ثورة الإنقاذ والإعجاز .. كلمة السر (الوطن الغالي)

بعد ان تم تجهيز كل شئ، الدعم المالي والعسكري والغطاء السياسي والدبلوماسي بل حتى بيانات الشجب والإدانة وضبط النفس قد صيغت وأعدت فى إنتظار الإعلان والنشر .

والبلاد تكتم انفاسها وهى ترقب فى خوف وحذر تلك الخطوات والناس يسمعون منصور خالد يصرح بالتزامن مع تقدم التمرد فى كل المحاور وسقوط المدن الواحدة تلو الاخرى وهو يقول (( على السودانيين ان يهيئوا انفسهم بأن يحكمهم غير مسلم وغير عربي )) ويزداد الهم والناس تسمع قرنق متحدثا مخاطبا قواته (( عرب ديل قعدو فى اندلس عشرة قرون برضو طردوهم ، عرب بتاع سودان ديل قعدو اربعة قرون بس)) والجنود الثمالى يصيحون بابتهاج واذاعة التمرد تتفوق على اذاعة ام درمان فى جذب المستمعين والشيخ البرعي له الرحمه يصيح وهو يرى بعينيه حوافر الصليبية تدخل القردود بكردفان فيقول مناجيا ..
يارب الوجوه الدنقرن
فى الدجى لى ربهن صنقرن
اكفينا شر فتنة جون قرنق

فزاد خوف الناس وهم يسمعون نداءات العارفين ولكن بحمد الله فقد كانت الاستجابة الالهية سريعة لاهل الصلاح من اهل السودان فكان الوطن الغالى ….الوطن الغالى كانت كلمة السر وسر الليل للتحرك فى ذلك اليوم 30 يونيو 1989 والذى مثل علامة فارقة فى تاريخ السودان واهله الطيبين ذلكم التحرك المبروك الذى جنب المسلمين فى السودان مجازر اعدت بليل مجازر خططت بعناية لتعلية دين الاقلية على دين الاغلبية ولاقامة تصفية عرقية عبر فوهة البندقية ، ولكن قيض الله للبلاد عبادا فطنا جنبوا البلاد والعباد هول الفتنه وعبروا بنا من المسكنة والذل الى العزة والشموخ.. جنبونا الاهوال وجنبونا ان نصبح احاديث وماده القنوات والاذاعات والصحف وخطب المساجد ،جنبونا بتوفيق من الله وفضله سيناريوهات ماينمار وافريقيا الوسطى والتى تم فيها استباحة وذبح للمسلمين والذى شاهدناه موثقا وشاهدته كل الدنيا ورأينا كيف كان رد فعل الجميع .. مجتمع دولى ودول اسلامية ودول جوار ومنظمات وشعوب وهو مايجعلنا نحمد الله كثيرا ونشكره بأن من الله علينا بمن فتح الله بصيرته وقوى شكيمته فاتخذ القرار الصحيح فى الوقت الصحيح… فالتحية لهم فى هذا اليوم المبارك التحية للشهيد الرائد طبيب احمد قاسم الذى لقى ربه فى فجر ذلك اليوم شهيدا عند مدخل سلاح المهندسين والتحية للشهيد وكيل عريف وداعة الله النور – سلاح الاشارة والذى لقى ربه امام منزل القائد العام اثناء المقاومة والتحية والتجلة والتقدير للشهيد ابراهيم شمس الدين عريس ذلك اليوم والتحية للشهيد الزبير وهو يتابع من محبسه بجبل اولياء وتحية خاصة لرجل الاستخبارات القوى الشهيد عميد كمال مختار وللشهيد عمر الامين كرار والتقدير للشباب الخلص الشهيد م اول عثمان عمر بابكر والشهيد النقيب ابوحفص والشهيد الرائد سامى سعيد والشهيد ياسر كرم الله والتحية والتقدير للشهيد آدم ترايو والشهيد رقيب احمد خليفة واخوانه من شباب المدرعات الذين استشهدوا من بعد ذلك فى ذلك الحادث الاليم والتحيات الزاكيات للراحل لواء م محمد المأمون المرضى – كاتم السر – وللراحل رائد امن ود الحاج والراحل لواء م محمود محمد الطيب والتحية والتقدير للراحل على الروى والراحل مبارك قسم الله والشهيد ابوقصيصة والراحل هاشم مصطفى والشهيد عبد الرحيم الامير والراحل محمد حسن مقلى والشهيد عبيد ختم والشهيد عبد السلام سليمان والتحيه للشهيد الحى المساعد حسن بابكر والشهيد الحى عبد المنعم . والتحية لكل الذين مضوا ولم نذكرهم فحسبهم ان يذكرهم ربهم والتجلة لمن بقوا وعلى رأسهم ذلك (الرجل) الذى جاء اشعثا اغبرا الى ذلك (المكان) وهو يحمل القرار بالتحرك فى حر ذلك اليوم من شهر
يونيو 89 . والتحية لكل من خطط ونفذ وثبت الانقاذ ويأتى على رأسهم السوابيط وشباب الطرمبات وناس (نيالا) وشباب (اللجنة) او (المقر) وما ادراك ماالمقر ولسيده الف تحية وسلام .

