لا تتناول أي دواء دون استشارة الطبيب؛ فقد دفعت فتاة فرنسية حياتها ثمناً لتناول “حبوب الباراسيتامول” الدوائية، التي امتصتها كعلاج ذاتي على مدى عدة أيام؛ وهو ما كشف عنه التحقيق في اتهام عامل هاتف الطوارئ بإهمال نداءات الاستغاثة وطلبها للنجدة.
وحسب وكالة “فرانس برس”، تم الكشف عن أسباب وفاة شابة فرنسية (22 عاماً) من قِبَل المدعية العامة في مدينة ستراسبورج المسؤولة عن القضية “يولاند رينزي”، التي برّأت عامل الهاتف، وقالت في بيان لها: “إن الوفاة حصلت نتيجة تسمم الفتاة بدواء الباراسيتامول الذي امتصته كعلاج ذاتي على مدى عدة أيام دون استشارة الطبيب”.
وقالت المدعية العامة: إن “تسمم الفتاة بالباراسيتامول أدى إلى تدمير خلايا كبدها وإلى فشل جميع أعضائها مما عجل بموتها بسرعة”.
الإفراط في تناول الباراسيتامول
عند الإفراط في تناول الباراسيتامول بدون ضوابط؛ تستنفد مقدرة الكبد على استكمال عمليات التنقية وطرح السموم من الجسم؛ لذا يحدث التهاب في الكبد يكون مداهماً وقاتلاً.
لا يجوز إطلاقاً أن يصل استهلاك البالغين لدواء الباراسيتامول في اليوم لأكثر من 4 جرامات. إن لم يحترم البالغون هذه القاعدة سيكون مفعول الباراسيتامول ساماً للكبد.
مسكن الألم
من بين جميع مسكنات الألم، يعتبر الباراسيتامول هو المعيار الرئيسي لعلاج الصداع والتهاب الحلق أو الحمى أثناء نزلة البرد؛ لأن آثاره السلبية تبقى أقل ضرراً من بقية مسكنات الألم الأخرى.
يتواجد الباراسيتامول تحت أسماء أدوية كثيرة من قبيل Doliprane أو Efferalgan أو Dafalgan. وهو مسكن للآلام بدون وصفة طبية؛ لكنه الأكثر انتشاراً على نطاق واسع في العالم، ويُشترى في الولايات المتحدة الأمريكية من المحلات التجارية الكبرى مباشرة دون المرور بالصيدليات.
الجرعة الزائدة
وعلى الرغم من أن من النادر جداً أن يسبب هذا الدواء تأثيرات غير مرغوبة عند استخدامه بشكل صحيح؛ فإن الجرعة الزائدة من الباراسيتامول تُعَرّض الإنسان لاضطرابات خطيرة؛ علماً بأن الباراسيتامول يحتل المرتبة الثانية على صعيد مكالمات طلب الاستغاثة من مركز مكافحة السموم في باريس؛ وذلك خلف المرتبة الأولى التي يحتلها دواء bromazépam المزيل للقلق.
تسمم في 24 ساعة
يحدث التسمم بالباراسيتامول في غضون 24 ساعة بعد تناوله بكميات عالية. من بين المؤشرات الدالة على تسمم الكبد، نذكر الغثيان والقيء والتعرق والخمول. إذا ظهرت آلام على الجانب الأيمن من البطن؛ فهذا دليل على أن الكبد بدأ يتأثر بالمفعول السام للباراسيتامول.
يمكن أن يتدمر الكبد تدريجياً في غضون 3 إلى 4 أيام، وهذا يؤدي إلى قصور حادّ في الكبد ونزيف، ووذمة دماغية، واعتلال دماغي (التهاب خطير في الدماغ)؛ مما قد يؤدي إلى الوفاة في غياب عملية زراعة الكبد.
الإنقاذ
قبل الوصول إلى هذه المرحلة، من الممكن منع المضاعفات عن طريق إعطاء الفحم المنشط في غضون ساعة واحدة من الجرعة الزائدة بالدخول إلى المستشفى بحالة طارئة؛ لكن يظل العلاج القياسي هو Acétylcystéine الذي له تأثير أمثل عندما يتم إعطاؤه في غضون 8 إلى 10 ساعات، بعد تناول الجرعة العالية من الباراسيتامول.
صحيفة سبق