قناعتي ان المواطن العادي ؛ الزول السوداني الأغبش ؛ افضل من حكومته ؛ معارضته ؛ المواطن كلما كان (زول ساكت) تجد عنده الأنفة الشهامة ؛ العون لا اعرف لماذا كلما أشتهر الشخص سياسيا وتأهل وترقى (تسلطن) وإستبد في وظيفته في حزبه ؛ انتفخ ووطأ حتى مع الثرى مواطنيه وعلاهم بالعجرفة ؛ احس كلما اقتربت من الناس ؛ وهم في درجة خشاش الارض أحسست بهم اعلى قيمة وسودانية وطيبة وإنسانية ! لماذا كلما حسن هندام السوداني ورغدت حاله تغرب ؛ ساكتب وبلا حساسية اوصاف تصنيفات
مشهد اول
موقف للمركبات تحت بناء مجمع طبي ؛ كنت اقف في زاوية اقطع دقائق انتظار مع رفيق حينما أقبلت أسرة تحمل صبيا معلولا ؛ الضجة والصراخ نم عن مصاب مزعج ؛ توقفت (الامجاد) رجل وامراتين يشدون صبيا يصرخ ! ارتبك الرجل لان السيدة الكبري كانت تصرخ والصغرى تنوح فتعثر بحمولته في جلبابه وجزعه ؛ اسرعت ومرافقي نسنده لحق بنا عامل نظافة وبائع متجول كلنا نمد الايادي ونهمس بادعية العافية نحمل الصبي للمدخل ؛ لحظتها كان مركبة فارهة تثير هلع الضجيج ببوق عريض غير مبال بان حالة من نحمل تتطلب السكون ولزوم مركبته اقرب مسافة من مدخل الطؤاري ؛ عدت للخلف لاعتذر لصاحب المركبة المهيبة وكان ظني انه يحمل موجوعا ؛ حينما حاذيت نافذة السائق اطل وجه شاب صبوح ومنعم ؛ عاجلني بلغة آمرة (طلع امجادك دي ) انزلت كفة قميصي واصلحت ياقتي وانا اتأكد اننا قبالة باب طؤاري مستشفى وليس فيلا يقطنها فلما تيقنت قلت نحن ننزل مريضا ! رد بوقاحة (طيب سريع) بلعت ريقي وقلت لن نخرج حتى يتكامل انزال صبي مريض ؛ رد ببرود قلت لك طلع امجادك ثم اضاف انه يحمل فلان وسمى لي اسما سمعته مرات مناضل واحيانا متمرد ولحظات دستوري وتذكرت له طيوف خطب لامعة ؛ لحظتها كان (فلان) مثل الحسناء في خدرها ؛ يرمقني كمن يرمق ذبابة على حافة إناء ! هواء مفخخ بالطيب والندي عبر منه نحوي حتى اني فركت انفي من نفح الاثر والضوع لكن هذا لم يسقط لؤم غلبني اللحظة فقلت لن نحرك الامجاد (رجالة كدا ) واغلب الظن ان الجدل قد جذب بعض الحضور فصاح السائق يا شرطة يا شرطة مستدعيا فرد يتبع للقوات المسلحة من الشرطة العسكرية والذي حضر وقد ايقن ان هناك شجار اظنه اعتاد عليه همس السائق بكلمات يبدو انها لم تكن كافية للجندي الذي تراجع وهو يأمر السائق بان موقف الزوار (هناااااااك) وان ارادوا الدخول من البوابة العامة فانها في الجانب الاخر !
كل هذا الجدل و(فلان) يرمقنا باعين سابلة فيما اظن من وراء التظليل المكثف ؛ تراجعت السيارة الفرسية الجوانب وانتبهت لحظتها لقادم جديد للطؤاري اظن انه لم يكن في عمره بقية ؛ انزل الجثمان ومدد على نقالة من ايدي الحاضرين ؛ نزع شيخ عمامته مغطيا الجسد ؛ من اظنه ابن الفقيد مرتبك بين دمع وملاحقة للجسد ورجل معه يحاول إقناع صاحب التاكسي الشاب ليأخذ اجرته والاخير يرفض بحزم وعنف وهو كلما سرق لحظة يمسح بطرف كم جلبابه دمع تحدر ؛ علي الطلاق ما اشيل اجرة ؛ هذا شعب اروع اهله خشاش الارض والعوام