تفاصيل اللقاء المغلق للرئيس المصري بالاعلاميين والسياسيين في الخرطوم

يبدو ان المراسم الرئاسية السودانية قد اتفقت مع مراسم الدولة المصرية على تولي اجراءات دخول المدعويين لحضور التنوير المقدم من قبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بقاعة فندق كورنثيا بالرغم من تقديم الدعوات للحضور من قبل مراسم السودان ، اذ ان المصريين اشرفوا بانفسهم على الدخول والتفتيش الذي كان دقيقا للغاية ومنع دخول الهواتف الجوالة فيما كان التدقيق في الاسماء بواسطة كشف بطرف مسؤول امني مصري منع بموجبه دخول اي شخص ليس ضمن القائمة التي بطرفه الامر الذي اثار استغراب الكثيرين الا ان هذا الاستغراب لم يلبث ان يزول بعد بين مسؤول سوداني لمن تساءلوا عن ذلك من الاعلاميين ان مثل هذه الاشياء يتم فيها الاتفاق المسبق بان تتولى الدولة المضيفة هذه الاجراءات او يتولاها فريق الضيف

:: حظ الصحافة ::
بعض القنوات الفضائية كانت تتوقع ان يكون البرنامج مؤتمرا صحفيا وارسلت فرق التصوير تبعها بناء على الدعوات التي وصلت مدراء مكاتبها بالخرطوم ولكن فوجيء الجميع بان الموضوع عبارة عن تنوير من الرئيس السيسي لقادة السياسة والاعلام في السودان ولم يسمح لاي قناة بالتصوير ماعدا الوفد الاعلامي التابع لرئاسة الجمهورية المصرية ، ولكن يبدو ان الصحف هي التي حظيت بالنصيبب الكبير في التغطية حيث لم يمنع الرصد الكتابي لما قاله رئيس مصر ، والذي وان ركز على الجوانب الاقتصادية والسياسية في العلاقة بين الدولتين الا انه اعطى الاعلام النصيب الاكبر من التركيز وحث الاعلاميين هنا وهناك على دعم وتبني مايدعم العلاقات الثنائية والخير للخرطوم والقاهرة

:: اول زيارة بعد الانتخابات ::
الرئيس المصري المشير عبدالفتاح السيسي والذي اتى معه وفد كبير غطى ثلث المقاعد المخصصة في القاعة للتنوير وضع له مقعد واحد في المنصة والى جواره العلم المصري وتم تقديمه بواسطة وزير الاعلام د احمد بلال عثمان ، وبمثل ما اختصر بلال تقديمه كان حديث السيسي في المقدمة غير مطول ودخل في الحديث المباشر بقوله ان هذه الزيارة بمثابة اول رحلة خارجية له بعد نتائج الانتخابات التي فاز فيها بدورة رئاسية جديدة ، مؤكدا على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين وقال هذه اول مرة التقي فيها باشقائي في السودان واقدم لكم نفسي ، وتابع نحن في مصر لدينا مباديء ثابتة هي عدم التدخل في شئون الاخرين او التامر عليهم ، ولن نتامر على دولة من الدول ، وثقتنا في ان الذي يبني ويعمر يد الله معه ، واكد مرة اخرى على العلاقة القوية وتابع سننطلق في شراكة استراتيجية ولدينا فرصة

:: صراحة الرئيس ::
السيسي كان صريحا وهو يتحدث امام الاعلاميين والسياسيين حيث قال ان اوضاع بلاده مشابهة للاوضاع في السودان ، ونعاني من مشاكل في التعليم والصحة ، ولكن لدينا فرصة في كل المجالات اذا صدقت نوايانا وافعالنا فاننا نستطيع ان نحقق الكثير لشعوبنا ، مخاطبا اهل الاعلام في القطرين بقوله :من فضلكم غذوا السلام والنماء وكونوا منبر لتحسين العلاقة ، لافتا الانتباه الى مايتم بين البلدين في الربط الكهربائي الذي قال انه يمضي واسترسل مصر حريصة على العلاقة مع السودان ونحن منفتحين جدا ، ونبه الى ماتم من انجازات ببلاده في مجال الاقتصاد عازيا النجاح في ذلك الى ما اسماه صبر الشعب المصري وتفهمهم للموضوع وذكر ان شعبه تحمل زيادة في اسعار السلع 3 مرات في شهر واحد ، وقال مصر قبل 3 سنوات كانت داخلة في عملية افلاس الى ان تمت المعالجة

:: منعة البلدين ::
نجاح التجربة المصرية في الاصلاح الاقتصادي دفعت الرئيس عبدالفتاح للقول هذه تجربتنا وعلى الكثير من دولنا التحرك في هذا المسار ، مستدركا بقوله لاستستطيع حكومة اجراء اصلاح اقتصادي الا اذا تفهم الشعب الخطوة ، مشيرا الى ان مصر بصدد افتتاح من 14 الى 16 مدينة جديدة بجانب مجموعة من محطات التوليد الكهربائي ، وقال اوردت هذه الامثلة للتاكيد بان بلداننا رغم ظروفها الصعبة تستطيع ان تعمل وتنجز ، وزاد “انا اتحدث معكم كانني واحد منكم يا لسودانيين ” لابد ان تكون مصلحة السودان فوق كل المصالح لديكم وكذلك ان تكون مصلحة مصر بالنسبة للمصريين فوق كل المصالح ، معبرا عن سعادته بوجوده وسط من وصفهم باهله في السودان وقال “جايين ودائما ايدينا ممدودة لكم بكل الحب والخير ومنعة مصر والسودان معا

:: اتفاق رئاسي ::
الرئيس المصري اقر بوجود مشكلات ولكنه قال ان لم نضعها جانبا لن نتحرك خطوة ، ومضى بقوله عيننا على الهدف الاسمى استمرار العلاقة الاستراتيجية وبعد ذلك اي مشكلة يمكن التعاطي معها ، مكررا قوله بان ايدي مصر ممدودة للسودان وتساءل ” نحن نستورد لحوم من دول تبعد الاف الكيلومترات واخوي جنبي ويعني السودان ” وقال معا نستطيع ان نساعد بعضنا ونحقق امال شعوبنا واهلنا الذين ينظرون لنا ، كاشفا عن اتفاقه مع رئيس الجمهورية المشير البشير على تحرك اللجنة المشتركة في موضوعات محددة باهداف واجال معينة ضمن خارطة طريق واضحة واختتم قائلا ينعود في اكتوبر للوقوف على الانجازات ، ختام انهي به حديثه في المنصة ولم ينهي به تواجده في القاعة اذ حرص على مصافحة كل الحضور وقبل ان يغادر حرص ان يسال ” من تبقى ولم اسلم عليه ”

لؤي عبدالرحمن
اخرلحظة

Exit mobile version