100 يوم من حكم أبي أحمد .. إثيوبيا على الطريق الصحيح

ينهي رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، اليوم الثلاثاء، أول 100 يوم له في رئاسة الوزراء، منذ توليه المنصب في الثاني من أبريل/نيسان الماضي.

وشهدت هذه الفترة تغيرات وتحولات مذهلة أعادتها إلى الطريق الصحيح، بعد 3 سنوات من عهد سلفه هيلي ماريام ديسالين، (2012-2018)، التي مرت فيها إثيوبيا باضطرابات اجتاحت عدة أقاليم مطالبة بأجواء من الحرية وتحسين المستوى المعيشي.
تغيرات في خارطة إثيوبيا السياسية

قرارات غيرت الخارطة السياسية الإثيوبية في الداخل والخارج، وتحديات تمثلت في النزاعات القبلية في عدد من أقاليم البلاد، والتي سرعان ما تم احتواؤها، هذا كان المشهد في المائة يوم الأولى لـ”أبي أحمد”، في رئاسة الوزراء.

“أبي أحمد” بدا مختلفا عمن سبقوه من رؤساء وزراء إثيوبيا عقب أداء اليمين، حيث تعهد بـ”إتاحة الحريات والممارسة السياسية أمام أحزاب المعارضة ومواطني المهجر، ومحاربة الفساد، وتطوير الاقتصاد”، مشدّدا على “ضرورة معالجة التباينات الداخلية عبر الحوار”.

تلك الخطوات لاقت ترحيبا وقبولا منقطع النظير لرئيس وزراء شاب في بلد يصعب حكمه لتركيبته الإثنية المتنوعة.
قرارات ثورية

وضمن القرارات التي أقل أن توصف بـ”الثورية” حيث لم يجرؤ أي رؤساء الوزراء الإثيوبيين على اتخاذها، أسهمت في إعادة تشكيل الخارطة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وشملت: إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين من السجون المختلفة، وتعزيز ثقافة المصالحة والوحدة، كما ظلت عبارات العفو تلازمه في كل خطاباته عززت وزادت من شعبيته.

كما اجتمع مع مسؤولين من جماعات المعارضة والمجتمع المدني في أحدث مؤشر على رغبته في دفع الإصلاحات السياسية التي أعلنها في أعقاب احتجاجات.

زيارات داخلية

وأجرى أبي أحمد زيارات لعدد من أقاليم البلاد منها إقليم الصومال الإثيوبي، تجراي، وأمهرا، وبني شنقول، وشعوب جنوب إثيوبيا غامبيلا، وعفار وتركزت الزيارات على الاستماع لمطالب شعوب هذه الأقاليم والصراعات القبلية التي تنشب بين الحين والآخر واستطاع أن يحظى بدعم قوي من جميع الأقاليم الإثيوبية.
زيارات خارجية

وفي 29 أبريل/ نيسان الماضي، أجرى رئيس الوزراء الإثيوبي أولى زياراته الخارجية، حيث زار دولة جيبوتي وبحث مع الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي، القضايا الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين”.

وفي 2 مايو، زار أبي أحمد، السودان والتقى الرئيس البشير وبحث القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية واتفقنا على التكامل الاقتصادي لربط الخرطوم وأديس أبابا بالطرق البرية، والسكك الحديدية، وتوسيع التبادل التجاري وأعفى البشير عن جميع سجناء الحق العام من الإثيوبيين في السودان.

أما الزيارة الثالثة لـ”أبي أحمد” كانت لدولة كينيا والتقى خلالها الرئيس الكيني، أوهورو كينياتا، وبحث معه قضايا إقليمية ودولية إضافة للتصدي لحركة “الشباب”.

وفي 18 مايو/ أيار الماضي، أجرى زيارته الرابعة، إلى المملكة العربية السعودية، حيث التقى خلالها بالأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، حيث اتفق الجانبان على تعزيز العلاقة بين البلدين في جميع المجالات وخاصة في تطوير المجال الزراعي والطاقة الكهربائية.

وفي 19 مايو/ أيار قام رئيس الوزراء الإثيوبي بزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، التقى خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبحث معه تعزيز التعاون بين البلدين.

