منذ سبعة أشهر ترك “أجنج أكير” وطنه في جنوب السودان. اضطر الشاب البالغ من العمر تسعة وعشرين عاما للاستقرار في القاهرة، لاستكمال دراسته المتوقفة بسبب الحرب، لكن الظروف لم تمنعه عن حفظ تراث قبيلته، إذ صار مديرا فنيا لفرقة نوك أكونجاج” التي تحكي عن تاريخ السودان، بالرقص والغناء.
على مسرح حديقة الأسماك بالزمالك، تقافز أعضاء الفرقة بمرح، ضمن احتفالية نظمتها هيئة الأمم المتحدة، الأسبوع الأخير من يونيو الماضي، للاجئين.
في عين شمس، يجتمع أبناء قبيلة الدينكا، التي ينتمي لها “أكير”، يتقابلون في مقر خاص بهم “هناك بنعمل نقاشات ونتدرب ونقدم مسرح وحتى أكلات خاصة بنا”.. ذلك المركز بدأ قبل عام 2007، تزامنا مع إنشاء الفرقة.
“مكناش عايزين نسيب حكاياتنا تروح حتى لو اضطرينا نمشي من بلدنا”.. تأسست الفرقة بالبداية على يد من هم أكبر سنًا، نقلوا تفاصيل الأجداد لمصر من خلال الرقص والملابس، يشير “أكير” إلى ما يرتديه قائلا “دي عبارة عن أشولة بنجيبها وننقكعها عشان تبقى كدة”، كان أجداده يرتدونها قديما من مواد مختلفة “ومكانوش بيلبسوا حاجة من فوق”، إذ يحاول آل الفرقة نقل روح قبيلتهم قدر المستطاع.
فوق المسرح، كان أفراد الفريق يتحركون بسعادة، يصاحبهم آخرون من قبيلة الدينكا “بس مش من فرقتنا”، يعلو صوت غنائهم باللغة الدنجية “دي أغنيات ليها علاقة بالبطولة والمقاومة”، كان أهل القبيلة يقولونها للدفاع عن أرضهم وحمايتها.
رغم وجوده في مصر منذ مدة قصيرة، لكن اهتمام “أكير” بالفن، رشّحه ليكون مدير الفرقة. يدرس الشاب الحقوق في جامعة القاهرة، يُعافر للإبقاء على حلمه بين الدراسة والعمل “غير إني نفسي أكون كاتب ومغني”.
لم تبرح الحرب تفكير الفرقة المكونة من 37 شخصا “هي ملازمانا حتى في الأغاني بتاعتنا”، يتمنون لو يمكنهم العودة لوطنهم في أي وقت “لكن للأسف اللي رجع مننا السودان مقدرش يتحمل ورجع مصر تاني”.
مصراوي