عثر غواصون في كهف في تايلاند على 12 صبيا ومدربهم لكرة القدم كانوا فقدوا وظل البحث جاريا عنهم لتسعة أيام.
بيد أن عملية إخراجهم من الكهف وإنقاذهم قد تستغرق شهورا بحسب الجيش التايلاندي، الذي أشار إلى أن الصبيان قد يبقون في الكهف لشهور، فليس أمامهم للخروج منه سوى تعلم الغوص أو الانتظار حتى انخفاض منسوب مياه الفيضان داخل الكهف.
ويعرقل ارتفاع منسوب المياه داخل الكهف والأوحال التي تغطي مدخله العمليات الجارية لإنقاذ المجموعة المحاصرة بالمياه داخل الكهف. وتقتصر جهود الإنقاذ الآن على محاولة إيصال الطعام والتجهيزات الطبية إليهم.
ويقول الجيش إن الصبيان سيزودون بطعام قد يكفيهم لأربعة أشهر على الأقل.
وقد عثر غواصان بريطانيان على الصبيان على حافة صخرية في أحد الكهوف بعد عملية بحث واسعة في كهوف ثام لوانغ في مقاطعة تشيانغ راي شمالي تايلاند.
وعادة ما تغمر مياه الفيضان في موسم المطر هذه الكهوف وتبقى فيها حتى شهر سبتمبر/أيلول أو أكتوبر/تشرين الأول.
وتظل عوائل المفقودين على أحر من الجمر لسماع نتائج عملية إنقاذهم.
وكان المنقذون يأملون في أن المجموعة ستجد السلامة على حافة صخرية في باحة فناء تحت الأرض يدعى “ساحل باتيا” وسط الكهف المغمور بالمياه، لكن عثر عليهم لاحقا على بعد 400 مترا عن هذا الموقع بعد انتقالهم إلى منطقة أكثر إرتفاعا لتفادي المياه المتصاعدة.
كيف عثر على المفقودين؟
عثر على المفقودين غواصان بريطانيان، يعتقد أنهما ريك ستانتون وجون فولانتين، وقد وصلا إلى تايلاند مطلع الأسبوع الماضي.
وقد استغرق الغواصان عدة ساعات للوصول إلى المجموعة المفقودة الاثنين.
وفي مقطع فيديو نشرته وحدة من القوات الخاصة البحرية التايلاندية على موقع فيسبوك، يمكن سماع صوت أحد الاشخاص يتحدث مع المجموعة باللغة الإنجليزية، وهم يجلسون على الحافة الصخرية فوق الماء في الكهف ويظهرون تحت ضوء مصباح يدوي.
ويسألهم المنقذ “كم عددكم؟”
فيأتيه الجواب “ثلاثة عشر!”.
فيرد “ثلاثة عشر؟ رائع”.
ويتساءل أفراد المجموعة متى يتم إخراجهم سالمين من الكهف؟ فيرد أحد المنقذين لا نرى صورته في الفيديو “ليس اليوم. ثمة اثنان منا، وعلينا أن نغوص إليكم. نحن قادمون إليكم. حسنا ثمة العديد من الناس قادمون إليكم، ونحن في طليعتهم”.
ويسمع صوت أحد الصبيان يقول “طعام، طعام، طعام، قل لهم إننا جياع”.
وعندما تتساءل المجموعة التي يصعب تمييز أصوات أفرادها عن تاريخ اليوم الذي هم فيه، يسكت الغواصان برهة، ثم يجيب أحدهما ” الاثنين، الاثنين. لقد بقيتم هنا عشرة أيام. أنتم أقوياء جدا”.
ثم يشير الغواصان إلى أن عليهما أن يغادرا الآن لكنهما سيعودان لاحقا.
فيقول أحد أفراد المجموعة “شكرا جزيلا لكما؟ من أين جئتما؟”.
فيأتيه الرد “من إنجلترا من بريطانيا”.
“أه، نراكم غدا”.
وقد شغلت محنة المجموعة المفقودة عموم تايلاند وأدت إلى تدفق الدعم والمساعدة الخارجية للبحث عنهم.
وكان نحو 11 إلى 16 صبيا، هم أعضاء في فريق كرة قدم مع مدربهم، قد ذهبوا لاستكشاف الكهوف في هذه المنطقة في 23 من شهر يونيو/حزيران.
ما هي التحديات التي تواجه عملية الإنقاذ؟
قال نارونغساك أوسوتاناكورن، حاكم مقاطعة تشيانغ راي، في مؤتمر صحفي في مركز القيادة أمام مدخل الكهف “إنهم سالمون، لكن مهمتنا لم تكتمل بعد”.
وأضاف أن “مهمتنا البحث عنهم وإنقاذهم وإعادتهم، حتى الآن تمكنا من العثور عليهم، والمهمة القادمة إخراجهم من الكهف وإعادتهم إلى بيوتهم”.
بيد أن الجيش التايلاندي قال إن الصبيان الذين لا يعرفون الغوص قد يضطرون للبقاء داخل الكهف لشهور في انتظار انخفاض منسوب مياه الفيضان داخل الكهف.
وأوضح الحاكم أنهم سيواصلون عملية سحب الماء إلى خارج الكهف، كما سيرسلون أطباء وممرضات للغوص داخل الكهف وفحص صحة الصبيان ومدربهم.
وأكمل “إذا قال الأطباء إن حالتهم الجسدية قوية بما يمكنهم من الحركة، فسينقلونهم إلى خارج الكهف، وسنعتني بهم حتى يصبح بمقدورهم العودة إلى مدارسهم”.
ونصح إيد سورينسون، المنسق الإقليمي في فلوريدا للمنظمة الدولية لجهود الإنقاذ من الكهوف تحت الماء، بأن لا يتم إنقاذهم باستخدام بدلات غوص مزودة بقناني أوكسجين للتنفس وسط الكهوف المغمورة بالمياه.
وقال لبي بي سي “سيكون ذلك خطرا جدا وينطوي على مجازفة، وأرى أنه آخر حل يمكن اللجوء إليه مطلقا”.
ويرى سورينسون أن في مثل تلك الحالات حيث تنعدم الرؤية داخل الكهف، من المتوقع أن ينتاب الرعب الأشخاص الذين يجري إنقاذهم فيتسببون في غرقهم أو غرق منقذيهم.
لذا يقترح “في هذه المرحلة، أعتقد أنه سيكون من الأفضل جلب الطعام والماء لهم فضلا عن أجهزة لترشيح المياه والأُكسجين إذا احتاجوا إليه في الفضاء المحجوزين فيه. يجب على الأقل اعطاؤهم الأضواء والأمل الآن. لذا أعتقد أن علينا الانتظار، ما دمنا نستطيع تقديم الإمدادات لهم هناك لجعلهم يشعرون بالراحة والدفء والشبع والارتواء”.
ويشارك أكثر من 1000 شخص حتى الآن في عملية الإنقاذ، بينهم فرق من الصين وميانمار ولاوس واستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا.
بي بي سي عربية