تقول النكتة اللطيفة: (واحدة بتسأل في صديقاتها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد حالياً قائله: يا بنات ممكن تفيدوني أطلب من راجلي قروش العيد ولا قروش المدارس ولا قروش الصندوق ولا أطلب الطلاق طوالي أحسن)، تذكرت هذه النكتة وأنا أطالع تصريحاً غريباً وغير مقبول أدلى به الدكتور علي بلدو اختصاصي علم النفس يشير فيه لارتفاع نسبة (العوارة) وسط الشعب السوداني بقوله: (هناك ارتفاع في معدل العوارة وسط الشعب السوداني مشيراً الى تعدد الصفات التي تحمل معنى العوارة وانتشارها بين الناس مثل التخة والهبنقة والدلاهة واللايوق وغيرها، وأشار الى وجود ألفاظ تشير الى هذا المعنى في الشعر الشعبي والغنائي كدلالة على تغلغل الظاهرة وسط الشعب السوداني وقال: بسبب انتشار مثل هذه الصفات بدأ حجرنا يغطس)..!!
حقيقة أعتقد أن دكتور علي بلدو يحتاج لوقت إضافي لمعرفة الشخصية السودانية جيداً، فالواضح أنه لا يعلم عنها شيئاً كما يدعي وإلا لما صرح بمثل هذا الكلام الغريب وغير المقبول نهائياً وبصورة لا تليق بالشعب السوداني حتى ولو كانت صحيحة، ولكن بلدو قدمها بصورة بدائية للغاية جلبت له الكثير من السخط والتذمر دفعت البعض لمطالبتهم بضرورة إغلاق المنافذ الإعلامية في وجهه ليصبح حال بلدو كحال الزوجة في النكتة مع اختلاف أنه أراد إصلاح بعض ما يراه مشاعاً (من وجهة نظره بالطبع)، ولكنه وجد طلاقاً واستبعاداً واستنكاراً من الشعب السوداني له.
وهنا نتساءل هل طرق المعالجة (إن صح حديثك الغريب هذا في الأساس) تكون المعالجة بمثل هذه التصريحات..؟؟.. بالطبع لا، لذا أعتقد أن دكتور علي بلدو مصاب بفوبيا النجومية ويعشق تسليط الأضواء عليه وأن يكون مثار اهتمام على الدوام وإذا اختفى وتوارى عن الأنظار أظن أن ذلك يسبب له حاله نفسية ومزاجية صعبة جداً لا يقوى على الصمود أمامها تدفعه لإطلاق مثل هذه التصريحات وله سوابق كثيرة في ذلك، ولكن هذا التصريح زاد جرعته كثيراً، والدليل على ذلك روى لي أحد مدراء القنوات الفضائية قبل أيام قلائل أنه منع دكتور بلدو من الإطلالة على شاشة قناته بسبب انتشاره في عدد من الفضائيات على مدار الأسبوع، مما يشير الى حب وعشق بلدو للظهور المتواصل عبر أجهزة الإعلام.
لذا أعتقد بأن هذا التصريح خصم كثيراً من دكتور بلدو وأدخله قوائم النسيان السريع، لذا نهمس في أذنه ونقول له (الشهرة لا تأتي بمثل هذه التصريحات الغريبة وغير المقبولة التي تسئ لشعبنا)، فلن نقبل منك مثل هذا الحديث المحبط، والطريف في الأمر بأن بلدو استدل على أحد الأبيات الغنائية في الشعر الشعبي قائلاً إنها تشير لترسيخنا للعوارة، وكشف بذلك ضحالة معرفته وجهله بالغناء السوداني والشعر الشعبي الملئ بأشعار الحماسة والكرم والشجاعة والنخوة وغيرها من الصفات الجميلة التي يتمتع بها الشعب السوداني، لذا نقولها لدكتور بلدو علانية إن هذا التصريح (غطس حجرك).
بقلم
عبدالرحمن جبر