صعّدت منصة التدوين المصغرة #تويتر مؤخراً بشكل حاد من معركتها ضد الحسابات المزيفة والمشبوهة.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن المنصة قامت بتعليق أكثر من مليون حساب في اليوم خلال الأشهر الأخيرة، مما يعتبر تحولا كبيرا للحد من تدفق المعلومات المضللة على المنصة. وازداد معدل تعليق الحسابات، وهو ما أكدته المنصة للصحيفة، بمعدل الضعف منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول، عندما كشفت الشركة تحت ضغط من الكونغرس الأميركي كيف استخدمت روسيا الحسابات المزيفة للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
ووفقاً للبيانات، فقد علقت منصة تويتر أكثر من 70 مليون حساب في شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران، واستمرت الوتيرة في شهر يوليو/تموز، وقد تؤدي عمليات الإزالة المكثفة للحسابات غير المرغوب فيها إلى انخفاض في أعداد المستخدمين الشهرية في الربع الثاني من العام الحالي، والذي انتهى الأسبوع الماضي.
وتعد حملة تويتر المتنامية ضد روبوتات الدردشة الكتابية والحسابات غير المرغوب فيها، بالرغم من المخاطر التي قد يتعرض لها نمو مستخدمي الشركة، جزء من رد المنصة على التداعيات المستمرة للتدخل الروسي المضلل خلال الحملة الرئاسية الأميركية لعام 2016، واستخدام عدد من منصات التواصل الاجتماعية الأبرز لخداع الناخبين على نطاق واسع وزيادة التوترات الاجتماعية والسياسية.
وتعتبر حملة إيقاف الحسابات غير المسبوقة بمثابة جزء من تحركات الشركة الأخيرة للحد من تأثير الأشخاص المتهمين بإساءة استخدام المنصة.
وأوضحت ديل هارفي نائبة الرئيس لشؤون التوثيق والسلامة في “تويتر” أن الشركة تعمل على الموازنة ما بين تشجيع الخطاب العام والحفاظ على السلامة، وأضافت أن “تويتر” تمكن في الآونة الأخيرة من تكريس الموارد وتطوير القدرات الفنية لاستهداف السلوكيات الضارة.
وتثير عمليات التعليق المتزايدة للحسابات تساؤلات حول أن أقل من 5% من المستخدمين النشطين مزيفون أو متورطون في “البريد المزعج”، وأن أقل من 8.5% يستخدمون أدوات الأتمتة التي تميز الحسابات على أنها برامج تتبع.
وقالت هارفي إن الحملة لم تؤثر بشكل كبير على عدد المستخدمين النشطين شهرياً، والذين بلغ عددهم في نهاية الربع الأول 336 مليون مستخدم نشط، وذلك لأن العديد من الحسابات المستهدفة لم تكن تغرد بانتظام، لكن التحرك القوي ضد الحسابات المشبوهة ساعد المنصة على حماية المستخدمين بشكل أفضل.
وتعرضت الشركة لانتقادات منذ طفرة طويلة لعدم تصرفها بشكل أكثر جرأة لمعالجة المشكلة المتفشية. وقال السناتور مارك وارنر، وهو ديمقراطي بارز في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ: “أتمنى لو أن تويتر كانت أكثر نشاطاً في السابق، ويبدو أن تويتر بدأت في اتخاذ إجراءات صارمة ضد مشكلة الحسابات المتفشية، على الرغم من أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين عليها القيام به”.
وتعد الحسابات المزيفة مشكلة قديمة لدى منصة “تويتر”، والتي بدأت عملها في عام 2006، حيث اعترف ديل كوستولو، الرئيس التنفيذي لتويتر في عام 2015 بالمشكلة في مذكرة مخصصة للشركة قائلاً: “نحن نحاول التعامل مع إساءة المعاملة والحسابات المزيفة على المنصة، ولقد تعاملنا معها لسنوات”.
وأعلن جاك دورسي، الرئيس التنفيذي لشركة “تويتر” في شهر مارس/آذار عن مبادرة على مستوى الشركة لتعزيز “المحادثات السليمة” على المنصة. وفي شهر مايو/أيار، أعلنت “تويتر” عن تغييرات كبيرة في الخوارزميات التي تستخدمها لضبط السلوك السيئ، لكن الباحثين يشكون منذ سنوات من أن المشكلة أكثر خطورة وأن تعريف “تويتر” للحسابات المزيفة ضيق للغاية، مما يسمح بتواجدهم.
ويشير الباحثون إلى استمرار تواجد الحسابات ذات السلوكيات المشبوهة مثل كسب آلاف المتابعين في غضون بضعة أيام أو التغريد على مدار الساعة. وقال سامويل وولي، مدير الأبحاث في مختبر الذكاء الرقمي في “معهد المستقبل” الواقع مقره في بالو ألتو بولاية كاليفورنيا: “عندما يكون لديك حساب يغرد أكثر من ألف تغريدة في اليوم فإنه بلا شك روبوت دردشة كتابية، ويجب على تويتر أن تفعل المزيد لمنع مثل هذه الحسابات”.
تجدر الإشارة إلى قيام “تويتر” في وقت سابق من شهر يونيو/حزيران بالحديث حول إجراء تغييرات كبيرة للحد من إساءة الاستخدام، ويشمل ذلك طلب المزيد من المصادقة بالنسبة للمستخدمين الجدد. وكانت المنصة تعتبر أكثر سهولة من حيث متطلبات الاشتراك، مما سهل على المستخدمين حماية هويتهم، إلا أن هذا الأمر ساعد في الوقت نفسه على ظهور الحسابات المزيفة والحسابات غير المرغوب فيها.
العربية نت