مع التزايد (الخيالي) في الأسعار .. المواطنون: المعيشة بقت (مجازفات)!

(حينما أطلت الأوضاع الاقتصادية المتأزمة على السطح لم يكن أحد يتوقع أن تتزايد بهذا الشكل المخيف؛ فقد أصبحت الكثير من الأسر في حاجة ماسة إلى مدّ يد العون للتخلص أو تفادي الفقر المدقع الذي اجتاح المجتمع السوداني إثر سوء الوضع الاقتصادي ووجود صعوبات في الخروج من مأزقه)… بهذا الحديث استهل الموظف سعد عبد الجبار حديثه لـ(كوكتيل) موضحاً عبره صعوبة تعايش المواطن مع هذا الوضع الحالي وبحثه الدائم عن حلول ومخارج أقل ضرراً، (كوكتيل) بدورها التقت بعدد من شرائح المجتمع لتعكس مدى تأثيرات هذه الأزمة والحلول المتبعة.

(1)
أحد المقيمين بالخارج سيف الدين جبارة قال في حديثه لـ(كوكتيل): (تأزم الوضع الاقتصادي جاء متزامناً مع تعسر استدامة العمل بالخارج بحيث أصبحت أعداد كبيرة من المغتربين مجبرين على العودة إلى أرض الوطن لكنهم وجدوا صعوبة بالغه في التعايش)، وتابع: (أنا لمن جيت راجع السودان مع أولادي كان قدامي خيارين يا أفتش لي شغل وأستقر يا أبدأ أبحث عن مشاريع وكدا حأضطر أدخل في مشاكل إجارات مرتفعة وبضائع طايرة السماء وفي الحالتين صعبة)، وزاد: (اعتياد أبنائي على الحياة برفاهية زاد من حدية وصعوبة التعايش والآن قمت بتأجير إحدى الشقق التي أمتلكها بعد أن تمكنت بصعوبة من إخراج المستأجر منها والعمل بخدمة ترحال وأعمال أخرى جانبية لتسيير الوضع).

(2)
(المعيشة بقت مجازفات وأكل العيش هم بتعاني منو أغلب الأسر والدنيا ماشة لي وين ماف زول عارف، وعموماً الوضع لا يطاق)، عبارة قالها الحاج عبد الله عوض أحد التجار البسيطين الذين يعملون فقط لكسب قوت يومهم، مواصلاً حديثه: (لكن أقول ليك حاجة نحن بقينا رزق اليوم باليوم وكل ما نمش لي بضاعة جديدة نلقاها زادت وماف شي أسوأ من اعتراض الزبون كل يوم والتاني والرد واحد.. دا حال البلد عامة)، خاتماً: (أسعار البضائع سواء (جملة أو قطاعي) أصبحت متقاربة (وأنا لو ما أولادي كبار وشغالين العيشة دي ما بتنقدر).

(3)
الطالبة ثراء عمر قالت في حديثها: (المشكلة نحن ما لاقين سعر ثابت وكل ما تشيلي حاجة تعدي ليك يومك لازم تنقص ليك)، مبينة أن المال أصبح بلا قيمة ومهما كثر وزاد لا يكفي حاجته، والأسواق في حالة عدم ثبات (وربنا يستر من بداية السنة الكلها زيادات)، أما الشاب محمد موسى فقد أكد أن الوضع الاقتصادي أصبح طارداً لكثير من فئات المجتمع أو كما قال: (الكبير بقى يفتش للهجرة قبل الصغير) وهذا ما زاد من ظاهرة قروبات الهجرة إلى خارج البلاد، فما يقارب نصف الشعب السوداني قاموا بالتقديم للهجرة (اللوتري)، وواصل: (لو رجعنا شريط الذكريات الـ(50) جنيه كانت بتشتري كل حاجاتك الضرورية أما الآن هي لا تفي سوى لشيء واحد فقط).

تقرير: خولة حاتم
صحيفة السوداني

Exit mobile version