ياربى لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك على ما انعمت على عبادك وبلاد السودان بهذه الثلة المتوكلة الموفقة التى بعد ان سلس لها القياد طهرت بلادنا من دولة العلمانية العميقة وجنبت بلادنا سيناريوهات الجزائر ومصر الجريحة. الحمد لله الذى فتح بصيرتهم ولم يخدعوا بشعارات الديمقراطية الخادعة والتحية لهم وهم يركلون بالبوت اصنامها الكاذبة . التحية لهم وقد اكتشفوا كذب وضلال العلمانيين وكذب وازدواجية معايير الغربيين ، اكتشفوا ذلك قبل كل دراويش اليوم الذين ظنوا ولازال بعضهم يظن فى هؤلاء خيرا ويصدقون مزاعمهم الكذوب .

يا ايها الناس والله لو خرج من مرقده سيدنا عمر بن الخطاب ومشى بين الناس حافيا واقام عدله ونام تحت الشجره لحاربه هؤلاء ولتآمروا عليه ولتكالبت عليه الامم المتحده بمنظماتها ومجالسها وهيئاتها الظالمة ولأقاموا الدنيا واقعدوها ولهتفوا واعلنوا الحرب ضد الارهابى الآتى من الزمن السحيق ولجندوا ضده الف كرزاى والف ابوعيسى ولوجدوا من بين صفنا الف متخاذل والف عميل. السلام عليكم اخوتى فى الاولين السلام عليكم اخوتى فى الخالدين السلام عليكم وعلى من سار على دربكم من المجاهدين الى يوم الدين… اللهم بلغنا مقامهم مقام الشهداء والصالحين وتقبل اللهم من مضى فى دربهم من شباب الانقاذ عبر كل سنواتها ومعاركها ومتحركاتها و جبهات قتالها ممن قضوا الايام والليالى يحمون الثغور وهم يسطرون بدمائهم الطاهره اعظم لوحات التضحية والفداء وقد تكسرت على صخرتهم المتماسكةالصماء كل المؤامرات .. وعهدنا معهم ان نجدد المسير ونحاسب من ركنوا وخانوا وافسدوا وعهدنا معهم ان نجدد المسير رغم انف الحاقدين والمارقين والمنحرفين والضالين وستظل الراية عالية خفاقة فالحمد لله مشروعنا مزكى بدماء طاهره هى التى حمته ببركتها من تكالب الاعداء وهى التى لفظت ببركتها كل من قدم نفسه من بين صفنا على هذا المشروع.. وصلى الله على سيدنا محمد قائد المجاهدين الغر المحجلين وعلى آله وصحبه الطيبين المطهرين.
بقلم
ابوبكرالكندو عبدالماجد

Exit mobile version