فوز أردوغان.. فوائد منتظرة لــ(الخرطوم) و (أنقرة)

آثار فوز الرئيس التركي رجب أردوغان بدورة رئاسية جديدة ردود أفعال واسعة بالعالم بشكل عام والمنطقة بشكل خاص ولم يكن السودان بدعاً عن هذا الاهتمام المتعاظم بفوز الرجل الذي بات يمثل رمزية خاصة للأنظمة الإسلامية في ما يتعلق بتقديم أطروحات إسلامية تساهم في التطوير الاقتصادي وتجربة دولته التي تحولت في فترة وجيزة من دولة متأخرة في الترتيب العالمي الى مصاف الدول الصناعية الكبرى كما أن التجربة التركية لم تكن بعيدة عن الاهتمام المتعاظم للشرق الأوسط .

(الإنتباهة) أجرت استطلاعاً مع قيادات حزبية وسياسية واقتصادية حول فوز الرجل والعوامل التي قادته للنجاح، بجانب أبرز التحديات التي تنتظر أردوغان خلال الفترة الرئاسية الجديدة ورسمت إفادات المستطلعين خلال المساحة التالية . (1)القيادي بالإصلاح الآن د.أسامة توفيق ابتدر حديثه قائلاً : (صدق شعبه فصدقوه) واعتبر توفيق بأن أردوغان هو بمثابة من بني تركيا الحديثة وبذل جهوداً كبيرة في بناء دولة كبيرة حيث استطاع في فترة وجيزة من نقلها من بلاد مريضة الى أحد أهم الدول الاقتصادية واستشهد محدثي بوجود تركيا ضمن أهم 20 دولة اقتصادية بالعالم، وأضاف توفيق وأشار الى أن تركيا كانت مديونة للبنك الدولي وأن أردوغان استطاع أن يسدد كافة ديونها، بل واستطاع أن يدين البنك الدولي بمبلغ 5 مليارات وبالتالي كان من الضروري أن يأتي الرجل على رأس دورة رئاسية جديدة. أبزر العوامل التي قادت أردوغان الى فوز تاريخي بالانتخابات الرئاسية بحسب محدثي د. أسامة توفيق هي وضوح الرؤية بالنسبة للدولة التركية في عهد الرجل فضلاً عن الشفافية والأمانة ومحاربة الفساد حيث شهدت فترة رجب زيادة في النمو الاقتصادي، بجانب تحسين معاش الأتراك أضف الى ذلك الطفرة الكبيرة التي حدثت بالناتج القومي بجانب سياسة الرجل الحكيمة في إدارة الموقف السياسي من القضية الفلسطينية والذي اتسم بالوضوح الموضوعي. وفي ختام إفاداته، اعتبر توفيق بأن فوز أردوغان رسالة للعالم بأن الشعب التركي يهتم بالشأن السياسي وملم بتفاصيله، واستطاع أن يقدم تجربة انتخابية فريدة اتسمت بالنزاهة، وذلك انعكس بوضوح من خلال النسب التي أحرزها أردوغان ومنافسوه . (2)القيادي بالاتحادي (الأصل) علي السيد بدوره كان ضمن المعلقين على معرض الطرح، وقال بأن محاولة الانقلاب العسكري التي فشلت في العام السابق، كانت سبباً رئيساً في فوز الرجل حيث أنها رسمت له قاعدة شعبية.

