ولا حياة لمن ننادي..!!
مررت نهار أمس في طريقي إلى الخرطوم بموقف مواصلات بحري قبالة شارع السيد “علي الميرغني”، فلفت انتباهي انتظار مئات المواطنين في الموقف الخالي من المركبات، بينما على بعد أمتار قليلة توقف عدد من الحافلات خارج الموقف لسبب أو لآخر، ربما للصيانة، أو لعدم توفر وقود، أو ربما تعمداً؛ لأن بعض سائقي الحافلات يفضل الراحة في وقت ذروة خروج المواطنين وطلاب المدارس والجامعات!!
{ إذن من يراقب هؤلاء؟ ما هي الجهة التي كانت سباقة في استخراج (كروت) للجازولين برسوم باهظة للكرت غير مبررة وغير قانونية حتى وإن تم تحصيلها بأورنيك (15)؟ ما هي تلك الجهة التي لا تقوم بواجبها الوظيفي الآن في متابعة حركة المركبات العامة صباحاً ونهاراً.. وليلاً، بحيث لا يضطر أي مواطن للانتظار أكثر من دقائق معدودة ليستقل حافلة تقله إلى وجهته، كما هو الحال في الكثير من دول العالم (الثالث)، ولن أقارن بالحال في أوروبا حيث تسابق قطارات المترو والبصات الريح.. لتصل إلى الركاب في المحطات خلال ثوانٍ!!
{ واضح أنه ليست هناك جهة مسؤولة عن مراقبة الحافلات وبصات الولاية ومتابعة صرف جازولين الكروت، فقد انتهت مهمة حكومة ولاية الخرطوم عند استخراج الكرت وتحصيل الرسوم!!
{ هذا أبسط مثال على فشل الإدارة.. إدارة كل شيء في هذا البلد (الما عندو وجيع)!!
2
{ وأزمة الخبز المستفحلة في ولاية الخرطوم وكل الولايات هذه الأيام مثال آخر على سوء الإدارة بل غيابها، في حكومتنا المركزية وحكومات الولايات المترهلة دون فائدة.
{ فليست هناك أزمة قمح عالمياً، كما أن أسعاره لم ترتفع لا في روسيا ولا في كندا، ولا في مصر القريبة، فما الذي يحدث في المطاحن التي صارت تنتج أقل بكثير من إنتاجها عندما كانت تمنحها الحكومة الدولار بـ(2.9) جنيه في وقت كان سعره في السوق الموازية (10) جنيهات؟!
{ لقد تعودوا أن ينتجوا في حالة (الرضاعة من ثدي الحكومة)، أما في ظل التحرير، وبالأسعار المعروفة.. (200) دولار لمتوسط سعر طن القمح، فإنهم لا يريدون.. ولا يعرفون.. ولا يفهمون!!
{ والحكومة العاجزة بكل مستوياتها المركزية والولائية، محبوسة في قاعات اجتماعاتها العبثية عديمة الجدوى، تتفرج عليهم وهم يجوّعون الشعب السوداني المصلوب في الصفوف.. من صف المواصلات.. إلى صف الرغيف.. وصف الجازولين!!
{ ولا حياة لمن ننادي..!
الهندي عزالدين
المجهر