ظل وزير الخارجية “الدرديري محمد أحمد” منخرطاً في جولات مأكوكية بين جوبا ونيروبي والخرطوم وأديس أبابا لمجريات المستجدات، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف الجنوبية .التي بدأت مفاوضاتها في الخرطوم في السادس والعشرين من شهر يونيو، ولازالت مستمرة إلى اليوم بعد أن وقعت الحكومة والمعارضة المسلحة بقيادة “رياك مشار” ومجموعة من الأحزاب السياسية، في ظل تحفظ مجموعة أخرى ورفضهم التوقيع على اتفاق الترتيبات السياسية وقسمة السلطة.
حفل التوقيع ، الذي ضرب له الخامس من الشهر الجاري موعداً بالتزامن مع الذكرى الثالثة عشرة لرحيل دكتور “جون قرنق” ،ووزعت رقاع دعوته ،وبدأت الترتيبات الأمنية له، هل سيتجاوز الأطراف غير الموقعة أم أن الوساطة قادرة على جمع جميع الأطراف للاحتفال معاً في الخرطوم؟!
بدأ وزير الخارجية “الدرديري محمد أحمد” بإرسال رقاع الدعوة لحضور حفل التوقيع المقرر قيامه بقاعة الصداقة في الخرطوم الأحد المقبل، في جولته كمبعوث لرئيس الجمهورية ،التي بدأها الأسبوع الماضي بكمبالا ، جوبا، أديس، ليعود إلى الخرطوم ، ومن ثم انطلق في جولة أخرى أمس الأول إلى كيغالي التي يقود رئيسها دورة الاتحاد الافريقي الحالية ، ومنها إلى نيروبي.
القضايا العالقة
وزير الدفاع الفريق ركن “عوض بن عوف” ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق مهندس “صلاح قوش” سلما رئيس دولة جنوب السودان “سلفاكير ميارديت” دعوة من رئيس الجمهورية لحضور حفل مراسم التوقيع ..
وحسب وزير الإعلام الجنوب سوداني والمتحدث باسم حكومة جوبا “مايكل مكواي” ، فإن اللقاء بحث مع “سلفا” القضايا العالقة قبل حفل التوقيع على اتفاق تقسيم السلطة.
#ضمانات
مسؤول دبلوماسي
أكد لـ(المجهر)، أن الأطراف غير الموقعة أقرب ما تكون للتوقيع، متوقعاً أن يوقعوا على الاتفاق قبل حفل الأحد، وقال: (هذه الأطراف لديها تحفظات فيما يلي الضمانات وإنها تخشى ألا تفي جوبا بوعودها خاصة وأنهم شككوا في فاعلية الخطة التي وضعت للتعاطي مع الخلاف فيما يلي تقسيم الولايات ،حيث تم تعيين لجنة تتكون من خمسة أفراد من المعارضة وخمسة من حكومة جوبا وخمسة من إيقاد على أن تحاول اللجنة حسم الخلاف حول هذه النقطة ، وفي حال فشلها ينظم استفتاء،بالإضافة إلى مطالبة بعض الممانعين بتمثيل أوسع في الحكومة، وشدد قياديون من قيادات تحالف المعارضة”سوا” على المطالبة بمنصب نائب للرئيس،واعتراضهم على اختيار تحديد وجود سيدة ضمن نواب الرئيس والذي سيضيق فرصهم في المنصب، “بيتر قديت” انشق عن مجموعة “سوا” ووقع على اتفاقية قسمة السلطة. اعتبرت المجموعة توقيعه مخالفاً لميثاق التحالف.
وقال الأمين العام للهيئة القومية لدعم السلام وعضو وفد التفاوض “استيفن لوال”لـ (المجهر): إن القيادات السياسية والفصائل العسكرية في التحالف قدموا رؤيتهم للوساطة وأن هناك جهوداً مضنية لتحقيق عملية الاتفاق في الأيام القادمة، حال تم تضمين ملاحظات المعارضة. مؤكداً أن هذا الملاحظات من أجل تحصين وتقوية الاتفاق حتى لا تتكرر أحداث عام (2016) .