السيد أشار الى أن فوز الرجل جاء نتاج أخطاء ارتكبتها المعارضة ومن ضمنها عدم الوحدة فيما بين معارضيه والذين تباروا ودفعوا بأكثر من مرشح للرئاسة وبالتالي تم تشتيت الجهود والأصوات، وأضاف السيد إلا أن رجب سوف يستمر في قيادة بلاده نحو الإسلام السياسي مشيراً الى أن هنالك تحديات كبيرة في انتظار أردوغان ومن ضمنها اقتصاد تركيا الذي يشهد تدهوراً كبيراً بجانب كيفية كيفية إدارة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.(3)أما أمين عام أحزاب الوحدة الوطنية ووزير الدولة بالبيئة وعضو اللجنة التنسيقية العليا للحوار الوطني عبود جابر فقد قال لــ(الإنتباهة) بأن فوز أردوغان له انعكاسات طيبة على الشعب التركي وعلاقاته الخارجية، خاصة مع السودان وذلك من واقع المشروعات المشتركة بين الدولتين والتي دشنت خلال الزيارة التاريخية للرئيس التركي رجب أردوغان للبلاد والتي سوف تؤسس لتواصل استثماري يصب في مصلحة السودان وتركيا ويلعب دوراً كبيراً في كيفية تقديم أنموذج جديد وحديث في التعاون بين الدول، وتوقع جابر بأن تمضي تركيا بعيداً خلال الدورة الجديدة للرئيس رجب وأن تشهد تحركاً واسعاً وتقدماً في كافة المجالات، خاصة في المجال الصناعي والزراعي مع بعض الدول الصديقة والشقيقة التي تتمتع بإمكانيات أرضية واسعة، وأضاف أمين عام أحزاب الوحدة الوطنية عبود بأن البرنامج الانتخابي الواضح لأردوغان كان سبباً رئيساً في فوزه، حيث أنه كان صادقاً مع الشعب التركي في تعهداته التي بدأها معهم وهذا ما حفز الأتراك لإعادة انتخابه مرة أخرى .ودعا عبود مؤسسات البلاد الى المضي قدماً في إنفاذ الموجهات المتعلقة بالمشروعات بين البلدين، وذلك لضمان نتائج أسرع على اقتصاد دولتنا مع ضرورة الاستشهاد بأن تركيا قدمت وقفات واضحة للشعب السوداني في ظل الحصار الاقتصادي الذي فرض على بلادنا لـ 20 عاماً . (4)بينما قال رئيس لجنة الصناعة بالمجلس الوطني عبد الله مسار لــ(الإنتباهة) بأن حزب التنمية والعدالة بتركيا استطاع تقديم أداء مميز خلال فترة حكم أردوغان خلال السنوات الماضية، خاصة من ناحية اقتصادية حيث أنها رفع تركيا من ترتيب متأخر الى مصاف الدول الصناعية المميزة وذلك كان من الطبيعي أن يفوز الرجل بدورة رئاسية جديدة حيث أنها مكافأة من الشعب التركي ، وأضاف مسار إلا أن الانتخابات الأخيرة أفضت الى تحويل تركيا الى جمهورية رئاسية من برلمانية، وبالتالي تقديم Гنموذجاً جديداً للحكم ليكون أردوغان أول رئيس لجمهورية رئاسية تركية بصلاحيات كاملة لرئيس جمهورية ورئيس وزراء .

مسار أشار الى أن رجب شخصية قيادة فذة، وبدأ السياسة من صفوف عامة الشعب حيث أنه بدأ من بلدية استنطبول ثم نهض بها حتى أصبحت مدينة ومن ثم انتقل الى مرحلة ثانية عبر رئاسة للوزراء وأخيراً رئيس جمهورية، وبالتالي التدرج الذي مارس به العمل السياسي أكسبه خبرة كبيرة. ونوهه محدثي الى أن فوز رجب يعني تمدد النفوذ التركي على الدول المجاورة لها بالقارة الأوروبية، وكان من المعلوم أن أوروبا لا تريد تركيا ضمن منظومتها، ولكن تركيا الآن فرضت نفسها بقوة كدولة لها سيادة بجانب امتلاكها لأوراق سياسية متعددة، حيث أنها بالإمكان أن تلعب دوراً رئيساً في مكافحة الهجرة غير الشرعية لأوروبا، فضلاً عن امتلاكها لرأب أقوى جيش بالعالم، وبالتالي أوروبا تحتاج الى تركيا أكثر من حاجة الأخيرة لها .

عبد الله مسار أيضاً دلف الى التعليق حول آثار فوز الرجل على السودان، فقال بأن أردوغان يمتلك علاقة ممتازة مع الخرطوم رغم عدم استفادة البلاد من هذه العلاقة على النحو الأمثل، حيث تمارس دولتنا السياسة الخارجية بالعاطفة أكثر من كون ممارستها بمبدأ المصالح المتبادلة، وتوقع مسار بأن يكون لتركيا دور كبير خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد فراغ الرئيس رجب من ملف الانتخابات، الأمر الذي يتيح له التركيز على ملفات مهمة مثل الملف السوري والعراق، بجانب قضية الأكراد بالحدود المتاخمة بينها والعراق، بجانب التحدي الكبير الذي ينتظره في اجتياز الأزمة الاقتصادية في تركيا، وذلك من خلال التضخم الذي ظهر مؤخراً بمؤشرات الاقتصاد هنالك.

