مع بدء الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، بدأت شكاوى الشركات المتضررة من الجانبين تتوالى تباعا نظرا لارتفاع تكلفة منتوجاتها بعد الرفع من الرسوم الجمركية المطبقة على الواردات.
وفي مقدمة هؤلاء المتضررين أحد كبار مصدري اللحوم في كاليفورنيا الذي تكدست بضاعته من شرائح اللحم في شانغهاي الصينية.
وتمكنت فقط ثلاث حاويات تحمل منتجات اللحم المجمدة من العبور حيث كانت قد وصلت قبيل الجمعة تاريخ تنفيذ قرار رفع الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية، والذي يصل في مثل هذه الحالة إلى 75 ألف دولار أميركي عن كل حاوية.
وقال المدير العام للواردات جونغ بينغ “ليس لدينا خيار، يجب علينا أن ندفع الثمن”، مضيفا أن الواقع الجديد يفرض تخفيض المشتريات من المزارع الأميركية.
وبدأت الولايات المتحدة الجمعة تطبيق رسوم جمركية بنسبة 25% على ما قيمته 34 مليار دولار من السلع الصينية، وردت الصين بفرض رسوم مماثلة سيتضرر منها بالخصوص قطاع اللحوم وصناعة السيارات والخمور، وهو ما اعتبر الفصل الأول في حرب تجارية قد يتسع نطاقها.
مواجهة المنافسة
ففي قطاع السيارات، على سبيل المثال، سترتفع الرسوم الجمركية على سيارات فورد موتر وشركة تيسلا (Tesla)، وهو ما سيؤثر على حصتيهما في السوق.
وكانت الشركتان قد أعلنتا مؤخرا خفضا في الأسعار خصوصا على بعض الأنواع والموديلات لمواجهة المنافسة الشرسة مع الشركات الصينية.
وستعرف تلك الأنواع نفسها –خصوصا- المصنوعة في الولايات المتحدة ارتفاعا في الضريبة سيصل إلى 40% بعد أن دخلت التعريفة الجمركية الجديدة حيز التنفيذ.
وسيؤثر القرار أيضا على شركات أوروبية مثل “بي أم دبليو” و”دايملر” اللتين تصدران للصين سيارات فخمة مصنعة في الولايات المتحدة الأميركية.
ونتيجة للرسوم المطبقة، رفعت شركة تيسلا ثمن بيع موديل “أس” و”أكس”، في المقابل قالت فورد إنها ستحجم مؤقتا عن رفع سعر البيع على سيارات فورد ولينكولن المصدرة إلى الصين.
أما شركة “بي أم دبيلو”-فرع الصين فقد صرحت بأنه لا يمكنها أن تتحمل الزيادة العالية في الرسوم الجمركية، وأنها تدرس حاليا زيادة مناسبة على أسعار سياراتها المطروحة للبيع في السوق الصينية.
تجاوز العقوبات
وتعليقا على الموضوع، قال جاكوب باركر نائب رئيس عمليات الصين في مجلس رجال الأعمال الصيني الأميركي إن “الشركات تكره حالة عدم اليقين، إن كان لديك شك فأنت لا تستثمر، والشركات لا تعرف كيف ستتطور الأمور أو كيف ستنتهي”.
العملاق الصيني لصناعة الملابس هامب فورتيكس (Hemp Fortex) لم ينتظر طويلا، إذ أعلن أنه سينقل جزءا من مصانعه إلى خارج الصين لتجاوز العقوبات الأميركية خصوصا وأن نصف مداخيله تأتي من السوق الأميركية.
وضمن هذا السياق، رأى دينغ هونغ لايانغ -وهو مستمثر صيني- أنه لا يمكن تعويض السوق الأميركية بأي سوق آخر في العالم بالنظر إلى إمكانياته الضخمة. مع ذلك أوضح أن من بين الحلول المقترحة الرفع من الصادرات الموجهة إلى أسواق جنوبي شرقي آسيا.
ويسود القلق الأسواق المالية العالمية ولدى الشركات بشأن هذه الحرب التجارية التي قد تمتد نيرانها إلى الجميع.
وقد هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات تصعيدية وفرض رسوم جمركية أخرى على ما قيمته 400 مليار دولار من السلع الصينية.
المصدر : الجزيرة