مولانا د. محمد أحمد سالم وزير العدل – الجديد – كَتَبَ أمس، أول سطر في خطاب استقالته المُسبِّبة.. أمس وأمام المفوضية القومية لحُقُوق الإنسان وضع أصبعه في “عين” الجرح.. وقال إنّ الأجهزة العدلية والأمنية ترتكب من الأخطاء ما يحرج الحكومة داخلياً وخارجياً.
وطالب الوزير – دُون أن يطرف له جَفَنٌ – )بحماية حُقُوق الإنسان وعدم إثارة العداء مع الشعب في قضايا لا تسوى شيئاً( على حَد وصفه…
صَحيحٌ ما قاله وزير العدل – الجديد – هو عين ما يعرفه القاصي والداني، بل وأجزم هو عين ما تعلمه الحكومة نفسها جيداً، لكن الأصح أنّ مولانا لم ينظر في لوحة الشرف على جدران وزارة العدل.. فلو ألقى نظرة سريعة لأدرك أنه منذ إعلان ما يُسمى بـ)حكومة الوفاق الوطني( في مايو 2016 ظل كرسي وزير العدل شاغراً أكثر مما هو مشغول.. عندما أعلن الفريق أول بكري حسن صالح رئيس الوزراء قائمة المحظوظين الذين فازوا بالحقائب الوزارية في التشكيلة الوزارية.. ومن بينهم اسم وزير العدل، بعد أقل من ساعة كَانت الأسافير تشتعل باتهامات لوزير العدل – الجديد – بأنّه لا يملك ما ادعاه من مُؤهّلاتٍ وشهاداتٍ أكاديمية.. وفي اليوم التالي أدّى كل الوزراء القَسَم في القَصر الجمهوري، ولكن وزير العدل – الجديد – انتحى به مُوظّف المراسم جانباً وأبلغه أنّه لن يؤدي القَسَم.. وظل الكرسي شاغراً لعدة أسابيع إن لم يكن شُهُوراً.. حتى أُعلن اسمٌ آخر.. وقبل أن ينعم الناس برؤية صاحب الحظ وزير العدل – الجديد – اشتعلت الشائعات ذاتها حول مُؤهّلاته.. فسحبت الحكومة ترشيحه.. ثُمّ ظل الكرسي شاغراً لبعض أسابيع إن لم يكن شُهُوراً.. وبعد بحثٍ وتقصٍ، وجدت الحكومة ضالتها في الدكتور إدريس الجميل فالتقطته من موقعه الرفيع الفخيم في المهجر وأصبح وزير العدل – الجديد -.. وغاص في الكرسي بضع شهور ثُمّ فَجأةً بلا مُقدِّمات نُحي جانباً وغادر الوزارة.. ليعود الكرسي شاغراً لبضعة أسابيع أو شُهُورٍ.. حتى وجدت الحكومة ضالتها أخيراً في مولانا د. محمد أحمد سالم الذي كان في مهجر أكثر فخامة بدولة الكويت.. لكن وزير العدل – الجديد – احتاج لبضعة أسابيع إن لم تكن شُهُوراً ليتمكّن من الانتقال من الكويت إلى السودان حتى وصل أخيراً.. ولما يفقد بعد صفة وزير العدل –الجديد -.
في يقيني أنها لم تكن زلة لسان من مولانا محمد أحمد سالم وزير العدل – الجديد -، فهو رجلٌ ذكيٌّ وله تاريخٌ مشهودٌ ويدرك أنّ صفة )الجديد( التي ارتبطت بمقعد وزير العدل منذ ما بعد مغادرة مولانا د. عوض الحسن النور ما أتى بها إلا حرص الحكومة البالغ أن لا يطأ المقعد من يحمل بين كتفيه )عقله الخاص(..
والآن بخطابه، مولانا محمد أحمد سالم أطلق صافرة البدء في البحث عن وزير عدل – جديد – آخر..
والتغطية مُستمرة..!
عثمان ميرغني | حديث المدينة