سيبقى بها عاماً إضافياً عبد المحمود عبد الحليم.. سر التمديد بقاهرة المعز

قبل أقل من شهر، أعلنت الخرطوم انتهاء مدة السفير عبد المحمود عبد الحيلم بالقاهرة كسفير للحكومة السودانية، وتم ترشيح السفير ياسر خضر بديلاً عنه ثم أتبعها عبد المحمود نفسه برسالة مكتوبة يُعلن من خلالها استعداده للملمة أوراق الرحيل والعودة للسودان، بيد أن بعض التقلبات غير المعلنة أبقت على الرجل لمدة عام بالمحروسة.

فترة جديدة

قبل فترة سألت(الصيحة) السفير عبد المحود عن خبر انتهاء عهده بالعمل كسفير بالقاهرة، أجاب عبد المحمود أن مدته انتهت، ولم يتم التجديد له مرة أخرى، وسيعود للخرطوم وسط أنباء رائجة ساعتها بأنه سيكون ضمن طاقم وزارة الخارجية، في نفس الوقت أعلنت وزارة الخارجية عبر بيان رسمي عن تسمية ياسر خضر سفيراً لدى القاهرة بعد أن كتبت صيحفة “آخر لحظة” أن القاهرة رفضت قبول ياسر خضر، بيد أن مياهاً كثيرة جرت تحت الجسر أبقت على عبد المحمود سفيراً، وعطّلت أمر ياسر خضر .

سر التمديد

بحسب وزير الدولة بالخارجية، أسامة فيصل، فإن فترة التمديد للسفير عبد المحمود عبد الحليم تقدر بعام، وقال لـ(الصيحة) إن قرر التمديد صدر من رئاسة الجمهورية، بالتالي سيبقى عبد المحمود سفيراً لمدة عام أخرى بمصر، وبعد انتهاء فترة العام سيقوم ياسر خضر باستلام مهامه كسفير معتمد .

هل رفضت مصر؟

ثمة من يقول إن مصر تتحفظ على قبول ياسر خضر كسفير لديها، مما حدا بالحكومة أن تعمل على تمديد فترة عبد المحمود عبد الحليم للعمل كسفير بالقاهرة. والشاهد في الأمر أن عبد المحمود كان أسرع سفير تقبل مصر أوراقه دون تردد لجهة أنه دبلوماسي وليست لديه ميول أمنية أو سياسية صارخة عكس ياسر خضر المعروف بانتمائه للعمل الأمني السري في أوقات سابقة، المهم في الأمر هو لماذا أُبعد ياسر خضر وتقرر استمرار عبد المحمود عبد الحليم، وهنا يقول وزير الدولة بالخارجية السابق كمال إسماعيل إن قرار التمديد لعبد المحمود عبد الحليم صدر قبل شهر تقريباً، وهو ليس قراراً جديداً، وأضاف (للصيحة): لم أسمع برفض مصر قبول أوراق ياسر خضر، ولكن ربما درست الخارجية استمرار عبد المحمود في موقعه لعدة أسباب تحتفظ بها الخارجية. في السياق، شدّد وزير الدولة بالخارجية أسامة فيصل على عدم رفض أوراق ياسر خضر من قبل الحكومة المصرية، وقال إن مصر اعتمدت أوراق ياسر ولم ترفضه، وأنه بعد عام سينتقل للعمل بمصر .

استمرار في الوزارة

في الصدد تشير بعض التسريبات أن ياسر خضر سيظل وكيلاً لوزارة الخارجية لمدة عام، بمعنى أنه سيظل بالوزارة إلى حين انتهاء فترة التمديد للسفير عبد المحمود عبد الحليم، خاصة وأن الحكومة لم تصدر قراراً بإعفاء خضر من وزارة الإعلام، بينما يرشح البعض تسمية ياسر خضر وكيلاً للخارجية في الفترة القادمة رغم تأكيدات الخارجية على ابتعاثه للقاهرة بعد عام من الوقت الحالي.

لماذا التمديد؟

يتساءل البعض عن سر التمديد لمدة عام للسفير عبد المحمود عبد الحليم الذي أعلن بنفسه في أوقات سابقة أنه يستعد للعودة النهائية للخرطوم، ولكن بعض التقديرات أبقت عليه بالقاهرة لم توضح الخارجية أسباب الإبقاء على عبد المحمود لمدة عام بالقاهرة كسفير، إلا أنها اكتفت بالقول إن قرار التمديد صادر من رئاسة الجمهورية.

في السياق، يقول المحلل السياسي والكاتب الصحافي أسامة عبد الماجد من الواضح جدًا أن هنالك عقبات اعترضت مباشرة ياسر خضر مهامه بالقاهرة رغم إعلان مصر عن قبولها أوراق اعتماده، ولكن يبدو أن مصر لديها رأي واضح في ياسر خضر رُفض إعلانه بصورة صريحة حتى لا تسوّد صحائف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وأضاف عبد الماجد (للصيحة) ربما نقلت القاهرة للخرطوم خلف الكواليس أن بعض الجهات ربما لا تتعامل مع ياسر خضر، ومضى بالقول إن الخرطوم تعاملت بذكاء مع الخطوة المصرية، وأعلنت التمديد لعبد المحمود عبد الحليم.

ويضيف أسامة عبد الماجد سبباً آخر يرى أنه ربما ساهم في تحفظ القاهرة على ياسر خضر وهو الإنجازات والأداء المميز الذي قدمه ياسر خضر إبان توليه أمر سفارة السودان بالدوحة مما أثار حفيظة مصر في الوقت الحالي .

فلاش باك

بالنسبة للسفيرين ومحطاتهما في العمل الدبلوماسي نجد أن السفير عبد المحمود قبل مجيئه إلى محطة القاهرة عمل في عدة محطات خارجية، أبرزها أديس أبابا والهند ومبعوث دائم للسودان بالأمم المتحدة، ويعد من أبرز السفراء القدامى بوزارة الخارجية، بالمقابل عمل فقد عمل السفير ياسر خضر في عدة محطات خارجية مثل الإسكندرية كقنصل وسفير بالدوحة ومحطات أخرى .

الخرطوم: عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة.

Exit mobile version