ليس غريباً على الدكتور ” أمين حسن عمر ” أن يتزعم مقترح بعض المخربين و(الهمباتة) بالاستيلاء على شركات الصحف الخاصة والمستقلة التي تصدر حالياً في السودان ، وتحويلها إلى شركات (مساهمة عامة) بموجب التعديلات الكارثية المقدمة بين يدي البرلمان .
فالسيد ” أمين ” لا يعجبه أن ينجح غيره في شركات (خاصة) ، بينما فشل هو لسنوات و سنوات في إدارة شركات المساهمة العامة التي يعمل الآن بدافع الغيرة و التخريب لإعادتها باستغلال ما تبقى له من نفوذ في دولة (الإنقاذ) بنسختها الأخيرة !!
مارس ” أمين ” من قبل هوايته في (الدمج و التقسيم) في الإذاعة و التلفزيون ، تارة يدمجهما في هيئة عامة وتارة في هيئة قومية ، ثم يحلو له بعد سنوات فصلهما إلى هيئتين قوميتين ، ثم ما يلبث أن يقود فكرة الدمج لتعود هيئة عامة للإذاعة والتلفزيون ، كما هو حالها المائل الآن !!
فعل ” أمين ” ما شاء الله له أن يفعل في إعلام (الإنقاذ) ..صحافة وإذاعة وتلفزيون .. في كل نسخه القديمة والبالية ، وما يزال متحفزاً ، لا تفتر له عزيمة ، ولا تلين له قناة ، ولا تضعف همته عن حمل معاول الهدم والتكسير !!
وفي كل تجاربه السابقة الفاشلة في إدارة إعلام الدولة من صحف المساهمة العامة الكاسدة التي أنفقت عليها الدولة المليارات وبنت لها المكاتب واشترت لها المطابع، التي بيعت لاحقاً حديداً (خردة)، بينما لا تزال مطابع الأفراد تعمل حتى اليوم ، وإلى فترة عمله مستشاراً صحفياً لرئيس الجمهورية ومديراً لهيئات الإذاعة والتلفزيون ، لا نعرف إنجازاً واحداً يرى بالعين لهذا (المنظراتي) والفيلسوف العظيم .
وقد ظلت قيادة الدولة والأجهزة التابعة لها تعمل بما يشير به ” أمين ” كمرجعية أساسية في كل مشروعات الفشل الإعلامي ، طيلة العقود الثلاثة الماضية .
واليوم .. ومن داخل اجتماع مجلس الصحافة و المطبوعات يتوعدنا “أمين ” ومن شابهه بإجازة تعديلات قانون الصحافة الرديئة ، واعتماد حصرية إصدار الصحف على شركات المساهمة العامة دون غيرها من الشركات الخاصة والأحزاب و المؤسسات ، مخالفاً ما نص عليه دستور (نيفاشا) الصادر في العام 2005 ، و قد كان هو أحد أعضاء طاقم مفاوضات تلك الاتفاقية الكارثية التي أفضت إلى تقسيم السودان الكبير إلى دولتين في العام 2011م .
يتوعدنا عراب الإعلام الفاشل بالويل والثبور و عظائم الأمور ، بتمرير ما يرى من تعديلات خرقاء عبر منصة البرلمان ، وكأنه يضع كل (النواب) من المؤتمر الوطني وغيره من الأحزاب في جيب بنطلونه الخلفي !!
ونحن نتوعده هو ومن معه، بحرب لا هوادة فيها ، نخرج فيها من تحت الأرض أثقالها ، فماذا نخشى وهؤلاء (الهمباتة الجدد) يريدون أن يصادروا ملكنا و حصاد كدنا وعرقنا .. صحفنا التي لم تهبنا لها الحكومة ولم يدعمنا فيها حزب حاكم ولا معارض ، فقط ليحقق ” أمين ” آخر هواياته في (الفك) و (التركيب) !!
افعل ما شئت في أملاك الحكومة السائبة .. ولكن هيهات .. هيهات أن تفعل في غيرها.
الهندي عزالدين
المجهر