(5)من جانبها وصفت أمينة الأمانة الاجتماعية بالحزب الحاكم المؤتمر الوطني د.مها عبد العال فوز أردوغان بالخبر السار للأمة الإسلامية، وقالت لــ(الإنتباهة)Ў بأن فوز رجب يعني نصرة للإسلام. واعتبرت د.مها أن الرئيس التركي ظل يتعامل بموضوعية وشفافية عالية خلال الفترة الماضية وقاد الشعب التركي الى طريق التنمية وأحدث طفرة كبيرة قاد بها دولته الى مصاف أقوى الدول الصناعية، فضلاً عن إدارته المتوزانة للبلاد وتدرجه في طرح الأمور السياسية، الأمر الذي أكسب الرجل أرضية قوية مع ضرورة الإشارة الى الأداء الكبير لحزبه العدالة والتنمية في ساحات العمل السياسية بتركيا خلال الفترة الماضية.(6)الخبير الاقتصادي والقيادي بالوطني د.مدثر عبد الغني قال لــ(الإنتباهة) بأن فوز أردوغان يمثل رمزية لكل الشعوب المتطلعة والرافضة للهيمنة وباتت كذلك تمثل رمزية خاصة للدول الإسلامية وشعوبها لأخذ الإسلام كأنموذج للتطوير الاقتصادي ومعاش الناس. معتز أرجع فوز أردوغان الى عدة أسباب، ومن ضمنها التواصل المباشر مع الشعب خاصة في الشؤون اليومية، وعلى سبيل المثال بقطاع التعليم حيث Гلغى كافة الرسوم الدراسية للمرحلة الجامعية وهو نهج كل الدول المتحضرة، وأضاف معتز بأن فوز أردوغان لدورة جديدة تعطيه قوة دفع جديد للتواصل الخارجي مع شعوب العالم الإسلامي ولابد لنا في السودان الاستفادة من العلاقات الإستراتيجية وتحويلها الى شراكة اقتصادية حقيقية فلابد من إعادة صياغة وتطوير المشروعات المشتركة وفتح آفاقاً استثمارية بحزمة خاصة موجهه الى تركيا .

(7)فيما أثنت معتمد الرئاسة بولاية الخرطوم أميرة أبو طويلة على جهود حزب الحرية والعدالة بتركيا، واصفة الرئيس التركي بالشجاع. وأضافت أميرة بأن نجاح رجب يمثل رسالة للعالم باعتبار أنه فاز وسط حراك عالمي كان مستهدفاً فيه، مشيرة الى أن شجاعة أردوغان تجلت في أنه أقدم على انتخابات مبكرة في وقت مفصلي لتركيا. أبو طويلة أشارت الى أن فوز رجب تتجسد عبر عدد من الأسباب وفي مقدمتها إيمانه بقضايا الشرق الأوسط والذي بسببه يشهد محاربة كبيرة من أوروبا فضلاً عن ثقته الكبيرة في أعضاء حزبه الذي استطاع تقديم أداءً سياسياً مميزاً خلال السنوات الماضية. وأضافت أميرة أن السودان سيجني فوائد كبيرة من فوز رجب.

من جهته قال نائب رئيس حزب الأمة الفريق صديق إسماعيل إن فوز أردوغان جاء نتيحة لاهتمام رجب بالشأن الوطني والتعبير عن إرادة الشعب التركي المتجهة نحو الحرية والقيادة الشعبية على الوطنية، حيث نجح في أن تستعيد دولته العافية بعد ما كانت تعرف في الماضي برجل أوروبا المريض. أما النائب البرلماني عصام ميرغني، فقد قال إن فوز رجب بدورة رئاسية جديدة له حزمة بـ53% من الدلالات والمعاني سيما في ظل التكتلات المعلومة. ميرغني توقع بأن تشهد فترته الرئاسية نقلة نوعية على كافة الأصعدة والمسارات الاقتصادية والسياسية والخدمية والأمنية وغيرها.وزاد قائلاً: ما حدث في الانقلاب دلالة على التفاف جماهيري صادق قناعة بالأطروحات الأردوغانية وما وقوف المواطنين في وجه الدبابات إبان المحاولة الإنقلابية الفاشلة إلا دليل قاطع وبرهان ساطع على ذلك.

صحيفة الإنتباهة

Exit mobile version