الجيران هم جزء أصيل من حياتنا اليومية ومع مرور الأيام يصبحون جزءاً من العائلة بالزيارات اليومية التي لا تتوقف وبالسؤال الدائم عن الحال والأحوال، بالإضافة إلى تبادل الأطبق الشهية وإلى ما ذلك من التعامل الخاص الذي يحدث بين الجيران، وهناك مثل شعبي طالما تردَّد على كثير من الألسنة، وهو (جارك القريب ولا ود امك البعيد)، في إشارة واضحة لأهمية الجار بحياتنا، لكن أن يصبح الجار نقمة بدلاً عن نعمة هنا فقط يتبدل الحال وتصبح الحياة مستحيلة بينهما وكل منهما يتمنى أن يغادر الثاني حتى يعيش بعيداً عن النكد، خاصة الخلافات التي تحدث بين الأطفال فهي سبب أساسي في الخصام والجفوة بين الجيران.
(1)
كشفت دراسة صادرة عن جامعة جنوب الدنمارك أن السكن بالقرب من جيران مزعجين يزيد من خطر الإصابة باضطرابات عقلية، وأوضح الباحثون أن الإقامة بجوار بيوت يصدر عنها ضجيج يضعف احتمالات الإصابة باضطرابات عقلية، كما يزيد من فرص الإصابة بحالات اللإجهاد الحاد بمعدل ثلاثة أضعاف مقارنة مع الجيران الهادئين.
(2)
إسلام الحاج تسكن بإحدى البنايات السكنية منذ أعوام عديدة إلا أنها ظلت تشكو سوء التعامل من جارتها التي ظلت تشتبك معهم في أقل الأسباب خاصة الخلافات التي تحدث بين الأطفال، لافتة إلى أنها لا تكترث في ضرب الأطفال بيدها مؤكدة أن الحياة بجوراها لا تطاق، أما بثينة الأمين فقد أشارت إلى أنها أُجبرت على بيع منزلها واستأجرت آخر للسكن به بسبب جارتها التي كانت تتدخل في كل تفاصيل حياتهم اليومية، وكانت حريصة على تواجدها معهم طوال اليوم مواصلة لمعرفة ما يدور في حياتهم اليومية قائلة: (ما عندنا سر في البيت كل حياتنا منقولة للجيران بسببها، إضافة إلى زيادة الحديث ورغم الإيماءات لها بأنها ضيف غير مرغوب به إلا أنها فاقدة للإحساس فاضطررت آخر الأمر أن أترك منزلي حتى أحافظ على أسرتي).
(3)
بالمقابل قالت منال إبراهيم أن جيرانهم ظلوا يرمون أمام منزلهم (القمامة) بشكل مزعج يؤكد عدم مراعاة الجار، لافتة إلى أن زوجها تحدث معهم كثيراً بضرورة عدم رمي المخلفات أمام منزلهم إلا أنهم لم يكونوا يعيروا الأمر اهتماماً، بالإضافة إلى حرصهم على أعمال الترميم والصيانة التي كانوا يقومون بها بشكل دوري وكانت مصدر إزعاج دائم بالنسبة لهم لا سيما وهم يقطنون فوقهم مباشرة، لافتةً إلى أنها تفكر جدياً في الانتقال إلى سكن آخر حتى لا يتسبب لها الغضب في مرض يصعب علاجه.
تقرير: تفاؤل العامري
صحيفة السوداني.