توافق إقليمي على ضرورة خروج السودان من قائمة الإرهاب

إستكمالاً لجهوده في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب أعلن البرلمان العربي بداية تنفيذ المرحلة الأولى من خطته الرامية لتحقيق ذلك الأمر من خلال إيفاد وفد رفيع المستوى إلى جنوب أفريقيا مقر برلمان “عموم أفريقيا” كأولى الخطوات.

ومن المتوقع ان يُجرى الوفد مباحثات مع رئيس البرلمان الأفريقي، حول خطة العمل العربية بشأن رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية باعتبار ان برلمان عموم أفريقيا شريكاً للبرلمان العربي ومن شأنه ان يساعده في تنفيذ الخطة بما يحقق الأهداف المرجوة منها.

ومن المقرر ان يتم توجيه رسالة مشتركة موقعة باسم رئيسي البرلمان العربي وبرلمان عموم أفريقيا لرئيسي مجلس النواب والشيوخ الأمريكي ووزير الخارجية الأمريكي على أن تكون الرسالة مدعّمة بمذكرة قانونية تجيب على كافة التساؤلات التي تدحض بشكل قانوني وعملي وأخلاقي وإنساني وسياسي التهم التي بني عليها وضع اسم السودان في القائمة.
ومعلوم أن البرلمان العربي يعمل بشكل موثق مع الجهات المسؤولة في السودان لتنفيذ هذه الخطة واضعاً في الإعتبار ظُلم الذي تعرض له السودان بوضع اسمه على قائمة الإرهاب، خاصة وأنه ظل يحافظ على السلم والأمن في القارة الأفريقية وانه لازال يراعي جهود المصالحة بين الفرقاء في دولة جنوب السودان.

وتدل خطوة البرلمان العربي على ان المطالبة برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب اصبحت لا تنحصر على المسؤولين السودانيون والفئات الشعبية بل تعدي الأمر ذلك ليشمل الهيئات والمؤسسات الإقليمية والدولية التى يعتبر السودان فيها عضواً وذلك لإنتفاء الأسباب التى تدعو الى بقاءه في القائمة.
وتماشياً مع خطواته الداعية لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب اقترح البرلمان إعداد مذكرة قانونية من خلال المجلس الوطنى السودانى تستعرض كل المسوغات التى تُحدد الحجج القانونية الطاعنة فى بقاء اسم السودان على القائمة الأمريكية وأحقية السودان في استعادة اندماجه السياسى والاقتصادى على كل المستويات العربية والإقليمية والدولية، خاصة بعد إنجاز عدد من الإصلاحات على المستوى الداخلى والتى تُوّجت بمخرجات الحوار الوطنى.

واقر البرلمان العربي خطته لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب من خلال لجنة تم تشكيلها لهذا الغرض برئاسة الدكتور مشعل بن فهم السلمي رئيس البرلمان العربي وجاءت اهمية اللجنة لأهمية السودان في المحيط العربي.

ويقول المحلل السياسي د. عمر عبد الكريم ان وضع اسم السودان في القائمة الأمريكية له تأثيره السالب في المنطقة وهو الأمر الذي يستدعي تكامل الأدوار والتنسيق المشترك بين البرلمان العربى ووزارة الخارجية السودانية، والمجلس الوطنى السودانى، وجامعة الدول العربية لوضع الخطوط الرئيسية لدعم جهود البرلمان العرب والتحرك سوياً لرفع اسم السودان من القائمة من خلال الاتفاق على آلية للتنسيق وتبادل المعلومات بشأن التقدم المحرز للسودان في مكافحة الارهاب كما يجب عليهم استصحاب الدور الفاعل والمؤثر للسودان على الساحة العربية والإقليمية والدولية، وما يقوم به من جهود حقيقية في محاربة الإرهاب في العالمين العربي والإسلامي.

ويضيف عبد الكريم ان خطة البرلمان العربي ركزت على جهود السودان باعتباره من الدول المحورية في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي تقوده المملكة العربية السعودية والمكون من 41 دولة عربية وإسلامية، وكذلك دوره في التحالف العربي لدعم الشرعية في الجمهورية اليمنية، وتعاون السودان مع المحيط الأفريقي والدولي في محاربة الإرهاب، ودوره الإيجابي والفاعل في مواجهة المشروعات الإقليمية للتدخل في شؤون الدول العربية.

ويضيف ان للسودان فعال في تحقيق السلم والأمن في أفريقيا، خاصة في دولة جنوب السودان، وما حققه من إنجاز بشأن ماعُرف “بالمسارات الخمسة” المتفق عليها بينه والولايات المتحدة، واضاف ان للسودان جهود كبيرة تستوجب رفع اسمه من قائمة الغرهاب مستدلاً بالجهود التى قامت بها الحكومة مؤخرا فيما يتعلق بالحوار والوطني والإجراءات الإصلاحية السياسية المتعاقبة والمصالحات الداخلية والخطوات المتقدمة فيما يختص بملف حقوق الإنسان وبقول انها جميعها اسباب جعلت البرلمان العربي يكثف جهودة لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب باعتباره احد اهم الهيئات الدولية التى يمثل السودان فيها عضواً فاعلاً.

معلوم ان مطالبة رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب لم تعد مطالباً داخليا انما تعدي الأمر الى الهيئات والمؤسسات الدولية وليس ببعيد عن الذاكرة الخطوات الحثيثة التى يقوم بها الإتحاد الأفريقي لتحقيق ذات المطلب ولما كانت ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تضع في اولياتها مكافحة الإرهاب يبقي الباب امام ازالة السودان من القائمة السوداء مشرعاً من خلال النظر الى مجهوداته في مكافحة الظاهرة كما ان الداخل الإمريكي خلال الأونة الاخيرة اصبح لا يميل الى فرض العقوبات وكثيراً ما تحدث قادة الراي داخل الولايات المتحدة الى ضرورة ان تتخذ واشنطن الخرطوم حليفاً في مكافحة الإرهاب وهو الأمر الذي يدل على ان هنالك قناعة امريكية تحتاج الى جهود عربية وافريقية تعزز رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب .

تقرير: رانيا الأمين (SMC)

Exit mobile version