن أسعار الخراف قائلاً: (تتراوح أسعار الخراف ما بين الثلاثة إلى خمسة آلاف جنيه، أمّا بالنسبة للخرفان الجيدة فأسعارها ما بين خمسة ونصف وستة آلاف جنيه وهي حمرية وسنها صغير)، وواصل: (طبعاً أميز الأنواع الحمرية والكباشية وأسعارهما تصل إلى ستة آلاف جنيه.. أما أقل خروف فسعره يصل إلى ثلاثة آلاف جنيه ونصف).
(2)
بالنسبة للغش الذي يُمارسه بعض تُجّار المَواشي لزيادة أوزان البهائم قال: (كثيرون يقومون بسقاية الخروف ماء الملح ليزيد وزنه وهم من التجار الذين لا يخافون الله لكنني والحمد لله لا أغش، فقط ما نقوم به هو خلط الماء بالدقيق لأنّ الخراف لا ترغب في شرب الماء الصافي إلا المخلوط، كما نقوم بإطعامهم بـ (قش) العدسية الذي يصل سعر جوالها إلى 270 جنيهاً، مبيناً: (الحمد لله الخير موجود في السودان والغلاء يتمثل في جوال العيش الذي ارتفع إلى ألف ومائة، وجوال البذرة إلى ألف ومائتين وجوال القش بلغ 300 جنيه، كما نقوم بشراء (جوز الموية) بعشرة جنيهات، وعلينا زكاة وضرائب ومحلية وأرض وقطعان).
(3)
فيما يتعلّق بمدى قُبُول والناس وإحجامهم عن الشراء، قال العم محمد: (الحمد لله السوق عامر بالزبائن والغلاء حالة عامة لم تتوقّف علينا.. وكل من يأتينا بالتأكيد يكون مُقتنعاً تماماً ولا نبدأ للزبون بالسعر العالي كما يقول البعض، بل نبدأ بالمعقول فنحن نعلم ظُرُوف الناس، لكن عليهم ألا ينسوا بأنّ مصاريف أخرى تقع على عاتقنا وأبسطها عندما تُصاب البهيمة بالمَرض لا بُدّ من جلب الدواء لها، وأسعار دواء البهائم في زيادة وصلت إلى أربعمائة جنيه فهي تصاب بالنزلة والالتهاب ونستخدم البنسلين لعلاجها ودواء الهلاع).
(4)
عن طلبات الزبائن واختياراتهم للخراف يقول: (هناك من يطلبون خروف “جدع”، وآخرون “تني” و”رباع”، وهناك من يطلبون الأحجام المتوسطة، وآخرون يُركِّزون على أن يكون ذيله سميكاً فلهم تقديراتهم في ذلك ونادراً ما يُطلب منا خروف “كبير” لأنّ لحمه كثير، لكنه غير طاعم وهو يستخدم أكثر في المُناسبات والولائم الكبيرة).
(5)
عن الكيفية التي يحافظ بها هؤلاء التُّجّار على خرافهم من السرقة قال: (بهائمنا مُعرّضة للسرقة دائماً، لذلك نحرص على توسيم البهيمة “الوسم”، ودائماً ما يكون وسم القبيلة وكان سعر التوسيم بخمسة جنيهات، إلا أنه الآن أصبح بعشرين جنيهاً وتختلف كتابة الوسم من بهيمة لأخرى والهدف هو التعرف على البهيمة من وين؟ وتابعة لي منو؟ وأي قبيلة؟، حتى إذا ضاعت يتم التعرف عليها وإرجاعها لو كانت بين آلاف البهائم)، مُشيراً الى أنّهم في فترة الخريف يُعانون كثيراً من الأمطار وخاصّةً في الخلاء فيضطرون لاستخدام المُشمّعات.
(6)
من جانبه، أوضح العم (كوكو) تاجر خراف بمنطقة جنوب الميناء البري أنّ سبب في الغلاء وارتفاع أسعار الخراف في كل عام هو الصادر الذي يجبرهم على رفع سعر الخراف في أحيان كثيرة بالرغم من إدراكهم بعدم استطاعة الغالبية العُظمى من المُواطنين على الشراء بتلك الأسعار للأضحية، مُشيراً إلى أنّه وحتى الآن الأسعار مُناسبة تماماً ولا يُوجد غلاءٌ فيها كما ذكر البعض في مواقع التّواصل الاجتماعي، وأضَافَ أنّ الجميع سيضحُّون حسب قوله، موضحاً: (الأسعار مُختلفة تبدأ من 3 آلاف وحتى 6 آلاف جنيه)، مُضيفاً: (لا يُوجد خروف سعره 8 آلاف جنيه وهو سعرٌ من اجتهاد البعض ليس إلا)، مُوضِّحاً أنواع الخراف قائلاً: (منها الحمرية والكباشية والضعينية والأميز الحمرية والكباشية).
تقرير: محاسن أحمد عبد الله
صحيفة السوداني.