أعلنت الكاتبة الصحفية داليا الياس توقفها عن الكتابة الراتبة في الصحف الورقية السودانية عبر مقالها الراتب “اندياح” موضحة أن الوضع الحالي لا يسمح لها الاستمرار في الكتابة، حتى تتهيأ سانحة مناسبة تتوافق مع رسالتها الإنسانية وأوضاعها والشخصية في جو من المهنية والتقدير.
وقالت داليا، في مقال وداع تحت عنوان ” نقطة سطر أخير” إن الإحباط الذي يسكنها أقوى من رغبتها في البوح، وشعورها بالعجز أعظم من نواياها الطيبة في التعبير عن الحال الجماعي.
وأضافت ” لم أعد اعتقد أن لكتاباتي التأثير المطلوب على الرأي العام والقيادات المعنية والمسئولين، وسعر الصحيفة يتغول على ثمن (الأرغفة) التي يحتاجها المواطن أكثر من بعض (المانشيتات) السخفية.
وقالت الكاتبة داليا، إنها ستحجم عن التنقل بين الإصدارات الورقية الواقعة نحن سطوة الرقابة القبلية والمرهونة للكثير من المحاذير والتي يمضي واقعها في التراجع والتردي ويعاني أهلوها من الصحفيين والكتاب الأمرين علة كافة الأصعدة.
وأوضحت أنها ستكتفي بتواجدها عبر الوسائط الإلكترونية التي تهيئ ردود أفعال مباشرة ومتابعة أكبر، وتفتح مجالات النقاش حتى وإن كانت بدورها تعاني من بعض الوقاحة والصفاقة والعدائية غير المبررة، لكنها تظل رغم كل ما يلحقنا بها من أذى منابر أكثر حرية وأوسع انتشاراً.
وأضافت داليا ” رغم أن هذا القرار الذي وصلت إلية بعد وقفة طويلة مع النفس سيؤثر حتماً في تفاصيل حياتي وحياة أبنائي، وانخفاض معدل دخلي الشهري الذي يعتمد على راتبي ككاتبة بشكل أساسي” وأردفت قائلة ” إلا أن العطاله والاحتجاب أكرم وأشرف وأفضل بكثير من الكتابة (بدون نفس) تحت إمرة ناشرين لا يرى بعضهم في ما نكتب أكثر من كونه كلمات مرصوصة بعناية” ولا يرى فينا أكثر من كوننا بضاعة للاتجار وتحقيق المكاسب ليس إلا.
وطالبت داليا الياس في ختام مقالها الأخير بوظيفة عاجلة للإيفاء بمستلزمات خمسة أبناء في مراحل دراسية متفرقة يسكنون مع والدتهم بالإيجار بحسب صحيفة التيار، ومؤهلات طالبة الوظيفة لا تتجاوز (فصاحة) اللسان وقلة الإحسان والحياد والموضوعية والصدق مع النفس واحترام الآخرين.
وتنقلت الكاتبة داليا الياس عبر مقالها الراتب (اندياح) بين صحف ( آخر لحظة ، الأهرام واليوم التالي).
الخرطوم (كوش نيوز)