ولكِ منا الحب
كلماتها كالنسائم العطرة، تنعش الروح وتأسر القلب..
سمعت أمس، أن أولى الشهادة الثانوية أبدت رغبتها دراسة الصحافة والإعلام.. اتصلت سريعاً بزميلي الصحفي في السوداني سعيد عباس، عرفت إنه سيكون حاضراً في الموعد، فهذه الإفادات القيمة لا تغيب عنه..
أرسل لي عبر “الواتس اب” ما قالته “ست البنات” أولى الشهادة السودانية، التي أهدت تفوقها لروح أمها، لم تخفِ أنها تتعرض لضغوط من بعض أفراد أهلها الذين يرغبون منها دراسة الطب أو الهندسة بينما تصر على دراسة الإعلام والصحافة..
في وقتٍ يهرب الصحفيون فيه من هذه المهنة، التي أصبحت “مهددة بالبقاء” قليلة العائد، غالية السعر، طاردة البيئة، يأتي من يحيي فيها الروح، ويعيد إليها الثقة، ويبعث الأمل..
نادراً ما يُعلن أوائل الشهادة رغبتهم في دراسة الإعلام، فالإعلام لدى البعض، هو مهنة من لا مهنة له..!
في زمنٍ مضى أصر والداي أن لا أدرس الإعلام، وهم يضربون أمثلة لأبرز الصحفيين والإعلاميين الذين امتهنوا الصحافة ولم يدرسوها أكاديمياً، كانت هذه هي النظرة، وكانت رؤيتي حينها على النقيض..
في زمنٍ نأى الشباب عن قراءة الصحف واستبدلوا ذلك بـ”فيس بوك، واتس اب، انستغرام، تويتر”، وفي وقتٍ زهد الصحفيون في متابعة الصحف، هناك من التلاميذ الصغار، من يتابع الورق، الذي قلت صفحاته وغلي سعره..
“ست البنات” مهتمة بتحليلات أستاذ الصحافة الراحل محمد حسنين هيكل، وتقرأ لعبد الله رجب وتداوم على قراءة الكاتب الصحفي بالسوداني “الطاهر ساتي”، رغم زحمة الدراسة ومراجعة المواد..
فراغها إن وجد، تملأه بالقراءة والمطالعة، وما تكتبه الصحف..
أهلت نفسها بدراسة علوم الحاسوب و”التنمية البشرية”، اجتهدت وثابرت وأتت “أولى السودان”، وهاهي ترغب بتحقيق طموحها بدراسة الصحافة والإعلام..
نحن في الصحافة يا “ست البنات” نشد من أزرك، ونضع أيدينا على يدك، فقد بعثني فينا الروح من جديد، وأحببتي مهنة نعمل فيها ونشكو منها، لكن تأتينا أنت اليوم بنجاحك وتفوقك لترفعي من شأنها وتسعدي أهلها..
ستجدين في الصحافة دائماً “القدوة الحسنة” أناسٌ لا هم لهم إلا البحث عن الحق وقول الحق، ستنضمين إليهم لتكوني نوراً مشرقاً يظهر أثره في البلاد والعباد بإذن الله..
بقلم
لينا يعقوب