*هو سياسي من طراز فريد..
*عاشرته عن قرب… فوجدت محاسنه تطغى على مساوئه..
*ليست محاسن سياسية وحسب؛ وإنما أخلاقية أيضاً… على صعيد التعامل الإنساني..
*ومن مساوئه هذه أنه ديمقراطي أكثر من اللزوم..
*وذلك حين تكون الديمقراطية – في بداياتها – بحاجة إلى قليل مخالبٍ وأنياب..
*وإبان فترة حكمه الأخيرة مارس هذه العادة السيئة أيضاً..
*فقد رُفعت إليه تقارير أمنية عن رصد تحركات مريبة… قد تكون تمهيداً لانقلاب..
*فتجاهلها وقال (لا يمكن لعاقل أن يفكر في انقلاب الآن)..
*ثم دفع إليه وزير الداخلية – مبارك الفاضل – بتقرير مشابه آخر… أكثر تفصيلاً..
*وبلغ من دقة تفصيلاته أن تم ذكر الجبهة الإسلامية… وعمر البشير..
*فاكتفى رئيس الوزراء بعبارة واحدة في ذيل التقرير (لا أظن)..
*ومن باب التحسُّب اُتخذت إجراءات احترازية… بعيداً عن علم المهدي..
*ومنها صدور قرار بابتعاث البشير لدورة دراسية بمصر..
*وهو الإجراء الذي عجَّل بتنفيذ انقلاب الإنقاذ قبل موعده… وقبل سفر البشير..
*ورغم ذلك فإن المهدي زعيم يصعب أن يتكرر في السودان..
*فقط تفوت عن فطنته السياسية أشياء – أحياناً – جراء ديمقراطيته (الزائدة)..
*وجراء ثقته المفرطة في بعض الذين يجيدون (لحن القول)..
*وجراء افتراضه الصدق فيمن يتوسم فيهم الذي تدل عليه هيئاتهم… ومؤهلاتهم..
*واُستدعيت مرةً لحضور لقاء مسائي بينه ومختار الأصم..
*وكنت – وقتذاك – مستشاراً إعلامياً له… والأصم مرشحاً لرئاسة هيئة الانتخابات..
*وبينما كان هو لطيفاً مع ضيفه كنت أنا فظاً… بعض الشيء..
*وعقب اللقاء سألني عن رأيي فقلت له: والله يا الحبيب الإمام أنت (راجل طيب)..
*وأدى الأصم دوره في هيئة الانتخابات (على أكمل وجه)..
*والآن فات على الصادق إدراك ما تطورات العلاقة بين القاهرة والخرطوم..
*فالخرطوم هي بوابة القاهرة إلى تفاهمات سد النهضة..
*فإن لم تتجاوب معها فليس أمام القاهرة سوى الخيار الأصعب؛ ضرب السد..
*وكل الخطط الخاصة بهذا الخيار الثاني جاهزة… أمام السيسي..
*ولكنه ظل يفضل الخيار الأول… الأسهل؛ ويراهن على استمالة الخرطوم..
*وشوية من هنا… وشوية من هنا؛ وتمت الاستمالة..
*ومن هذا الشوية تعهدٌ من الحكومتين بعدم احتواء – أو دعم – معارضة البلدين..
*وأنجز هذه المهمة – بامتياز – قوش… ونظيره المصري..
*فتفاهمات سد النهضة – وفق رؤية مصر- أهم للقاهرة من المهدي… رغم أهميته..
*فمصلحة مصر (عاوزة كده)… وهذه هي السياسة..
*وربما تطرأ مستجدات تعيد ترتيب الأولويات لدى القيادة المصرية..
*وحينها ستقدم اعتذارات رقيقة للصادق المهدي..
*و…….. معها بوسة !!!.
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة