طرد الصادق !!

*هو سياسي من طراز فريد..

*عاشرته عن قرب… فوجدت محاسنه تطغى على مساوئه..

*ليست محاسن سياسية وحسب؛ وإنما أخلاقية أيضاً… على صعيد التعامل الإنساني..

*ومن مساوئه هذه أنه ديمقراطي أكثر من اللزوم..

*وذلك حين تكون الديمقراطية – في بداياتها – بحاجة إلى قليل مخالبٍ وأنياب..

*وإبان فترة حكمه الأخيرة مارس هذه العادة السيئة أيضاً..

*فقد رُفعت إليه تقارير أمنية عن رصد تحركات مريبة… قد تكون تمهيداً لانقلاب..

*فتجاهلها وقال (لا يمكن لعاقل أن يفكر في انقلاب الآن)..

*ثم دفع إليه وزير الداخلية – مبارك الفاضل – بتقرير مشابه آخر… أكثر تفصيلاً..

*وبلغ من دقة تفصيلاته أن تم ذكر الجبهة الإسلامية… وعمر البشير..

*فاكتفى رئيس الوزراء بعبارة واحدة في ذيل التقرير (لا أظن)..

*ومن باب التحسُّب اُتخذت إجراءات احترازية… بعيداً عن علم المهدي..

*ومنها صدور قرار بابتعاث البشير لدورة دراسية بمصر..

*وهو الإجراء الذي عجَّل بتنفيذ انقلاب الإنقاذ قبل موعده… وقبل سفر البشير..

*ورغم ذلك فإن المهدي زعيم يصعب أن يتكرر في السودان..

*فقط تفوت عن فطنته السياسية أشياء – أحياناً – جراء ديمقراطيته (الزائدة)..

*وجراء ثقته المفرطة في بعض الذين يجيدون (لحن القول)..

*وجراء افتراضه الصدق فيمن يتوسم فيهم الذي تدل عليه هيئاتهم… ومؤهلاتهم..

*واُستدعيت مرةً لحضور لقاء مسائي بينه ومختار الأصم..

*وكنت – وقتذاك – مستشاراً إعلامياً له… والأصم مرشحاً لرئاسة هيئة الانتخابات..

*وبينما كان هو لطيفاً مع ضيفه كنت أنا فظاً… بعض الشيء..

*وعقب اللقاء سألني عن رأيي فقلت له: والله يا الحبيب الإمام أنت (راجل طيب)..

*وأدى الأصم دوره في هيئة الانتخابات (على أكمل وجه)..

*والآن فات على الصادق إدراك ما تطورات العلاقة بين القاهرة والخرطوم..

*فالخرطوم هي بوابة القاهرة إلى تفاهمات سد النهضة..

*فإن لم تتجاوب معها فليس أمام القاهرة سوى الخيار الأصعب؛ ضرب السد..

*وكل الخطط الخاصة بهذا الخيار الثاني جاهزة… أمام السيسي..

*ولكنه ظل يفضل الخيار الأول… الأسهل؛ ويراهن على استمالة الخرطوم..

*وشوية من هنا… وشوية من هنا؛ وتمت الاستمالة..

*ومن هذا الشوية تعهدٌ من الحكومتين بعدم احتواء – أو دعم – معارضة البلدين..

*وأنجز هذه المهمة – بامتياز – قوش… ونظيره المصري..

*فتفاهمات سد النهضة – وفق رؤية مصر- أهم للقاهرة من المهدي… رغم أهميته..

*فمصلحة مصر (عاوزة كده)… وهذه هي السياسة..

*وربما تطرأ مستجدات تعيد ترتيب الأولويات لدى القيادة المصرية..

*وحينها ستقدم اعتذارات رقيقة للصادق المهدي..

*و…….. معها بوسة !!!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version