هو إنجاز سياسي عظيم يشبه عظمة السودان والسودانيين ولا شك، فالاتفاق الكبير الذي وقعه رئيس دولة الجنوب الفريق “سلفا كير ميارديت” مع زعيم المعارضة المسلحة نائبه السابق “رياك مشار”، هو اختراق بالغ الأهمية بالنسبة لشعب جنوب السودان ولكافة شعوب المنطقة، لأنه يؤسس لسلام واستقرار تتبعه مشروعات تنمية وتعاون اقتصادي بين السودان والجنوب وبقية دول الإقليم .
هذا الاتفاق الحدث ينهي حرباً لئيمة أكلت أخضر الجنوب ويابسه، وظلت مستعرة منذ نهاية العام 2013 وحتى يوم أمس، بينما وقف العالم – كل العالم – بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة وراعية مشروع انفصال جنوب السودان عن شماله، بالتعاون مع الاتحاد الأوربي، وقفوا جميعا عاجزين عن السيطرة على الأطراف المتقاتلة بعنف في الجنوب لخمس سنوات طويلة، ما أدى لقتل مئات الآلاف وتشريد ملايين الأبرياء من أبناء الشعب الذين غررت بهم الحركة الشعبية وخدعتهم وصورت لهم أن الجنوب سيصبح “سويسرا” مباشرة بعد الانفصال عن الشمال!!
اتفاق “سلفا” و”مشار” في الخرطوم يعيد للجنوب الأمل، ويفتح كل الطرق المغلقة باتجاه الوفاق الوطني في الدولة الوليدة، كما أنه يقدم السودان للعالم المعادي وفي مقدمته أمريكا بصورة مختلفة، وهيئة تناسبه كدولة رائدة وقائدة في أفريقيا، فقد حملت الأنباء أمس أن مساعد وزير الخارجية الأمريكية “دونالد ياماموتو” هاتف وزير خارجيتنا الدكتور “الدرديري محمد أحمد”، وأكد خلال المكالمة دعم الولايات المتحدة لجهود السودان الرامية لتحقيق السلام في جنوب السودان!!
يجب أن نحتفي بهذا الإنجاز السياسي والدبلوماسي الكبير الذي حققه السيد رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” ومعاوناه وزير الخارجية دكتور “الدرديري” ومدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول “صلاح قوش”.
مبروك لإخوتنا في الجنوب اتفاق السلام.. احفظوه وتوحدوا حوله وأنبذوا حداة الحرب وتجار الأزمات والمتطرفين والمخربين من أمثال نجل الراحل “قرنق” اليافع “مبيور”، فمتى صار هذا الصبي زعيماً ومتحدثاً رسمياً ؟!
مبروك للرئيس “البشير” جهده ونجاحه..
مبروك للرئيس “سلفاكير” فقد تنازل بحكمة من أجل السلام..
مبروك للدكتور “ريك مشار” فقد كان قدر التحدي وقبل التسوية كما يريد شعب الجنوب.
الهندي عزالدين
المجهر