أجرى مسؤول أممي رفيع مباحثات في الخرطوم ودارفور حول الدعم اللوجستي الذي ستقدمه حكومة السودان لبعثة حفظ السلام بدارفور “يوناميد” لسحب معداتها وآلياتها من إقليم دارفور.
ووصل وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للدعم الميداني أتول خير، الإثنين، إلى الفاشر عاصمة شمال دارفور، حيث التقى الوالي الشريف محمد عباد بحضور رئيس بعثة يوناميد، جيريمايا مامابولو، وفي وقت لاحق من ذات اليوم التقى وزير الدولة بوزارة الدفاع بالخرطوم.
وأتول خير هندي الجنسية ينتظر أن يبحث مع المسؤولين السودانيين بحكم صفته في الأمم المتحدة عمليات جرد المعدات والآليات الموجودة السودان في اطار خطط إنسحاب يوناميد.
وطلب المسؤول الأممي من السلطات الحكومية في شمال دارفور “غرب” تسهيل عملية نقل وترحيل معدات البعثة من الولاية الى ميناء بورتسودان “شرق”.
وبدأت “يوناميد” المرحلة الثانية من خطة تقليص قواتها بعد أن أكملت منذ سبتمبر الماضي الانسحاب من 11 موقعا في دارفور على أن يكون مركز عمل البعثة في “قولو” إنفاذا لقرار مجلس الأمن في يونيو 2017 بخفض المكون العسكري والشرطي للبعثة.
وبحسب تصريح صحفي للمتحدث باسم الجيش العميد أحمد خليفة الشامي فإن وزير الدولة بوزارة الدفاع الفريق أول علي محمد سالم ثمن لدى لقائه المسؤول الأممي جهود الأمم المتحدة لإحلال السلام في السودان وجهود يوناميد بدارفور وقوات اليونسفا في أبيي.
جاء ذلك لدى استقباله بمكتبه وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للدعم الميداني والوفد المرافق له بحضور قائد قوات “يوناميد” وقائد قوات “يونسفا”.
وأكد سالم أن “الأوضاع في دارفور تشهد حالة من الاستقرار والتحسن المستمر في ظل النجاحات التي حققتها حملة جمع السلاح، وقال إن المجتمع بدأ يتعافى من آثار الحرب، وهنالك مجموعات كبيرة من حملة السلاح في طريقها الى السلام”.
وأكد استعداد الحكومة لتقديم كل الدعم والمساعدة المطلوبة وحرصها على تنفيذ التزاماتها ضمن خطة تخفيض اليوناميد.
من جانبه عبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة عن تقديرهم لجهود السودان واهتمامه بقضايا تحقيق الأمن والسلام في مناطق النزاعات المسلحة داخل السودان وفي دول الإقليم.
وأشار الى تطلع الأمم المتحدة الى تعاون الحكومة السودانية في تقديم المساعدات والعون اللوجستي لتمكين بعثة يوناميد من تنفيذ خطة تخفيض المكون العسكري للبعثة وإكمال المؤسسات المدنية في أبيي.
وفي الفاشر اطلع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للدعم الميداني لدى لقائه والي ولاية شمال دارفور الشريف محمد عُبَّاد سموح على مجمل الأوضاع الأمنية والإنسانية والجهود التي تبذلها الحكومة من أجل بسط السلام بالولاية.
ودعا الوالي في التنوير الذي قدمه للوفد الأممي بعثة يوناميد فيما تبقى لها من فترة الى المشاركة في دعم مشروعات التنمية والبنى التحتية، ودعم المجالات الخدمية وبرامج العودة الطوعية والدعم اللوجستي للأعمال المدنية.
وناشد والي شمال دارفور شركاء سلام دارفور بضرورة الإيفاء بالتزاماتهم تجاه برامج ومشروعات استراتيجية وتنمية دارفور.
من جانبه استعرض المسؤول الأممي محاور التفويض الجديد لبعثة يوناميد في مرحلة الانتقال من الطوارئ والتي سيتبعها تخفيض عدد القوات العسكرية للبعثة وتخفيض الموظفين المدنيين والمحليين والعاملين.
وقال إن كافة مباني بعثة (يوناميد) ستؤول للأغراض الاجتماعية والعلمية عقب انسحاب البعثة من دارفور، داعيا الحكومة الى تسهيل عملية نقل وترحيل معدات البعثة من الولاية الى بورتسودان.
ونشرت قوات “يوناميد” مطلع العام 2008 في إقليم دارفور الذي يشهد نزاعا بين الجيش السوداني والمتمردين منذ عام 2003، وتعد ثاني أكبر بعثة حفظ سلام حول العالم، بعد البعثة الأممية في الكونغو الديمقراطية.
سودان تربيون.