وضع الفرنسي كيليان مبابي والانجليزي هاري كين والكرواتي لوكا مودريتش بصماتهم في بطولة كأس العالم لكرة القدم، المقامة حاليا في روسيا، التي شهدت أيضا تألق كل من البرازيلي نيمار دا سيلفا والبلجيكي إيدين هازارد والأوروجواياني إدينسون كافاني.
ومع اقتراب انطلاق دور الثمانية في البطولة، فإن الأمر الوحيد الذي أصبح مؤكدا الآن هو أن جائزة أفضل لاعب في المونديال الروسي لن يحصل عليها أي من الأرجنتيني ليونيل ميسي أو البرتغالي كريستيانو رونالدو.
واختير ميسي لنيل جائزة أفضل لاعب في المونديال الماضي، الذي أقيم بالبرازيل عام 2014، فيما قاد رونالدو منتخب البرتغال للتتويج ببطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) في فرنسا قبل عامين، وفرض الثنائي هيمنته على جوائز كرة القدم الفردية خلال العقد الماضي، حيث لم يتمكن أي لاعب من كسر قبضتهما على جائزة أفضل لاعب في العالم منذ عام 2008.
ورغم تلك السيطرة المطلقة من الثنائي، والتوقعات التي أشارت إلى إمكانية فوز أحدهما بكأس العالم هذا العام، لكنهما خرجا مبكرا من دور الستة عشر في البطولة، ليفسحا المجال أمام عدد آخر من النجوم للحصول على جائزة أفضل لاعب في البطولة.
وعلق هوجو لوريس، حارس مرمى منتخب فرنسا على تألق زميله كيليان مبابي، خلال فوز المنتخب الملقب بـ(الديوك) 4 / 3 على الأرجنتين في دور الستة عشر، حيث قال “لست متفاجئا بما يقوم به كيليان.. أراه يفعل ذلك كل يوم”.
وسجل مبابي /19 عاما/ هدفين وتسبب في ركلة جزاء أحرز منها زميله أنطوان جريزمان الهدف الأول، ليقود المنتخب الفرنسي لاجتياز عقبة نظيره الأرجنتيني بقيادة ميسي.
ومثلما يتمتع لوريس بتجربة مباشرة من مبابي، فإن المراهق الفرنسي يدرك تماما مدى الخطورة التي يتمتع بها الأوروجواياني إدينسون كافاني زميله في فريق باريس سان جيرمان الفرنسي.
وارتدى كافاني ثوب الإجادة خلال فوز أوروجواي على البرتغال 2 / 1، بعدما أحرز هدفي المنتخب اللاتيني، ليقوده نحو التأهل لدور الثمانية، والإطاحة بآمال رونالدو في المضي قدما بالمونديال.
وتحوم الشكوك حول مشاركة كافاني أمام فرنسا بسبب معاناته من الإصابة، وصرح لويس سواريز مهاجم منتخب أوروجواي للصحفيين أمس الثلاثاء “اعتبرني من بين الثلاثة ملايين أوروجواياني الذين ينتظرون معرفة ما إذا كان سيلعب مع الفريق من عدمه”.
وبعدما كشفت الفحوصات الطبية عدم معاناة كافاني من تمزق عضلي، فإن بإمكانه مواصلة المشاركة في المونديال، حتى في حال غيابه عن مواجهة فرنسا بعد غد الجمعة بمدينة نيجني نوفجورود الروسية، طالما بقيت أوروجواي في البطولة.
ويستعد الفائز من المبارزة الثنائية التي ستجمع بين كافاني ومبابي، لمواجهة محتملة مع نيمار، زميلهما الثالث في صفوف سان جيرمان، في الدور قبل النهائي لكأس العالم.
