تورد “كوش نيوز” أول صور فاجعة من تفاصيل حادثة غرقى تلاميذ محلية “البحيرة ” بولاية نهر النيل، عيون بريئة لأطفال زغب الحواصل في صورة جماعية كأنهم كانوا يعزون بعضهم فيما سينتظرهم، وصور أخرى للمركب الذي كان يقلهم وقد تم انتشاله وقد علقت عليه “طرح” الصغيرات من التلميذات، والشجرة التي إصطدم بها وقد حاولت الأيادي الغضة أن تتشبث بها بلا جدوى فقد كان التيار جارفاً أكبر من طاقتهم وقواهم.
وكتب الكاتب الصحافي “ابومهند العيسابي ” على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قائلاً :
لا أدري كيف وقع الفاجعة الأليمة على أم ﺗﻮﺳﻞ وﺭﻳﻢ و ﺭﻫﺎﻡ و ﺟﻮﺍﻫﺮ وﻓﺎﻃﻤﺔ ، وقد فقدت دفعة واحدة خمس من فلذات كبدها في حادثة غرق تلاميذ ” البحيرة ” الـ 22.
إمتحان قاسٍ وابتلاء عظيم يواجه أمهاتهم المكلومات.
لازالت عبارة بقيت محفورة في ذاكرتي مُنذ سنوات وقد ذهبت يومها لأعزي إحدى أمهات قريتنا الثُكلى في فقد إبنها، فما أن رأتني إزدادت نحيباً، حاولت جاهداً مواساتها فباغتتني بعبارة غائرة قائلة :” موت الجنى ياولدي لأمه زي الحرق بالنار في الحشى “. الله ” لاورّاك ” إياه ..
كم جمرة إتقدت في أحشاء وقلوب هؤلاء الإمهات المكلومات التي ستظل مُتقدة كلما رأين طفلة حلوة تقدل بين إيديها كتابا .
وماهو صادم من تفاصيل الفاجعة أن هؤلاء الأطفال الغرقى لم يستغلوا المركب من أجل العبور من ضفة إلى أخرى، بل هم في رحلة بذات الضفة كانوا يبحرون عكس مجرى التيار في بحيرة متسعة هائجة كأنها محيط ليصلوا إلى مدارسهم تفادياً لوعورة الطرق في منطقة ذات طبيعة قاسية وتضاريس يصعب صراعها.
وما أكثر صدمة ما كتبه الصحفي “عرجاوي” أن كانت التعبئة لمواطني هذه المنطقة أن يواجهوا الحكومة بالإصرار بالإقامة وسط الجبال والعقارب ومحاصرة النيل يصارعون الطبيعة، وينعموا من قاموا بتعبئتهم في شققهم المفروشة المُكيفة بالعاصمة الخرطوم، أما الحكومة فهي نفسها قد تعجلت في الحلول لتركها لمواطنين مُكرهين على الإقامة في هذه المنطقة يقاسون الأمرين، ويدفعون ثمن أخطاء الكبار هؤلاء الصغار الأبرياء زُغب الحواصل.
ذهبت هذه الأرواح البريئة إلى ربها باكية لتشكوا جميع من قصروا في حقها وتجد عند خالقها النعيم والسلوى وعنده سيجتمع الخصوم .. سائلين الله أن يربط على قلوب ذويهم ويلهمهم الصبر الجميل.
الخرطوم (كوش نيوز)
المنطقة التي غرقوا بها في البحيرة
الشجرة التي إصطدم بها المركب
بعض التلاميذ الغرقى زُغب الحواصل في صورة جماعية
المركب الذي كان يقلهم