أغلقتها (فيسبوك) بدعوى إثارة الكراهية.. (السائحون).. أكثر من (60) ألفاً دون مظلة إسفيرية

عجز غالبية رواد مجموعة (السائحون) على (فيسبوك) من الولوج إلى الصفحة، بداية من يوم الجمعة المنصرم، ليتضح لاحقاً أن إدارة الموقع الأزرق قد قررت إغلاق المجموعة استجابة لبلاغات عديدة تصف أنشطتها بالمثيرة للكراهية، وبالتالي فقد أكثر من (60) ألف مشترك المأوى، إحدى منصات نشر الحقيقة والرأي وأحياناً الشائعات، حيث في مقدور كل هذه الألوف المؤلفة، النشر – الذي رغم الضوابط- يمكن القول إنه لا سقوف تحدّه.

التأسيس

تأسست الصحفة على يد د. أسامة عيدروس، لتكون ملتقى للمجاهدين، وأسر الشهداء الذين قاتلوا في حرب الجنوب الشهيرة. وكانت المجموعة تضم في بداية تأسيسها عضوية من مختلف التيارات الإسلامية (الوطني والشعبي والرصيف، والسائحون أنفسهم)، ولاحقاً تعرضت للقرصنة (التهكير) لمرتين، ليتم تاسيس الصفحة مجدداً، ولكن بعد أن صارت مفتوحة للجميع، وليست حكراً على التيارات السياسية، الأمر الذي جعل الكثير من المؤسسين للمجموعة أمثال أسامة عيدروس، وطارق محمد خالد، وجعفر أمبدي، يغادرونها بحجة الانحراف عن مسارها الذي أنشئت من أجله.

المديرون

يشرف على صفحة “السائحون” ثلاثة أفراد وهم المجاهد السابق عمر عوض الكريم، الموجود حالياً بمصر لظروف عمله هناك، وأنس كرار، وهو أيضاً واحد من الذين جاهدوا إبان حرب الجنوب، إضافة للأستاذة إلهام الزبير وهي واحدة من قيادات الحركة الإسلامية السودانية واتحاد طلاب جامعة الخرطوم وتقيم حالياً في المملكة العربية السعودية.

كيف أغلقت

يقول مشرف المجموعة الأول عمر عوض الكريم إنه حاول الدخول على حسابه الشخصي، وعلى صفحة “السائحون”، وكان الرد يأتيه بأن حسابه يحتاج لتحقيق الهوية، وبعد القيام بالإجراء، جرى إخباره بتعطيل الحساب بحجة انتهاك سياسة (فيسبوك).

مضيفاً في حديثه مع (الصيحة) بأنه تم تعطيل حسابات المشرفين الثلاثة، مع تعطيل الصفحة. وقال عمر عوض الكريم إن اغلاق الصحفة كان مفاجئاً لهم خاصة أنها صارت صفحة شاملة لكل التيارات السياسية بما في ذلك الحركات المسلحة والمتصوفة والأحزاب التقليدية.

ومضى قائلاً: إن “السائحون” كانت مجموعة متنوعة بها العديد من الحوارات الجادة والهادفة. وحول اتهام المجموعة بإثارة الكراهية يقول هذه تهمة غير صحيحة بالمرة.

من أغلقها

إغلاق مجموعة “السائحون”، يثير عدداً من التساؤلات عمن يقف وراء الخطوة، وعن المستفيدين منها.

عن ذلك يقول عمر عوض الكريم، إن جهات في السلطة، وبعض الدوائر داخل المؤتمر الوطني لعبت دوراً في إغلاق الصفحة، لجهة أن “السائحون” تضم شخصيات لها وزنها التاريخي، وتقوم بإثارة مواضيع مهمة، وتدير حوارات أهم، وأن الانتقادات التي تصوب من داخل المجموعة صوب الأداء الحكومي ربما أثار حفيظتها، خاصة أن الآراء الناقدة تأتي من أصحاب (الوجعة) ممن لهم كسوبهم الجهادية والسياسية.

مشدداً على أن المجموعة كانت تمثل صداعاً دائماً للحكومة خاصة أنها كانت تعرض المسكوت عنه في دهاليز الحكومة، موضحاً أن بعض الجهات لها فائدة في إغلاق الصحفة.

بيد أن حديث عمر يبدو غير رائق للناشط بـ”السائحون” طارق محمد خالد، الذي يرى أن المشرف الأول على المجموعة هو من قام بإغلاق الصحفة والتبليغ عنها.

قائلاً لـ (الصيحة) إن “السائحون” استنفدت أغراضها وفعاليتها، ولا بد أن تختفي. وكشف طارق عن سعي أحد المشرفين على المجموعة لتسلميها لجهة ما، ولكن تدخلهم العاجل أيطل مفعول الخطوة بعد تهكير الصحفة وتأسيس أخرى جديدة ظلت تعمل حتى أمس الأول، ليتم تعطيلها من قبل إدارة (فيسبوك).

انحراف عن الطريق

يقول الناشط بمجموعة “السائحون” عاصم أبو أذنين إن الصحفة تم إغلاقها بواسطة بلاغات قدمت لإدارة فيسبوك، وتشير لدعوى إثارة الكراهية والإساءة للآخرين.

وقال أبو أذنين لـ (الصيحة) إن الصحفة بدأت بالتوثيق لسيرة الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، ولكنها انحرفت عن الطريق وأصبحت سكيناً في خاصرة الوطن بترويج الشائعات ونشر الرذيلة.

ومضى قائلاً إن الصفحة لا تمثل المسمى الذي تحمله بعد أن غادرتها الأقلام المحترمة بسبب التعدي وحالات البذاءة ضد أصحابها وعدم احترام الآخر.

في الصدد يقول عمر عوض الكريم، إنهم بعد مشاورات مع دكتور أسامة عيدورس مؤسس المجموعة صدر قرار بأن تكون الصفحة مفتوحة للجميع وليست حصراً على المجاهدين والإسلاميين، وقال: قمنا بفتح الصفحة للجميع بمن في ذلك للذين ينتقدون تجربة الإسلاميين وتجربة الجهاد بما لا يتنافى مع الذوق العام والأخلاق العامة والتمسك بثوابت الأخلاق السودانية المتعارف عليها، وكشف عمر عن وجود ملحدين ودواعش ضمن الصحفة ويعبرون عن آرائهم بكل حرية.

هل تعود “السائحون”؟

عقب إغلاق المجموعة شرع بعض الناشطين في الصفحة المغلقة في إنشاء مجموعة جديدة، وبذات العضوية الأولى، بمعنى أن تكون المجموعة حصرية على الإسلاميين فقط. غير أن مشرف المجموعة عمر عوض الكريم، قال بإمكانية العودة بعد مراسلات مع إدارة إدارة فيسبوك.

الخرطوم: عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة

Exit mobile version