روى “عمر سليمان البصير “والد التلميذات الخمس” جواهر،ريهام، فاطمة،توسل، ريم” اللائي لقين حتفهن غرقاً في طريقهن إلى مدرستهن ضمن 22 من زملائهن روى رؤيا منامية مفجعة قبيل وفاتهن قائلاً :
انه طوال تواجده في البلد ظل يصطحب بناته الخمس في الصباح الباكر إلى المركب ما عدا يوم الحادث، وأضاف “سليمان” بحسب مانشر الداعية الإسلامي الشيخ محمد هاشم الحكيم، قائلاً : انه و بعد أن صلى الصبح وتناول الشاي، إلى حين أن يستعدن بناته للذهاب إلى المدرسة، ويستبدلن ملابسهن بملابس المدرسة، أخذته “نومه” رأى فيها أمامه طاولة وبها أكواب زجاجية جميعها ” تكسرت ”
نهض بعدها مفزوعاً من نومه واذا بزوجته تقف بجواره وهي تصيح ” البنومك شنو وبناتك كلهن غرقن”، تشهدت وألهمني الله بعدها الصبر .
وأشار سليمان خلال حديثه مع مقربين بسرادق العزاء أن إبنته الكُبرى “ريم” كانت قد نجت، إلا أنها سمعت صوت شقيقاتها ينادين لها، عادت لإنقاذهن فلحقت بهن.
وكانت مجموعة من التلاميذ الغرقى قد تعلقوا بالشجرة التي إصطدم بها مركبهم إلا أنه قد إنهارت قواهم لتبتلعهم مياه البحيرة الهادرة.
وتشير “كوش نيوز” إلى أن الحادثة قد لاقت حُزناً دفيناً عمّ سواد الشعب السوداني ولاسيما رواد مواقع التواصل الذين ذرفت أقلامهم نثراً وشعراً في رثاء الـ22 تلميذاً الغرقى.
ودوّن الكاتب الصحفي “محمد حامد جمعة” مُعبراً عن مشهد والدهن الأليم قائلاً :
والد التلميذات الشهيدات غرقاً : تفرست ملامحه المغموسة في الاسى الصبور ؛ جلس يمس الحصى او يخرج القذى من بين مسامات بساط المجلس ؛ مطرقا كالعادة يتلقى تلقين عبارات الاحتساب وغالبا ما يرد مثل اي مؤمن قنوع “الحمد لله على ما اراد الله” تفرست في كفه المملح حتما بمسوح الدمع وشهقات جلد الرجال ان رجح بأسهم على ضعفهم لمحت بقعا ربما هي بعض دميعات بذلهن قريب واثر طين شاحب وقليل غبار اظنه من السعي بين صفا العشم ومروة الامل في ان يترك له النيل جثة عزيزة منهن ؛ لا اعرف هذا الرجل لكنه حزنه وفجيعته لازمتني حتى اظن لبعض لمحة اني حملت فوق كتفي احد صغيراته في لحظة فرح او اني صافحتهن صباح عيد ؛ حزن حرت معه في شكل نوع السند الذي يمكن ان اهادي به مشيته تحت ظل هذا المصاب اذ لا ملك قدرة الوصول اليه لافرد يدي غمامة فوق مقبرة الراحلات ؛ ولست صاحب سلطة لارد له فضيلة الاستيفاء بزجر المقصرين وحتى قلمنا هذا صار عندهم محض لغو و”كلام فارغ” !
ويضيف “جمعة” لا اعرف كيف اواسيه فما اختبرت فقد إبن لكني تحسست ألم المصاب في الصمت السكوت المفصح عن عذابات هدت الوجوه ؛ اخي ؛ عمي والدي والد الشهيدات لقد كان لابي مثل مجلسك حينما توفى شقيق لي رايت ابي يومها يشد العزم ويكتفي مثلك مرات بالاطراق وحينا يتبسم يواري فيه ضعفه فلما اجن الليل لمحته في ركن يخلط الدمع وبالدعاء ثم انكسر مغلفا وجهه بعمامة يبكي حتى شق صوته سكون الليل.
ويقول “جمعة” مخاطباً والد الشهيدات الخمس: قم يا عزيزي وفك انفاس الشجن لترتاح واظنك فاعل فقد ناحت قبلك ارواحنا عليهن واعلم انك مثل كل الغبش الكرام في تلك الديار شهم ومضياف ستسقبل ضيوفك ببليل البشر والايناس ونحر الكرامات فنحن شعب اعجب ما فيه ان الحزن عندنا يدسه الناس في دواخلهم ويمارسونه سرا ويحولون الجهر للبشارات الجسورة واي جسارة اعظم من ان يجلس مثلك وعليه وقار الصبر تاجا ومظلة، ومت وتقبلهن الله وجعلهن لك شفيعات ولنا غافرات .
ابومهند العيسابي
الخرطوم (كوش نيوز)