الجزولي: ضباط من جهاز الأمن قالوا لي “من حقك ان ترفض التجديد للبشير ومن حقك ان تنزل انتخابات ضده او تصوت لغيره”

الساعة الواحدة ظهر الثلاثاء رأيت عبر كاميرات المراقبة المثبتة في مكتبي ثلاثة أشخاص يدخلون إلى المبنى قلت لأخي الحبيب عثمان عباس القيادي بتيار الامة الواحدة هؤلاء جهاز الامن جاءوا للاستدعاء او الاعتقال دخلوا على السكرتارية واستاذنوا لمقابلتي فاخبرت بوجود اشخاص في الاسنقبال يرغبون في مقابلتي دخلوا علي في المكتب وسلموا باحترام شديد ثم اخبروني بطلب حضور إلى الامن السياسي فخرجت معهم على الفور ونزلت إلى بيتي واخبرت زوجتي الحبيبة الصبورة معي على إبتلاءات الطريق قلت لها ربما كان استدعاءا وربما كان اعتقالا وابقوا عشرة على الاولاد والدعوة ثم ركبت معهم وأنا في الطريق ذكرت تصريحات الفريق صلاح قوش في اجتماعه مع قيادات الحزب الشيوعي وقوله انه ضد مبدا الاعتقالات ويسعى لفتح علاقة جديدة مع القوى السياسية وقلت في نفسي سننظر اليوم صدق هذه النوايا .

دخلنا مباني الأمن السياسي ببحري وبعد ساعة من الانتظار في مكتب مكيف ومجلس مريح دخل علي ثلاثة ضباط سلموا وبداوا التحري كان تحريا اقرب للحوار منه إلى التحري وكان حوارا صريحا وشفيفا وراقيا لم يشهد عنفا لفظيا ولا جسديا عبرت فيه بكل صراحة عن حيثياتي في رفض التجديد للبشير فقالوا لي بعد أن استمعوا إلي من حقك ان ترفض التجديد للبشير ومن حقك ان تعبر عن ذلك ومن حقك ان تنزل انتخابات ضده او تصوت لغيره واتفقنا جميعا في هذا الحوار ان الحديث عن التجديد ورفضه شان حزبي سياسي محض للناس فيه حرية التعبير عن آرائهم فيه وفصلوا تماما بين الشق السياسي المتعلق بالتعبير عن رفض التجديد والشق المتعلق بالتهديد الذي يمكن ان تكون له ظلال سالبة على الواقع السياسي وتصوير الوضع بلا حكومة ولا قانون وخشية جهاز الامن من استثمار الحديث عن التهديد لتلغيم الساحة السياسية وعلى حد قولهم انني شخصية عامة ربما يكون لي خصوم آخرين يستغلون اجواء التهديد للإضرار بي او الإضرار بالوضع السياسي العام بغض النظر عن جدية التهديد من عدمه !!
قلت لهم تمليك الراي العام ما وصلني من تهديد اقصر طريق لحماية نفسي فلو حدث لي اي مكروه فهو في ذمة هذا البلاغ العام لمحكمة الشعب .

مخرجات من الاستدعاء اضعها بين يدي الراي العام :
اولا : احتفظت بحقي وحق اي فرد من الشعب السوداني في التعبير الحر عن موقفه من الرئيس الذي يريد وتأييده للتجديد للبشير او رفضه وقد ظللت اقول انه لا توجد مشكلة قانونية في تبني موقف رافض للتجديد للبشير .

ثانيا : تفهمت وجهة نظر الجهاز عن الوضع الهش امنيا الذي يمكن ان تصنعه أجواء التهديد لأمني الشخصي .
ثالثا : لمست قدرا من صدق تلك النوايا التي عبر عنها الفريق قوش في لقائه مع قيادات الحزب الشيوعي بهذا الاسلوب الراقي في التحري والحوار في قضية يعدها الناس من اخطر القضايا .

رابعا : ادعو جهاز الامن والمخابرات وقائده صلاح قوش إلى تعزيز بناء علاقة جديدة مع القوى السياسية اس مصداقيتها واكبر اركانها إتاحة حرية العمل السياسي بلا عقابيل تصديق وإتاحة حرية الصحافة بلا رقيب قبل الطبع ولا مصادرة من المطابع .
خامسا : قضية التجديد رفضها أو قبولها والتدافع السياسي في هذا الأمر هو تعبير حقيقي عن ازمة الدستور والقانون والمؤسسات التي تعيشها بلادنا إذ لو كان الناس يؤمنون بهكذا مؤسسات حرة ونزيهة لما بحت أصواتنا برفض التجديد .

خامسا : إن اقصر طريق لضرب سلمية هذا الشعب وطيبته هو الكبت إن شعبنا هو استاذ الشعوب في الربيع العربي فجر ثورة اكتوبر من غير ان تنزلق بلادنا إلى ما انزلقت إليه ليبيا فجر ثورة ابريل من غير ان تنزلق بلادنا إلى ما انزلقت إليه سوريا ذلك لان حكامه وقتذاك كانوا مع استبدادهم عقلاء فلا يمكن ان نجمع على الشعب فقرا وقهرا .

بقلم
د.محمد علي الجزولي
المنسق العام لتيار الامة الواحدة

Exit mobile version