ذكر تقرير برلماني بريطاني، صدر الخميس، أن ضباط المخابرات البريطانيين كانوا على علم بإساءة الولايات المتحدة معاملة مئات يشتبه بأنهم متشددون، كما شاركوا في اعتقال أشخاص تقرر نقلهم إلى بلدان ثالثة دون إجراءات قانونية، وذلك عقب هجمات 11 سبتمبر عام 2001، على الولايات المتحدة.
وأكد تقرير صادر عن لجنة المخابرات والأمن في البرلمان أن بريطانيا كانت على علم بسوء المعاملة من المراحل الأولى، وأن “السلطات كان بإمكانها فعل الكثير” في محاولة للتأثير على السلوك الأميركي.
وأظهر التقرير أن 198 حالة تعرضت لسوء المعاملة، وأن السلطات البريطانية كانت على علم بذلك بعدما تلقت معلومات مخابراتية من معتقلين أو مشتبه بهم.
وعدَد التقرير 232 حالة استمر فيها أفراد من الأجهزة البريطانية في تقديم أسئلة أو معلومات مخابراتية لدولة حليفة حتى بعد علمهم أو اشتباههم بوقوع سوء معاملة.
ورفضت اللجنة مزاعم الأجهزة البريطانية بأن الحالات كانت “حوادث فردية.” وقال نواب بالبرلمان إن ضباط مخابرات بريطانيين ارتكبوا أفعالا لا تغتفر بعد الهجمات.
وبحسب اللجنة، فإن السلطات البريطانية كانت لا تريد المخاطرة بفقدان مصادر مخابراتية حيوية مهمة خلال الجهود المحمومة في وقتها لمنع وقوع هجوم آخر.
وبدا أن الأجهزة “تغض الطرف عمدا كي لا تضر بعلاقة (أجهزة المخابرات)، وتعرض تدفق المعلومات المخابراتية للخطر”.
وإذا كانت الأجهزة البريطانية قد بدأت في إثارة المخاوف، لرفضت الولايات المتحدة وصول مسؤولي الأمن البريطانيين للمعتقلين، وتوقفت عن تمرير أي معلومات مخابراتية حصلت عليها، وفقا للتقرير.
واستغرقت اللجنة 50 ساعة في فحص الأدلة الشفهية، وراجعت 40 ألف وثيقة.
وجاء في أحد جمل التقرير أنه “من الصعب فهم كيف لم يعترف أولئك في أبرز المناصب بنمط سوء المعاملة من الولايات المتحدة”.
يذكر أن نشطاء في مجال حقوق الإنسان دعوا إلى إجراء تحقيق، بإشراف قضاة، بشأن عمليات الاعتقال والترحيل السري، في ما يسمى بالحرب على الإرهاب، ووصفوا التقرير البرلماني بأنه محدود للغاية لأنه لم يقدم صورة كاملة.
وينبع قلق النشطاء من إعلان رئيسة اللجنة نائبة حزب المحافظين دومينيك غريف أنها مُنعت من الوصول لأولئك “الذين كانوا على الأرض في ذلك الوقت”.
وختم التقرير، بقوله: “بالتالي خلصت اللجنة -كرها- إلى أنها يجب أن تنهي التحقيق. هذا مؤسف”.
“تعامل مختلف”
وتعليقا على التقرير، قال مسؤول أمني لرويترز إن أجهزة المخابرات البريطانية تعلمت دروسا صعبة منذ هجمات 11 سبتمبر، وإنها الآن تتصرف بشكل مختلف.
وأضاف المسؤول الأمني الذي طلب عدم نشر اسمه: “اليوم نتعامل بشكل مختلف. تعلمنا الدروس في السنوات الصعبة التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر، والهياكل تطورت سواء في جهاز المخابرات السرية أو على مستوى الحكومة”.
لكنه قال كذلك إن ضباط المخابرات كانوا يتعرضون لضغوط هائلة من القادة السياسيين في ذلك الوقت.
ومضى يقول: “طاقمنا كان تحت ضغط لتقديم معلومات مخابراتية عن التهديدات.. المطلب الملح بتقديم معلومات للتصدي لخطر الإرهاب أصبح الأولوية الطاغية”.
وتابع المسؤول أن ضباط جهاز المخابرات (إم.آي 6) لم يتلقوا تدريبات أو توجيهات قانونية للتعامل مع المعتقلين الذين استجوبوهم في ذلك الوقت.
واستطرد “نظرا للظروف، من المفهوم وإن كان من المؤسف، أننا في بعض الأحيان لم نتبع الأساليب الصحيحة”.
سكاي نيوز عربية