وفي 23 من الشهر ذاته عاد إلى إثيوبيا، زعيم جبهة أورومو الديمقراطية المعارضة، لينشو ليتا، برفقة 4 من قيادات الجبهة، بعد عقدين من الزمن قضاهما في المنفى بين أوروبا وأمريكا.

وفي 26 من الشهر نفسه أصدرت إثيوبيا عفوا عن 756 سجينا بينهم القيادي المعارض نائب رئيس حركة “قنبوت سبات” أندرجاتشا سيجي كانوا متهمين في قضايا منها فساد وإرهاب وبينهم 18 امرأة.

في الـ5 من يونيو/ حزيران الماضي، ألغت إثيوبيا حالة الطوارئ، وصادق البرلمان الإثيوبي بالأغلبية على إلغاء حالة الطوارئ التي فرضتها الحكومة منذ فبراير 2018.

كما أعلنت إثيوبيا قبولها تنفيذ اتفاقية الجزائر لتنهي النزاع الحدودي مع إريتريا.
الاقتصاد الإثيوبي

وعلى الصعيد الاقتصادي، أعلنت إثيوبيا في 5 يونيو/ حزيران تحرير الاقتصاد الإثيوبي جزئيا، وتم بموجب هذا القرار خصخصة الشركات المملوكة للدولة، وطرحها قطاع الاتصالات والخطوط الجوية الإثيوبية والخطوط البحرية للقطاع الخاص، ليكون السهم الأكبر للحكومة.

وفي 6 يونيو/ حزيران استبدل أبي أحمد، رئيس هيئة أركان الجيش الإثيوبي ومدير جهاز الأمن والاستخبارات.

وفي 10 يونيو التقى، أبي أحمد، الرئيس المصري عبدالفتاح لسيسي بالقاهرة خلال زيارة رسمية لمصر استمرت يومين بحث خلالها تعزيز العلاقات الثنائية وملف سد النهضة وكانت من أنجح الزيارات التي حدث بها توافق بين الرئيس المصري ورئيس وزراء إثيوبيا على تبني رؤية مشتركة بين الدولتين قائمة على احترام حق كل منهما في تحقيق التنمية دون المساس بحقوق الطرف الآخر.

وفي 22 يونيو أيضاً ، أعلنت المعارضة الإثيوبية في إريتريا التخلي عن المقاومة المسلحة وتعليق أنشطتها العسكرية.

وفي 23 يونيو/ حزيران كذلك شهدت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا تفجيرا قُتل فيه شخصان وأصيب أكثر من 150 آخرين في حشد حضره رئيس الوزراء الإثيوبي.

[مظاهرة تأييد لأبي أحمد ]

أما في 26 من الشهر نفسه صل وفد إريتري رفيع المستوى لأديس أبابا، وعلى رأسه مستشار الرئيس للشؤون السياسية، يماني قبرآب، ووزير الخارجية عثمان صالح، وذلك بعد قطيعة استمرت لأكثر من 18 عاما، بين إريتريا وإثيوبيا، جراء الحرب الحدودية التي اندلعت في 1998، وانتهت في عام 2000.

وفي 30 يونيو أحال مجلس الوزراء الإثيوبي مسودة قانون للبرلمان الإثيوبي لإجازتها، تضمن إلغاء البرلمان إدراج حركات “قنوب سبات”، و”جبهة تحرير أورومو” من لائحة المجموعات الإرهابية.

وفي 2 يوليو/ تموز الجاري عادت إلى إثيوبيا، قيادات من “جبهة تحرير أورومو المتحدة” المعارضة، بعد قضاء نحو عقدين في المنفى بدول المهجر.

أما في 5 يوليو/ تموز فصادق البرلمان الإثيوبي على مشروع قانون حكومي لرفع حركات المعارضة الداخلية المسلحة من قائمة الإرهاب.

والأحد الماضي، وصل رئيس الوزراء الإثيوبي إلى أسمرا في أول زيارة منذ عقدين.

[أسياس أفورقي يستقبل أبي أحمد لدى وصوله إلى أسمرا]

وأمس الإثنين، أعلنت إثيوبيا وإريتريا انتهاء الحرب بينهما وبدء مرحلة السلام، ووقّع رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، والرئيس الإريتري أسياس أفورقي “إعلان سلام وصداقة” مشترك في العاصمة الإريترية أسمرا، ينهي الحرب بين الطرفين.

بوابة العين الاخبارية

Exit mobile version