تلقيت دعوة كريمة من سعادة العقيد شرطة الدكتور “حسن التجاني” للقاء يجمع أجهزة الشرطة والصحفيين، وجمع من أهل المتوفين الفادنية الذي جاءت رغبتهم بتقديم واجب الشكر لأجهزة الشرطة التي فكت طلاسم قتل أبنائهم في شقة بحري من قبل بعض الليبيين والسودانيين، حينما غدروا بالثلاثة وهم أبرياء لا يحملون إلا بعض الأموال التي اتفق على تحويلها إلى عُملة صعبة.
لقد وقعت الجريمة بأرض الخرطوم الهادئة الآمنة المطمئنة، ولكن طمع الدنيا وحُب المال أعمى عيون أولئك ولم يدركوا أن الله وهب لهذا الوطن أجهزة أمنية يمكنها أن تقبض على كل من تسول له نفسه الإفلات منها، فهذه الأجهزة ولما نالته من تدريب عالي جعلها قادرة على كل فالت من العقاب، فها هي الأجهزة الشرطية خلال (24) ساعة تمكنت من القبض على الجناة داخل مسرح الجريمة ولاحقت من حاول الهرب أو الإفلات منها، مما جعل أهل القتلى يبادلونها الوفاء بالوفاء فجاءوا زرافات ووحدانه إلى رئاسة شرطة الولاية شيبا وشبابا وكهولا، جاءوا يتسلحون بالإيمان وليس السواطير أو السكاكين أو المناشير الكهربائية التي حولوا بها الجثث إلى أشلاء وقاموا بتوزيعها على عدة مناطق لإخفاء جريمتهم النكراء، جاء هؤلاء الرجال ليعبروا عن شكرهم وتقديرهم لأفراد المدرسة والمؤسسة التي نالت أفضل التدريب للحفاظ على أمن وسلامة هذا الوطن، جاء الشيب والكهول كل يحمل الحُب والتقدير لرئاسة الشرطة وجنودها البواسل في مقر عملهم بولاية الخرطوم، وهذا وفاء ما بعده وفاء، أن تلتحم الجماهير مع منسوبي الشرطة الذين يحاولون توفير الأمن والأمان والاستقرار لها.
لقد استطاعت الأجهزة الشرطية خلال الفترة الماضية فك طلاسم كل الجرائم التي وقعت بولاية الخرطوم، ابتداءً من قتل أحد أبناء الفادنية عندما جرت محاولة تهريب ذهب بمطار الخرطوم، ثم مقتل زوجة رجل الأعمال وترزي المشاهير “مهدي الشريف” وسرقة مول الواحة وسرقة الذهب من أحد محال الذهب الكبرى بسعد قشرة وغيرها من الجرائم التي ارتكبت بالولاية الفترة الماضية، من حق أجهزة الشرطة أن تفرح بإنجازاتها ومن حقها أن تحتفل مع أسر الضحايا بمقرها ومن حق أبناء هذا الوطن الأبي أن يبادلها إحساناً بإحسان، والمولى عز وجل قال: (ولأن شكرتم لأزيدنكم)، وقيل: (من لا يشكر الله.. لا يشكر الناس)، لذا أن نشكر أجهزتنا الأمنية والشرطة التي تسهر الليالي لحمايتنا من أعداء الداخل والخارج.
إن جريمة شقة بحري واحدة من أفظع جرائم القتل التي لم يعتد عليها حتى أعتى مجرمينا، إنها جريمة نسجت خيوطها من الخارج أي أن منفذيها من الخارج، حاولوا أن يستغلوا طيبة أهل هذا الوطن البرئ والمتسامح، يريدون أن يزرعوا الرعب والخوف في نفوس المواطنين البسطاء الذين لا يعرفون الغدر ولا الخيانة، إن الأخوة العرب قلة منهم لم يحترموا المواثيق ولا العهود ولا الكرم الذي يقدمه لهم أهل السودان، لقد فتح السودان أبوابه لكل لاجئ أو هارب من وطنه ليجد الأمن والأمان فيه، ولكن هؤلاء وبطبيعتهم الإجرامية لم يعرفوا إلا الغدر والخيانة فاستغلوا براءة هؤلاء الأبرياء لينفذوا فيهم أبشع أنواع الجرائم ويا ليتهم اكتفوا بالسرقة أو القتل ولكن تعدوها إلى تقطيعهم وطمس هويتهم، ولكن إرادة المولى لن تتركهم ينفذوا بجلدهم، فالقي القبض عليهم في ساعات قليلة، ويجب أن ينفذ فيهم حكم الإعدام أمام ساحة يشهدها آلاف المواطنين.
شكراً لأجهزتنا الشرطية وشكراً لإدارة الإعلام وعلى رأسها العقيد “حسن التجاني” الذي وفر لنا هذا اللقاء وشكراً لأهلنا الفادنية الذين قدموا الشكر والعرفان لمن وقف على أمننا وسلامتنا.
صلاح حبيب – لنا رأي
صحيفة المجهر السياسي