جونسون لتيريزا ماي: الوقت لم يفت لإنقاذ “البريكست”

في أول كلمة له في مجلس العموم البريطاني بعد استقالته من منصبه كوزير للخارجية انتقد بوريس جونسون خطة رئيسة الوزراء تيريزا ماي بشأن الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وحثها على تغيير المسار مؤكدا أن “الوقت لم يفت لإنقاذ “بريكست”.

وترك جونسون الذي كان على رأس الدبلوماسية البريطانية على مدى عامين منصبه لعدم توافقه مع رؤية ماي حول استراتيجيتها الشاملة والتي بسببها قدم ديفيد ديفيس المكلف بمفاوضات الخروج استقالته من الحكومة.

لكن وبالرغم من كل هذه المصاعب التي واجهت تيريزا ماي استطاعت أن تقنع البرلمان الموافقة على خطتها بعد أن أجبرت على تعديلها من أنصار الانسحاب من التكتل في حزبها المحافظ، مما أبقى استراتيجيتها الشاملة لمغادرة الاتحاد الأوروبي على المسار.

ولعل فارق عدد الأصوات القليل من ثلاثة إلى سبعة يعكس الانقسامات العميقة من طرفي جدال بريكست.

يأتي هذا التصويت بعد أيام من فرض غرامة على الحملة الرسمية المؤيدة للخروج من الاتحاد في الاستفتاء لخرقها سقف الإنفاق القانوني المحدد ب7 ملايين جنيه استرليني بنحو 500 ألف جنيه.

تقارير عدة تفيد بتدخل روسيا في استفتاء بريكست إذ استغلت بيانات الملايين من فيسبوك جمعتها شركة كمبريدج انلاتيكا التي تعمل في مجال جمع البيانات وتحليلها من أجل التأثير على آرائهم قبيل التصويت في استفتاء الخروج من الاتحاد.

فيسبوك وحسابات وهمية
هذا وتقول الناشطة كاثي غريميني “هناك مزاعم بالتدخل في الاستفتاء سواء باستخدام فيسبوك أو حسابات وهمية، وعليه يجب التحقيق في تأثير روسيا على نتيجة الاستفتاء”.

من جهة أخرى فتحت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة تحقيقا في مزاعم وجود صلات بين روسيا ورجل الأعمال البريطاني أرون بانكس أكبر متبرع للحملة المؤدية للانفصال، وسبق مثوله أمام لجنة برلمانية واعترف باجتماعه مع مسؤولين من السفارة الروسية حول صفقات تجارية.

وهو محط اهتمام مع نايجل فاراج عضو البرلمان الأوروبي وأعضاء آخرين في الحملة إذا ما كانوا بمثابة الجسر الرابط بين موسكو وحملة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

تغريدات من روبوتات روسية
التدخل الروسي كما يقول محللون وسياسيون لم يقتصر على البريكست بل امتد ليشمل الانتخابات البرلمانية في الصيف الماضي لدعم حزب العمال المعارض والذي نفى علمه بالأمر، وكان عبر نشر روسيا تغريدات مؤيدة للزعيم اليساري جريمي كوربن وأخرى منتقدة لحزب المحافظين، جميعها كانت من حسابات تدار آليا عبر روبوتات روسية.

ويقول النائب العمالي المخضرم فرانك فيلد المعروف بتأييده الكامل لانفصال بريطانيا عن الكتلة الأوروبية بأنه يجب التحقيق في الأمور التي يجب التحقيق فيها من دون خوف أو محاباة، مضيفا ضرورة عدم استخدام مفردات خاطئة خلال هذه التحقيقات حول ما يجري.

ومما زاد من توتر العلاقات بين بريطانيا وروسيا، عملية تسميم عائلة الجاسوس الروسي سكريبال ووفاة بريطانية وإصابة بريطاني آخر بغاز الأعصاب “نوفيتشوك” تقول لندن إن موسكو متورطة فيها، هذا فضلا عن الاتهامات بتدخل روسيا في العملية السياسية في بريطانيا.

العربية

Exit mobile version