تشكل وسائل التواصل الاجتماعي ومنها موقع “فيسبوك” مكانا للتعارف يستخدمه الكثيرون ومن أعمار مختلفة، ما يدفع ببعض المراهقين للبحث عن فرصة تعارف واقعي قد يصعب الحصول عليه في الواقع نتيجة لظروف بيئتهم وخاصة في المجتمعات العربية.
تحدثت صحيفة “الشروق” الجزائرية عن بعض حالات “الحب الافتراضي” التي تحولت إلى علاقات واقعية شملت مراهقات قاصرات في الجزائر تورطن في علاقات عبر موقع “فيسبوك” لتتحول إلى واقع وتؤدي إلى هروبهن من البيت ومن ثم لتتحول هذه العلاقة إلى مشكلة اجتماعية تعصف بوضع الفتاة.
وفندت الصحيفة بعض عوامل وأسباب هذه الحالات فمنها ما هو باسم الحب والعلاقات المشبوهة عبر فيسبوك، والتضييق المفرط في المجتمع، أو اللامبالاة والمشاكل الاجتماعية، وانفصال الوالدين، وحتى نتائج امتحانات آخر السنة، كلها مبررات تجدها هؤلاء الهاربات إلى الشوارع أو إلى أحضان المجهول، وأوكار “الفسق والرذيلة”، متابعة “ولعل الصيف أكثر الفصول ملائمة لفرار البنات من البيت”.
ونقلت “الشروق” عن بعض أروقة المحاكم، عددا من القصص، بدءا من قصة الفتاة فريال، التي تقطن في الدار البيضاء، والتي تحوّلت من تلميذة إلى متشردة بين مخالب الذئاب البشرية، وقد تعلقت بشاب عبر الفايسبوك لدرجة أنه أصبح يحتل كل تفكيرها، وفكرت بالهروب كونها محرومة حسب ملف قضيتها، من الحرية وتعاني تضيقا مبالغا فيه”، وقد رفض أهلها استقبالها مرة أخرى.
وتحدثت “الشروق” عن قصة أخرى كانت نتيجة الحكم بالسجن 3 سنوات على شاب بعد إدانته بـ”إبعاد قاصر وتحريضها عن الفسق والدعارة، وقد أذرف المتهم دموعا حارة محاولا إقناع هيئة المحكمة، أنه خدع وأن الفيسبوك أول مصيدة له، حيث قال إن الضحية أوهمته أنها في العشرين من عمرها، وأن ملامحها توافق هذه الكذبة، مما جعله لا يبالي في استدراجها للهرب والمبيت معه لأكثر من أسبوع كامل، لكن الفتاة لم تعد إلى أهلها لخوفها الشديد”.
وكشف عبد الرحمان عرعار، رئيس الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل “ندى”، عن استقبال ما بين أكثر من 122 ألف مكالمة تتعلق بهروب القاصرات بين يونيو/حزيران 2017 ويونيو/حزيران 2018، موضحا أن أغلبها تتعلق بفتيات تم التكفل بهن وبعد وفاة أحد أو كلا المتكفلين، وجدن أنفسهن في ضياع تام، وبين أنياب الشارع، في حين تشير أرقام أمن العاصمة عن هروب 4 فتيات خلال 6 أشهر من السنة الجارية، وهي أرقام تبقى بعيدة عن الكثير من قضايا فرار القاصرات من عائلاتهن.
سبوتنك