ويعتبر نيمار أبرز المرشحين لخلافة ميسي ورونالدو للجلوس على عرش الساحرة المستديرة في الفترة القادمة، لكنه برغم البداية البطيئة التي اتسم بها في البطولة، فإنه أصبح مثار جدل لمواقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني، التي تتحدث عن سقوطه المتكرر على أرض الملعب بدلا من الحديث عن تسجيله الأهداف الرائعة ودوره الهام في تأهل البرازيل لدور الثمانية على حساب المكسيك.
وستكون البرازيل بحاجة لاجتياز عقبة منتخب بلجيكا، إذا أرادت مواصلة حلمها باستعادة اللقب الغائب عن خزائنها منذ عام 2002، لكنها سيتعين عليها مواجهة إيدين هازارد، الذي سجل هدفين في مسيرة المنتخب البلجيكي بالنسخة الحالية للبطولة.
وصعدت بلجيكا لدور الثمانية بعدما قلبت تأخره صفر / 2 أمام اليابان، إلى فوز ملحمي 3 / 2 في دور الستة عشر.
من جانبه، نجح لوكا مودريتش في الحصول على عصا المايسترو من النجم الإسباني المخضرم أندرياس إنييستا، الذي أعلن اعتزاله الدولي عقب خروج منتخب بلاده من المسابقة، ليصبح النجم الكرواتي أفضل لاعبي خط الوسط في المونديال الروسي.
ولعب مودريتش دورا بارزا في تأهل كرواتيا لدور الثمانية على حساب الدنمارك بركلات الترجيح يوم الأحد الماضي.
وأرسل مودريتش تمريرة بينية ماكرة، انفرد على إثرها زميله أندريه كراماريتش بالمرمى، حينما كانت النتيجة تشير للتعادل 1 / 1 في الشوط الإضافي الثاني للمباراة.
وتعرض كراماريتش للإعاقة داخل منطقة الجزاء من قبل المدافع الدنماركي ماتياس يورجنسن، ليحتسب حكم المباراة ركلة جزاء لكرواتيا، لكن مودريتش أهدرها، ليلجأ الفريقان لركلات الترجيح التي أظهر خلالها لاعب ريال مدريد الإسباني قوة ذهنية هائلة بتنفيذه ركلة ترجيح وترجمتها لهدف.
وربما يكون هاري كين هو اللاعب الذي سيوقف مغامرة كرواتيا في البطولة، إذا تغلبت انجلترا على السويد، وكرواتيا على روسيا في دور الثمانية.
ويتصدر كين ترتيب هدافي المونديال برصيد ستة أهداف قبل مباراة المنتخب الانجليزي مع نظيره السويدي في مدينة سامارا يوم السبت القادم، حيث أحرز ركلة جزاء في الوقت الأصلي لمباراة بلاده مع كولومبيا في دور الستة عشر، قبل أن يسجل ركلة أخرى خلال ركلات الترجيح أمس الثلاثاء.
وقال كين عقب فوز انجلترا بأول مباراة في تاريخها بكأس العالم من خلال ركلات الترجيح “إنني فخور للغاية، باعتباري مهاجما، فإنني أريد دائما هز الشباك ومساعدة فريقي، أتمنى مواصلة السير على هذا النهج، نريد القيام بما هو أفضل ونستمر في المضي قدما بالبطولة”.
وتوقع الظهير الانجليزي السابق جاري نيفيل أن يواصل منتخب بلاده انتصاراته ويواجه بلجيكا في المباراة النهائية، وهو ما يجعل كين في صدام مع هازارد، علما بأن كلا اللاعبين لم يشارك في المباراة التي جمعت بين المنتخبين بختام مباريات المجموعة السابعة في الدور الأول للمونديال.
ومع توالي خروج عدد من النجوم البارزين من البطولة، والتي ربما تسببت في بعض الخفوت لبريق المونديال، فإن هناك ستة نجوم مستمرين في المسابقة حتى الآن (مبابي وهازارد ونيمار وكين ومودريتش وكافاني) بإمكان أحدهم خطف الأضواء إليه في نهاية البطولة.
البيان