من الزيرو إلى (الأشعريون).. مبادرات محمد حاتم سليمان… واقع النجاح والفشل

المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم يُطلق بأرض المعارض ببري غداً الثلاثاء حملة (أشعريون) التي تشتمل على 13 مبادرة مجتمعية تكافلية لتخفيف أعباء المعيشة على المواطنين، هذا فضلاً عن احتوائها على 20 مبادرة اقتصادية لتخفيف تكاليف وأعباء المعيشة من منظور إنتاجي.. البعض اعتبر الخطوة أولى ملامح الاستجابة لتوجيهات رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني وإنفاذاً لقرارات مجلس الشورى القومي..

نائب والي الخرطوم محمد حاتم قال في تصريحات صحفية أمس، إن الحملة تبدأ بمبادرة (ذراع) خروف في عيد الأضحى المبارك وإعادة توزيعها على الفقراء، ثم تترى بعد ذلك المبادرات لعبور التحدي الاقتصادي الماثل بعزيمة أهل السودان وتكافل مجتمع الخرطوم. موجهاً النداء لمواطني الولاية بالمشاركة الفاعلة في هذه الحملة تعظيماً لقيمة التعاون على البرّ حتى يتم تجاوز هذه الظروف الاقتصادية الحرجة، وأضاف: (فلنتوجه جميعاً للإنتاج من أجل الصادر وتحسين معيشة المواطنين).

البحث عن حل

عضو القطاع السياسي بالحزب الحاكم والمحلل السياسي د.ربيع عبد العاطي يذهب في حديثه لـ(السوداني) أمس، إلى أنهم حالياً ليسوا أمام مبادرات ولا شعارات، وأضاف: نحتاج إلى مشروع عملي يراه المواطنون أمام عيونهم، يُسهم في زيادة الإنتاج والإنتاجية وليس هناك مجال للتنظير. وأضاف: محمد حاتم مطالب بتحويل مبادرة (أشعريون) إلى مشروع عملي وتبدأ تنفيذ خطواته فعلاً ومن ثم يقول للناس هاكم اقرأوا كتابي لأن الوضع يحتاج إلى مشاريع تطبيقية وخطوات عملية اليوم وليس غداً، لجهة أنه لا زمن مع غلاء الأسعار. وقطع عبد العاطي أن المسألة تحتاج إلى حلول عاجلة وعملية وقرارات ومطلوبات كثيرة، وأي تجزئة ستؤدي إلى مزيد من تفاقم الأوضاع.

مشاريع الـ(زيرو)

قبل عام وتحديداً في 20 أغسطس 2017م، أطلق محمد حاتم سليمان شعار (زيرو عطش) في سياق ملف أزمة العطش وضعف الإمداد الذي تعاني منه العديد من مناطق الخرطوم، وأردفه بـ(زيرو كوش) لمكافحة تدني نظافة الولاية، بالإضافة إلى (زيرو حُفر) في سيق برنامج متكامل يضم المحاور الثلاثة ليتم إنجازه في فترة (100) يوم. وقتئذ قطع حاتم بعدم وجود أي مشكلات تواجه الولاية بخصوص مياه الشرب باعتبارها أولوية في البرنامج، وقال إنها ستكون الأولى في برنامج زيرو عطش.
بعد (58) يوماً طاف محمد حـاتم على بعض مناطق الولاية، مشيداً بجهود جميع شركاء خطة الـ100 يوم من المحليات ومنظمات المجتمع المدني المختلفة وجميع من ساهم أو شارك في إنفاذ مناشط الخطة، مما مَكَّن الولاية من إزالة 2424 كوشة، ورصف 323 حفرة. مؤكداً بأن التركيز في المرحلة المتبقية من الـ(100) يوم سيكون في تقوية نظم الاستمرارية للمحافظة على ما تم إنجازه ومنع عودة الكُوَش وتسريع آليات الاستجابة لرصف الحفر وبسط إمداد شبكات المياه لتغطي عموم الولاية وأطرافها. إلا أن عبد العاطي قال إن المشروع عبارة عن نظريات غير مقبولة وأضاف (معروف أن محمد حاتم رجل حماسي، ومشروعاته السابقة لا أثر لها على أرض الواقع ويجب أن تكون مشاريعه عملية، العطش والكوش والحفر ما تزال موجودة وهذه نظريات لا قبول لها).

دعم سياسي

إلا أن القيادي بحزب المؤتمر الوطني صديق المبارك توقع نجاح مبادرة (أشعريون)، إذا وجدت الدعم السياسي والتنفيذي، وأكد في حديثه لـ(السوداني) أمس، أن القطاع الاقتصادي سيضع خطة محكمة للمبادرة للوصول بها للخيِّرين لتخفيف أعباء المعيشة، وقال (ليس مستغرباً أن يطلق محمد حاتم هذه المبادرة لأنه صاحب مبادرات سابقة)، مشيراً إلى أن الرجل يهتم بقضايا تؤرق الحكومة ويستطيع أن يوفر لها الدعم اللازم، وأضاف: “ولاية الخرطوم امتصت صدمة موازنة 2018م بالمبادرات التي أطلقها من أجل تخفيف أعباء المعيشة.
وأشار إلى أن معاش الناس من أولويات الفترة القادمة، وأنه أخذ أكثر من (80%) من شورى الوطني، مؤكداً أن مبادرة محمد حاتم زيرو (كوش، عطش، حفر) كانت ناجحة، ولا ينكرها إلا أصحاب المزايدات، وأضاف: تفاعلت معها كل قطاعات المجتمع، لأنها تناولت قضايا تمسهم مباشرة، وقال إنها خلقت حراكاً إيجابياً.
من جانبه قال القيادي بحزب المؤتمر الوطني ولاية الخرطوم أحمد حسن أبو غزالة لـ(السوداني) أمس، إن أشعريون هي مجموعة مبادرات، فمثلاً (ذراع خروف) تستهدف الفقراء بالولاية، وهي جمع ذراع الخروف ويتم توزيعه للفقراء بالحي، وهي صدقة مطلوبة في العيد، وقال إنه برنامج كبير ولا يوجد تدخل من أي جهة، صحيح بمشاركة صناديق خيرية.
وحول التحديات التي تواجه المبادرة قال (قد تواجهة مشكلة في كيفية استيعاب الناس للفكرة)، وأضاف أن مبادرة محمد حاتم السابقة كبيرة ويصعب تقييمها الآن، مشيراً إلى أنها أحدثت اختراقات كبيرة في هذا المجال وهي مشاريع كبيرة على المدى الطويل وتحتاج لمزيد من المجهود، منوهاً إلى إنشاء سدود ومحطات مياه فيما يتعلق بزيرو عطش، وبدأ الناس ينظفون الأحياء ويتعاونون مع المحليات في النظافة وهذا وعي كبير من المواطنين، إن كان في المؤسسات أو المدارس أو الأسواق، هذه المشاريع كبيرة ولا يمكن قياسها إلا بعد أن تستوي.

الخرطوم: وجدان طلحة
صحيفة السوداني.

Exit mobile version