الخرطوم وجوبا.. ترتيبات لوجستية لتبادل منافع النفط

على هامش جولة مباحثات السلام بالخرطوم بين سلفاكير رئيس دولة جنوب السودان وزعيم المعارضة المسلحة ود. رياك مشار زعيم المعارضة الجنوبية وممثلي المعارضة الآخرون، تم الاتفاق على تشغيل حقول النفط المتوقفة بالجنوب والعمل على زيادة الانتاج لصالح االخرطوم وجوبا، ولعبت الخرطوم دورا مهماً في التوصل الى الاتفاق واكدت التزامها بمراقبة ما تم التوقيع عليه خاصة فيما يتعلق بالترتيبات الفنية والأمنية، المتعلقة بالإتفاقيات الإقتصادية وعلى رأسها قطاع النفط ، ويبدو أن هناك تفاؤل كبير ببداية ضخ الإنتاج في سبتمبر القادم حسبما اتفق عليه الجانبان بعد توقف الحقول البترولية وتقليص الإنتاج بسبب الحروب التي دارت بجنوب السودان.

وبدأت المباحثات النفطية بين السودان ودولة جنوب السودان بالقضايا المتعلقة بإعادة تشغيل حقول دولة الجنوب وتبادل المنافع بين البلدين، إذ شملت أجندة المباحثات استئناف انتاج النفط من مربعات (1و2 و4) بدولة الجنوب، بجانب استئناف انتاج النفط كما تطرقت الي وضع مسار ترحيل المواد المستخدمة في حقول البترول وتحويل البيانات والمعلومات الغنية وكيفية امداد محطات الضخ بالوقود وإعادة تأهيل محطات المعالجة المركزية وخطوط النقل وتركيب وحدات القياس بجانب تهيئة بيئة العاملين وتأمين الحقول.

ويقول الخبير الإقتصادي المهندس اسحق بشير جماع لــ(smc) أن حكومة جوبا في أمس الحاجة لكسب السودان مما دفعها لإجراء مباحثات منذ أكثر من عام لتشغيل الحقول المتوقفة وزيادة الانتاج النفطي، خاصة الجانب المتعلق بانابيب نقل الخام والصادر التي تمر بالسودان، وقال أن المباحثات هذه المرة ستكون لها نتائج ايجابية وناجحة وذات مردود منفعي للبلدين نسبة للقاءات المباشرة التي نظمتها الخرطوم مع حكومة جوبا ومعارضتها التي يقودها مشار، وشدد جماع على ضرورة تناول الإتفاقيات التي تمت بشأن النفط وترقية النقل والأنابيب الناقلة بصورة شاملة خاصة وأن أكبر عائق لتوقف الحقول والأنابيب كان توتر الأوضاع الأمنية والتي ربما يتم ازالتها بصورة نهائية خلال جولة الخرطوم التي تجري الآن بين الطرفين. وقال أن هناك عدد من الاكتشافات البترولية تزامنت مع فترة الإنفصال فيما شدد على ضرورة تناولها وكيفية تشغيلها عبر آليات مشتركة لكسب الفائدة للبلدين، وتوقع اعادة تشغيل حقول “الوحدة وسارجاث” وادخالها دائرة الإنتاج عبر جدولة زمنية وجيزة يمكن ان تخرج بها حكومتي الخرطوم وجوبا.

ويشير اسحق في حديثه إلى ان حقل ) بونتي وبلوك 1 وبلوك 2و4 (نتتج أجود انواع الخام النفطي في العالم، الأمر الذي يستوجب الأسراع في وضع آلية مرنة بين الطرفين، وقال انه سبق ان حدثت مباحثات لتشغيل حقل “الوحدة وسارجاث” وتوقفت نتيجة للحروب وعدم استقرار الأوضاع الأمنية، وقال ان خط النيل الأبيض والعيلفون بورتسودان يبلغ طوله حوالي 1500 كيلو سيدفع بالانتاج والصادر لصالح دولة الجنوب باعتبار مؤهل ولا يحتاج إلي جهد كبير، واستبعد تماطل الطرفين في انفاذ اتفاقيات النفط باعتبار ان الاتفاقيات السابقة لم يتم تنفيذها نسبة لعدم استقرار الاوضاع الامنية، بجانب أن حكومة الجنوب هي التي تطالب بعودة الحقول لحاجتها الماسة لعائدات النفط وتعاون الخرطوم لخبراتها الطويلة.

وبحسب المهندس ازهري عبد القادر وزير النفط والغاز السوداني فان اجندة المباحثات تستهدف اعادة الانتاج النفطي من حقول( الوحدة وسارجاث) بجانب زيادة الانتاج النفطي من الحقول المنتجة حاليا في فلج والتباحث حول التفاصيل الفنية المتعلقة ببدء الانتاج، وتوقع في حديثه ذهاب الفرق الفنية في اقرب وقت خلال فترة وجيزة بعد توثيق ما يتفق عليه ويحول ذلك إلي خطة عملية بمواقيت زمنية محددة بجدولة متفق عليها.

وأضاف الوزير أن شركتي (B2 وopcd) من جانب السودان وجيبوك من جانب جنوب السودان شرعتا في وضع الترتيبات اللوجستية للامداد الفني لحقول سارجاث وتهيئة البيئة للفرق الفنية التي تأتي من جنوب السودان، وإمكانية توصيل الكهرباء لبدء الإنتاج النفطي.

ومن جانبه قال إزيكيل لول جاتكوث وزير الطاقة بدولة جنوب السودان رئيس وفد بلاده ان البترول يحقق منفعة الطرفين، فيما أشار الى أهمية التعاون لتحقيق المصالح في انتاج النفط من حقول الجنوب وتصديره عبر ميناء بورتسودان، وأكد جاهزية دولة الجنوب لترميم الحقول خاصة مربعات” 1و2و4 ” متوقعاً ان يشهد شهر سبتمبر المقبل عودة ضخ الإنتاج من الحقول المتوقفة وربما تشهد زيادة في الإنتاج الي اكثر من 200 الف برميل يوميا واكد العمل مع السودان لاعادة جميع الحقول المتوقفة والبحث عن حقول اخري للانتاج.

وفي أغسطس من العام 2016 طلبت جوبا رسميا من الخرطوم، مساعدات فنية وتقنية لإعادة تشغيل حقول نفط (الوحدة) التي توقفت عن الإنتاج، بعد أن تأثرت بالأحداث الأمنية التي اندلعت هناك اثر الخلاف بين سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار.

ومن المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة إعادة الإنتاج النفطي من حقول (الوحدة) و(سارجاث) وزيادة الإنتاج من الحقول المنتجة حاليا في (فلج).

ويبدو أن العلاقات الاقتصادية فيما يخص النفط بين الخرطوم وجوبا تشهد حراكا مكثفا لمرحلة إحلال السلام في دولة جنوب السودان وفي مقدمة ذلك زيادة الإنتاج النفطي، وومن المتوقع ان يذهب أكثر من 800 مهندس بترول سوداني الي حقول النفط في جنوب السودان خلال اليومين القادمين للاشراف على استئناف ضخ النفط وفقاً لبنود الإتفاق الاقتصادي بين الخرطوم وجوبا.

تقرير: الطاف حسن (smc)

Exit mobile version