الأمر أكبر .. فهل تعقلون ؟!
لا أدري ما هي رؤية الحكومة لمعالجة الأزمة الاقتصادية المستفحلة يوماً بعد يوم ، وهل لديها معالجات محددة يجري تنفيذها ، أم أنها تنتظر السماء لتمطر دولاراً ويورو ، مثلما تمطر ماءً هذه الأيام الخريفية ؟!
الحال الاقتصادي ظاهر للعيان وهو مائل كل الميل ، والقطاع المسؤول عنه في الدولة قد أعلن صراحة قبل أسابيع قليلة عجزه التام على رؤوس الأشهاد ، ومن داخل البرلمان ، عندما قال وزير المالية إنهم لم يتركوا كذاباً لم يطرقوا بابه سعياً وراء التمويل والقروض .
إذن يتوجب على الدولة أن تبحث عن أسباب هذا التراجع الاقتصادي ، خاصةً في سعر صرف النقد الأجنبي ، وهل هو تدهور (مصنوع) في (غرفة أجنبية) بالخارج ، أم أنه أمر طبيعي وأسبابه داخلية بحتة متعلقة بجهات ومؤسسات تستهلك دولار السوق شهرياً وباستمرار لأغراض معلومة ؟!
إذا عُرف السبب بطل العجب ، و ما دمنا متعجبين وفي غاية الدهشة ، كما أنه واضح أن حكومتنا حائرة مثلنا ، فهذا يعني أن السبب لم يُعرف بعد !!
كل القضايا السياسية التي تشغل بال الدولة غير مهمة الآن ولا قيمة لها ، كأهمية المشكل الاقتصادي المعقد .
نحتاج جميعاً .. قطاع عام وخاص .. وأجهزة سياسية وأمنية وإعلامية أن نعمل فوق طاقتنا لانتشال بلادنا من هذه الوهدة .. سريعاً وسريعاً جداً .
فكلما تأخرنا في المعالجات ، تعقدت الأزمة ، وصعب حلها ، وضربت مضاعفاتها قطاعات واسعة من الشعب .
انتبهوا .. أيها السادة ، فالأمر ليس كما تبسطون .
الهندي عزالدين
المجهر