وأشار إلى أن حديث الحكومة يؤكد عدم التزامها بالاتفاقية وأضاف: (نحن ندعم سلاماً يجلب الاستقرار لشعبنا ، ولا يمكننا تجاوز التزاماتنا بعملية السلام بالبلاد، لذلك فمن المهم جداً بلورة تلك الملاحظات في شكل الاتفاق النهائي).
وأكد أن تحالف المعارضة و مجموعة المعتقلين السابقين مازالوا منخرطين في التفاوض وأنهم يسيرون بخط ثابت من أجل تثبيت المبادئ الأساسية لعملية التفاوض بين القوى السياسية والوسيط السوداني، وأضاف “استيفن”: ستحدث اختراقات حقيقية في مقبل الأيام ستؤدى إلى إلحاق الملاحظات الرئيسية في الاتفاق، لافتاً إلى أن هذا ما تطلبه قوى التحالف المعارض ، التي تجمع أكثر من (10) مجموعات من القوى السياسية بما فيها مجموعة المعتقلين السابقين . المعارضة ركزت على أهمية أن تكون قرارات المفوضية بتوافق الآراء أو بالأغلبية البسيطة مع تضمين عضوية المفوضية كل الأطراف الجنوبيين وغير الجنوب سودانيين وأن يكون قرار المفوضية هو القرار النهائي الملزم لكل الأطراف الجنوبية ،
وسبيل الأطراف إلى مرحلة التوقيع في الأيام المقبلة .
مؤكداً أنه مع تضمين تلك الملاحظات في الاتفاق ستوقع قوى التحالف.وأشار إلى أنه حتى في حال فشل التحالف المعارض في مفاوضات IBC في الوصول إلى قرار فإن الوضع سيكون على النحو المقرر له حسب الدورة(55)غير العادية التى عقدها مجلس وزراء خارجية الإيقاد في أديس في مارس(2016)، والتي نصت على العودة إلى(10) ولايات ..
ورحب المحلل الجنوب سوداني بقرار الرئيس “عمر البشير” القاضي بفتح الحدود بين البلدين، مؤكداً أن هذا الخطوة تعزز عملية استقرار السلام بين البلدين، وتعتبر خطوة إيجابية لمساعدة مواطني الجنوب الذين وجدوا منفذاً بعد هذا القرار، واقترح للأطراف المواصلة بذات النهج من أجل تكملة الأهداف التي تخدم مواطني البلدين، مؤكداً أن هذه الفرصة تعتبر نقطة تحول لخلق الاتحاد بين شعبي السودان وجنوب السودان، وتضمن المصالح المشتركة، وتزيل كافة العقبات للتنمية الاقتصادية حتى تساهم في عملية التعايش والتواصل بين القبائل الحدودية في التجارة والاقتصاد، ويمكن أن تساهم أيضاً بشكل كبير لحلحلة كافة القضايا و العقبات التى تواجه البلدين.
# الزعماء الحضور
وحسب متابعات (المجهر) سيتم الاحتفال بحضور عدد من القادة الأفارقة ،و أكد الرئيس “سلفاكير ميارديت ” حضوره ، بالإضافة لرئيس وزراء إثيوبيا “آبي أحمد” ، والرئيس الأوغندي “يوري موسفيني” ، والرئيس الكيني “أوهورو كنياتا” ، والرئيس الرواندي “بول كاقامي”، بتشريف الرئيس “عمر حسن أحمد البشير”، راعي الاتفاق.
# خطوات قادمة
حسب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير “قريب الله الخضر” ، أن جولة “الدرديري” الأخيرة كانت بغرض تنوير القادة الأفارقة بنتائج جولة المباحثات بين الأطراف الجنوب سودانية، التي تم تفويض رئيس الجمهورية عقدها بواسطة قمة منظمة “إيقاد” الطارئة الأخيرة، فضلاً عن بحث الخطوات المقبلة الخاصة بتحقيق السلام في دولة جنوب السودان.
الخارجية أعلنت في وقت سابق عن إكمال المفاوضات بين الأطراف الجنوبية في “كمبالا ” في حال عدم توقيع بقية الأطراف.
السلام في دولة جنوب السودان يمثل أحد مسارات الحوار السوداني الأمريكي الخمسة، والذي كان من المفترض أن يبدأ مرحلته الثانية الخاصة برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب يناير الماضي، ولكن لازال التسويف سيد الموقف.
المجهر السياسي.