* سعدت جدا بترشيح حزب المؤتمر الوطنى للبشير لخوض الانتخابات الرئاسية فى عام 2020، وعلى الشعب أن يفرح أيضا، لا أن يغضب أو ينزعج أو ييأس، وسأقول لكم لماذا من خلال هذا المقال !!
* ولكن قبل ذلك، دعونى أقول ان هذا القرار هو القرار الوحيد الصحيح الذى اتخذه هذا الحزب منذ تأسيسه الى اليوم، رغم تناقضه مع الدستور الذى لا يجيز تولى شخص لمنصب الرئيس أكثر من دورتين، ولقد تولى البشير الرئاسة ست مرات من قبل، والمرة القادمة هى السابعة، ولكنها بالنسبة للدستور الحالى (2005 ) هى الثالثة، كما انه يتناقض مع النظام الأساسى لحزب المؤتمر الوطنى، ولكن ليس هذا مُهماً، فالحزب فى جيب الرئيس، يفعل به ما يشاء وقتما يشاء، وبالتالى لا وجود لحزب، ولا وجود لنظام أساسى ولا حتى نظام حكم، فالنظام هو البشير والبشير هو النظام، وما يريده البشير يكون، ولكن لا يعفى هذا بالتأكيد اعضاء الحزب من مسؤولية ترشيح البشير، وكل الجرائم والأخطاء التى إرتكبها هو أو النظام من المسؤولية الجنائية أو الاخلاقية، أو أية مسؤولية أخرى، فلا مهرب ولا فرار، ولا مكان للإحتماء بذريعة (الإرغام)، رغم أن الكثيرين كانوا بالفعل مرغمين على قبول ترشيح البشير وإلا نالت منهم آلية مكافحة الفساد التى يقودها (صلاح قوش) !!
* من كان يظن أن هذه الآلية أسست لمكافحة الفساد فهو واهم، فلقد أسست فى الحقيقة لتصفية بعض الخصومات الشخصية، كما فى حالة (فضل) أو النيل من الذين لم يقتسموا الكيكة مع الآخرين وناموا بالغنيمة لوحدهم (مثل مدير بنك فيصل)، أو إرهاب من يفكرون فى معارضة ترشيح البشير بالنيل منهم باسم مكافحة الفساد، وبما أن غالبية الحزب لصوص والبقية طبول، كانت النتيجة أكثر من رائعة فلقد سكت الجميع عند ترشيح البشير داخل اجتماع مجلس الشورى الأخير، حتى الذين يجعجعون فى الاعلام مثل عضو الحركة الاسلامية (الشفيع أحمد محمد)، أو مثل القيادى بالحزب (أمين حسن عمر) الذى لم يفتح الله عليه بكلمة واحدة أو نقطة نظام كالتى يطنطن بها على المنصات الإلكترونية !!
* لا يجب أن نسمع بعد اليوم عضوا فى الحركة الإسلامية أو فى المؤتمر الوطنى يشجينا ويوجع دماغنا على منصات التواصل الاجتماعى بمعارضته لترشيح البشير ، فمكان المعارضة هو الإجتماعات وليس الواتساب والفيس بوك، إلأ إذا كان الهدف هو مواصلة التمثيل المفضحوح على الشعب الذى يفهم ويعى كل شئ، فاحتفظوا بمسرحياتكم السخيفة ورجولتكم المظهرية لأنفسكم !!
* ولم يعد هنالك جدوى لآلية الفساد بعد تحقيق الهدف الأول من وجودها وهو ضمان ترشيح البشير بسلاسة وهدوء، وهو ما حدث فى اجتماع شورى حزب البشير أول أمس، أو بالأحرى (حزب اللصوص) الذين خافوا على مسروقاتهم والتبشيع بهم، فمارسوا الصمت النبيل، وفاز البشير بالاجماع !!
* نأتى الآن لما بدأنا به عن سعادتى بترشيح البشير، فالبشير يجب أن يبقى فى الحكم ليواجه مغبة الجرائم التى ارتكبها، والظروف الصعبة التى قاد إليها السودان، أما إذا استقال اليوم أو امتنع عن ترشيح نفسه لدورة جديدة فإن أسوأ ما يمكن أن يواجهه هو المحكمة الجنائية الدولية وهى أفضل بكثير مما يمكن ان يواجهه فى السودان الذى بات على شفا حفرة من الانفجار .. ربما قبل موعد الانتخابات بكثير !!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة